عبد المتعال الصعيدي وتجديد الخطاب الديني
فرحات غنيمكتب فرحات غنيم
واحد من مجددي العصر الحديث والذي كان له باع عظيم في تجديدالخطاب الديني والذي سبق عصره في الكلام عن هذا الموضوع.
الشيخ عبدالمتعال الصعيدى، لم يكن مجرد واحد من أئمة التجديد في الخطاب الإسلامى، بل وثق لرموز التجديد الدينى خلال التاريخ الإسلامى- وإن اختلفنا معه خلافا لايفسد للود قضية، فقد اعتبر عبدالمتعال الصعيدى فوق كونه مجددا، فهو عالم لغوى من علماء الأزهر الشريف، وعضو مجمع اللغة العربية، وواحد من أصحاب الفكر التجديدى بالأزهر، ومن المنادين بالمنهج الإصلاحى في التعليم والفكر والتجديد الدينى، وكان يرى نظام التعليم في الأزهر مصابا بالعقم والجدب، ورأى ضرورة تطويره بما يلائم روح العصر لتخريج جيل من الأزهريين المجددين والمبدعين والبعيدين عن الجمود والتقليد والتعصب وقد عرف بآرائه الثورية والتجديدية، وأصدر في ١٩١٩ قدم كتابه «نقد نظام التعليم الحديث للأزهر الشريف» ونُشر في ١٩٢٤ وللمجدد المستنير عبدالمتعال الصعيدى ٤٩ كتابًا مطبوعًا و٢٠ مخطوطًا و٢٤ مقالا بجريدة «السياسة» الأسبوعية، و٣٨ مقالا بجريدة «البلاغ» الأسبوعى. من أشهر مؤلفاته «المجددون في الإسلام، والقضايا الكبرى في الإسلام، ولماذا أنا مسلم» و«الحرية الدينية في الإسلام، وحرية الفكر في الإسلام». منها «تاريخ الإصلاح في الأزهر» و«حكماء اليونان السبعة» و«قضايا المرأة» و«الفن القصصى في القرآن» عن أهم الشخصيات المجددة في الفكر الإسلامى، وكانت له سلسلة مقالات مهمة عن عبدالرحمن بن خلدون، وكان الأخير موضع سجالات فكرية واسعة بين رموز الفكر في ذلك العصر منذ أوائل القرن العشرين، ومن أهم مخطوطاته «الحدود في الإسلام» وهى عبارة عن ٦ مقالات كتبها بجريدة «السياسة الأسبوعية» وفيها رأى أن العقوبات الواردة في القرآن بشأن الحدود مثل السرقة والردة والزنى، من قبيل الواجب المخير لا المعين، وأنه بإمكاننا استبدالها بعقوبات أخرى. وتحدث في المقدمة التي كتبها لسيرته الذاتية «حياة مجاهد في الإصلاح» عن معاركه لإصلاح الأزهر وفتح باب الاجتهاد وأوضاع الفتوى.