الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:12 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    دكتور حاتم العبد

    كشف حساب 2021

    د. حاتم العبد

     

    بعد أن حزمت 2021 حقائبها، واستعدّت للرحيل، ما هي إلا سويعات تفصلنا عن 2022، لكن يعتصرني الألم ويكاد يفتك بي الحزن على فراق 2021، وتذكرت عندما سافرت إلى فرنسا نهاية عام 2006 لدراسة الدكتوراة، وخرجت أنا والزميل العزيز طارق زغلول إلى أشهر ميادين مدينة ليون بل فرنسا كلها، ميدان بلكور (Place Bellecour) ، لاستكشاف طرق احتفال الفرنسيين بالعام الجديد 2007 واستطلاع مسلكهم والوقوف على عاداتهم وتقاليدهم في مثل تلك مناسبات، وكيف أنهم يهنئون كل من يقابلونه، عرفوه أم لا، بجملة سنة سعيدة وصحة جيدة Bonne année et bonne santé ولربما بلغ الفرح والسرور والحماس ببعضهن مبلغه، فتطبع قبلتين على وجنتيّك، دون سابق معرفة، لتقف مذهولا غير مُصدّق بل غير مُبال بلفحات البرد القارس وسط الميدان الفسيح، واضعا يدك على وجهك، متحسّسا آثار تلك العفوية، عازما على ألّا يقترب الماء من وجهك لئلا يزيل آثار البرفان الفوّاح، الكل كان في تلك الليلة مسرورا مبتهجا، لكن ما لفت نظرنا، واسترعى انتباهنا هو وجود مظاهرة، قليلة العدد، لكنها عظيمة المعنى والمغزى، مظاهرة ضد رحيل 2006 وضد قدوم 2007، اعترضوا على 2007 حتى قبل التعرف عليها، والحكم على أجندتها وبرنامجها...
    أجدني أنحى ذات المنحى، وأعيش فلسفة المظاهرة الفرنسية في نهاية 2006، بل وأطلب العون والمدد، يجب أن نصطف جميعا إن لم يكن لمنع قدوم 2022، فلتحية 2021 ولشكرها على ما قدمته لنا طيلة فترة وجودها معنا، ولعل مسلكي مبرر، وله من الحجج ما يؤيده، ومن الأسانيد ما يعضّده... ولنلقي نظرة أخيرة على 2021 ولنقرأ كشف حسابها...
    لن نتوقف عند سنن الكون، وقوانين الطبيعة، من ميلاد أو وفاة شخص مهما بلغ تأثيره على الإنسانية، أو عند ظاهرة كونية لم يكن بيد 2021 فعل شيء، ولكن إعمالا بالقول المأثور، إن الحياة لن تتوقف عند وفاة شخص، وإن الأشخاص إلى زوال، والأوطان إلى بقاء.
    وإذ بنا نقف على أعتاب السنة الميلادية الجديدة 2022، وقبل أن نحتفي ونحتفل بها، نود أن نودع سنة 2021 بقراءة في كشف حسابها، والتعلّم منه. كانت 2021 مليئة حافلة بالأحداث الجسام، والتطورات النوعية، ما يستوجب منا الوقوف عندها سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المصري.
    يطيب لنا أن نتذكر معا أهم تلك الأحداث باقتضاب، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا. ولنبتدئ بكشف حساب الساحة الدولية، يعقبه كشف حساب الوضع الإقليمي، ثم نعرج في النهاية على الأحداث المصرية.
    زخرت الساحة الدولية واكتظّت بالأحداث المثيرة والتغيرات الفاعلة والتطورات المتلاحقة على مدار 2021.
    بدأت السنة المنصرمة شهرها الأول بانحسار فيروس كورونا وشيئًا فشيئًا آتى اللقاح أُكُله وتعافى العالم من كابوس ظلّ مؤرّقًا شاغلًا ومهدّدًا العالم أجمع، وعادت الحياة لطبيعتها في شتى أنحاء المعمورة، ولم يعد أحدًا يخشى هذا الوباء بعدما تعافى الجميع من ويلاته وأضحى التنقّل والسفر سهل ميسور كما كان من قبل.
    على المستوى الإقليمي، لم تبخل علينا 2021 بفيض كرمها، إذ زادتنا من الشعر بيتا؛ فحدثت الانفراجة الكبرى في العلاقات المصرية التركية، وزاد معدل التبادل التجاري بين القطبين المحوريين الإقليميين وتعززت الأواصر السياسية بينهما، بعدما تعهدت تركيا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر، الأمر الذي صادف قبولا، ولاقى رواجا في مصر على المستويين الرسمي والشعبي.
    على المستوى العربي، فطن العرب جميعا والفاعلون منهم خصوصا، للخطر المحدق والتهديد الحالي الذي يحيق بهم بتوطيد علاقاتهم مع الغرب خاصة الولايات المتحدة على حساب الأشقاء، والارتماء في أحضانه، ولكارثية الالتحاف بالعباءة الغربية، فكانت أن توحدت كلمتهم، واجتمع صفهم، واصطفّ رأيهم، وتوحدّ قرارهم، فأضحوا قوة يخشاها الجميع؛ الأمر الذي كان له أثره في تحجيم النفوذ الإيراني وأذرعه في المنطقة...
    بلغ بهم الأمر مبلغه، بأن يتوجوا جهودهم ويحققوا حلم شعوبهم وبدأوا بالخطوات الفاعلة لتحويل جامعة الدول العربية إلى الاتحاد العربي، على غرار الاتحاد الأوروبي، والتفكير جديا في العملة الموحدة والتي سيطلق عليها عربي.
    عطفا على ما سلف، كانت السمة الغالبة للعام 2021 هي عودة العلاقات المصرية العربية لسابق عهدها لاسيما علاقة مصر والسعودية والإمارات بالشقيقة قطر، وغلق الطريق أمام من يريد بأمتنا العربية الفرقة والتشرذم.
    تستطرد 2021 في دهشتنا، وحدة صف العرب، كانت النواة التي أجبرت إسرائيل على الدخول في مفاوضات الحل النهائي في الربع الأول من 2022، وارتبط التطبيع بالانتهاء من تلك المفاوضات وإقرار حل الدولتين.
    كان للُحمة الصف العربي والجهود المضنية للدبلوماسية العربية الفضل في جلاء القوات الروسية والأمريكية عن سوريا، وكان أيضا أن تم القضاء على التنظيمات الإرهابية هناك، وكان أن وضعت المعارضة المسلحة سلاحها جانبا، واحتكم الجميع إلى صناديق الاقتراع مطلع مارس العام المقبل...
    على المستوى المصري، كان أهم حدث على الإطلاق هو القضاء الكامل على البؤر الإرهابية والجيوب الإجرامية بسيناء، وإعلان انتهاء الأعمال العسكرية فيها، تزامن ذلك مع البدء في عمليات التنمية...
    تتقاطر الأفراح وتتزاحم في تلك السنة الاستثنائية، فمن جانبها لم تأل الحكومة جهدا ولم تدخر وسعا حتى تم الإفراج عن كل سجين رأي، ومعتقل سياسي، واعتذار الدولة عن ذلك، وتفهم المُفرج عنهم استثنائية الظروف، وتقبلهم الاعتذار الرسمي، واندماجهم في المجتمع والمساهمة في تقدم وازدهار مصرنا الحبيبة.
    أبهرنا الإعلام المصري بالتمسك بميثاق الشرف الإعلامي، وقامت المؤسسات الإعلامية بإقصاء كل متجاوز عابث بهذا الميثاق، نرى تطبيقا حرفيّا ونلحظ نسخا للمسلك في المؤسسات الصحفية.
    إنها سنة فريدة من نوعها، لاحظنا صرامة في الرقابة على أداء الجهاز الإداري للدولة، لمسنا ضبطا في الأسعار سيما فيما يتعلق بالمنتجات الضرورية والأساسية، لمسنا تحسّنا طفيفا في المستوى المعيشي لمحدودي ومنعدمي الدخل.
    نلمس إرادة في بناء دولة القانون، اُتخذت خطوات أولية، لا أقول بكفايتها، ولكن من الممكن البناء عليها.
    حقّ لي أن أقول: هذا عامي فقف يا زماني! وحقّ لي أن أعترض على مجيء 2022.

    لم أكن لأفرغ من كتابة هذه السطور إلا وطالعتني رسائل الأهل والأصدقاء بالتهنئة ببداية السنة الجديدة، ويا للعجب إنها 2021 وليست 2022، أغلقت قلمي، لئلّا يجف حبره، كففت عن الكتابة، وقلت لنفسي لعله خير، علها أمنيات، عساها أن تتحقق ولعله كشف حساب مُسبق لـ 2021.

    ولعله فأل خير، إضافة إلى إيجابية كشف حساب 2021 والرضا النسبي عنه، اكتشفت أنه مازال بيدنا عام كامل، لم يُنعت بعد بالماضي ولم يقدم لنا بعد كشف حساب، فهل لنا من اغتنامه؟! وهل له بمد يد العون لنا؟! وهل سيحقّ لنا أن نعترض على مجيء 2022 نهاية 2021 ؟!

    كل عام ومصرنا الحبيبة بخير، كل عام وحضراتكم بخير وصحة وسعادة وهناء. متمنيا على الله، راجيا منه، أن تكون 2021 أفضل على الجميع من 2020 وأن يحقق الجميع فيها أحلامه وأمانيه.

    حاتم العبد. 2020.حصاد 2020 .قانون دولي.ليون

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 10:12 صـ
    20 جمادى أول 1446 هـ 22 نوفمبر 2024 م
    مصر
    الفجر 04:55
    الشروق 06:26
    الظهر 11:41
    العصر 14:36
    المغرب 16:56
    العشاء 18:17