تهويد القدس بين الماضي والحاضر
نرمين عزت
"تهويد القدس"..يعتبره البعض من المحاولات المستمرة من قبل الكيان الإسرائيلي من أجل نزع الهويه الاسلاميه والمسيحية والتاريخية أيضا من مدينة القدس ،وتعرف القدس الشريفه أنها من أهم المعالم الدينيه لدي الديانات السماويه الثلاث : "اليهودية، المسيحيه و الاسلام " حيت انها تعتبر لدينا نحن المسلمون أولي القبلتين وثاني الحرمين حيث أسري إليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم،وصلي إماما بالأنبياء عليهم السلام وبعدها عرج الي السماوات السبع ،وتعتبر أيضا ذات اهميه قصوي لدي المسيحين حيث كنيسة القيامه وهي أرض مولد السيد المسيح وايضا كما ذكر في التوراه أن السيد المسيح صلب علي أحدي تلالها المسماه"جلجثه" حوالي سنه 30للميلاد بعد أن عثرت القديسه هيلانه علي الصليب الذي علق عليه بداخل المدينه ، تميزت القدس أيضا بمعالمها الطبيعيه الجميله الي جانب آثارها الدينيه التاريخيه ،اما عن تهويد القدس ف تاريخ القدس الطويل مليئ بالخطط اليهودية للسيطره علي المدينه الساحره ،يطمع اليهود في السيطره عليها منذ قديم الأزل ،ف في عقيدتهم أنها موطنهم وهم أصحاب الحق في اخذها وليس للمسلمين حق فيها ،،هم يخططون لهدم المسجد الأقصى لما يظنون أنه بني علي هيكل سليمان ،كانت اولي مراحل تهويد القدس حين أبرمت الحكومة البريطانية وعد بلفور مع قائد الحركه الصهيونيه ثيودور هرتزل عام 1922م ،وعلي غرار ذالك القرار زادت هجرت اليهود للقدس وبالتالي زاد عددهم في فلسطين كلها ،لتصبح كالسهم الذي انغرس في قلب فلسطين حتي الآن لم ينزع بعد،قام اليهود بشراء العديد من الأراضي الفلسطينية وساعدتها حكومة الانتداب البريطاني مما ادي لاستياء المقدسيين مسلميهم ومسيحيهم وقامت الاحتجاجات من عام 1920الي عام 1929 قتل خلالها عدد من الإسرائيليين مما دفع حكومة الانتداب البريطاني لبناء وحدات سكنيه لهم في شمال وغرب المدينه بل قيام اول جامعه يهوديه وهي الجامعه العبريه ...
-ويقول أيضا دكتور "علي الدين هلال " في مقال له بعنوان تهويد القدس بين استيطان الأرض وتغيير الهويه نشر في عام 2019؛ان تهويد مدينة القدس العربيه التي أعلنت اسرائيل ضمها واعلانها جزءا من عاصمتها التي أعلنت عنها في عام 1980م يتم بخطوات متدرجه ،ولكنها ثابته ومتراكمه لها هدفان:"الاول": إحداث تغيير ديموغرافي بتسكين عائلات يهوديه وطلاب المدارس الدنينه فيها حتي يصبح أغلبية السكان من اليهود..
و"الثاني ":تغيير هوية المدينه وإكسابها طابعا يهوديا من خلال تغيير اسماء الشوارع والاحياء مثل حي "الشيخ جراح"الذي يقدر عدد سكانه 3الاف نسمه ويمثل حلقة الوصل بين البلده القديمه والاحياء الشماليه الشرقيه ،والذي شهد سلسله من إجراءات مصادرة المساكن والأراضي علي يد سلطات الاحتلال؛وفي 2010تم التلاعب في حجج أوقاف الحي "وغيرها من الأحياء التي استولى عليها الكيان المغتصب ...
في 29ن وفمبر أحيلت قضية القدس الي الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية عام 1948واصدرت الهيئه الدوليه قرارها بتدويل القدس تحت رعايتها واشرافها ،وجاء في القرار أنه سوف يطبق طيلة 10سنوات ،لكن لسوء الحظ أنه قد انتهي الانتداب وضعفت السياسه الفلسطينية وسلطتها مما ادي الي أن استغلت العصابات اليهوديه الفرصه للاعلان عن الدوله الاسرائيليه التابعه للكيان الصهيوني ،فثار العرب والفلسطينيون وأعلنوا الحرب على إسرائيل عام 1948 قتل فيها عدد من الإسرائيليين ولكن كانت النتيجه في صالحها حيث قسمت القدس الي شطرين :جزء شرقي تابع للكيان الصهيوني وجزء غربي خاضع للأردن وفي نوفمبر أقيمت منطقه عازله بين الجزئين ورسمت خريطه حدود غير رسميه أيضا ذالك بعد اللقاء بين موشين ونظيره الاردني عبدالله التل ،،
وظلت الحروب والمشاحنات قائمه بين إسرائيل والفلسطينيين حتي عام 1967وقيام حرب 67التي خسرت فيها فلسطين جزء كبير منها بل وخسرت قلبها وعاصمتها القدس التي سيطر عليها الكيان الغاصب رغم تبعيتها في ذالك الوقت للأوقاف الاسلاميه ،دخل اليهود القدس دون أي شروط وقيود بل وقاموا بهدم حارة المغاربه لمواجهتها لحائط البراق الذي يتعبدون عنده،خربوا في المدينه وقتلوا في أبناءها ،ظلت تتوسع وتنتشر وتهجر في الفلسطينين وتقتل كل من يعترض؛ في العام نفسه أيضا عام 67اصدرت قانون اعتبرت فيه القدس الموحده عاصمه لها ،وعلي غراره أصدر مجلس الأمن قرارا بأن إسرائيل خرقت قانونا دوليا وطالب جميع الدول الأعضاء سحب ما تبقي من سفارتها منها ،
في عام 1995اصدر الكونجرس الامريكي قانون القدس الذي أعلن بيان السياسه بأنه ينبغي الإعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل،كما نص مشروع القانون علي حتمية وجود سفاره امريكيه في القدس علي أن تنتقل السفاره الي القدس خلال 5سنوات من صدور القرار ،،الا أنه تم تأجيل القرار حتي جاء ترامب وأعلن رسميا الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في عام 2017 ورحب نتنياهو بالقرار بل واسرع في إعلانه قوبل القرار بتأييد بعض الدول مثل غواتيمالا التي قررت نقل سفارتها للقدس ورفض من غالبية قادة العالم من ضمنها بريطانيا وفرنسا والسويد وإيطاليا حتي أن مديرة السياسه الخارجيه للاتحاد الأوروبي أوضحت موقفها تجاه القدس ،واكدت علي ألتزامها بدوله فلسطينيه عاصمتها القدس الشرقيه أما الدول العربية فقامت الاحتجاجات وثارت بعض الشعوب علي القرار ...
نحن الشعوب العربيه نولد ويولد معنا كره الكيان الإسرائيلي المغتصب لن ولم نعترف به ،تهويد القدس قرار ظالم ولن نرضى عنه ما دمنا احياء حتي إذا طبع جميع قادة الدول العربية مع إسرائيل ستظل عدونا الأول والأخير ،ذالك الكيان الهش الذي يقابل فرسان غزه وما يملكون الا الحجاره وقليل من الاسلحه بالدبابات واحدث الاسلحه ،،ينشر الفساد والفتنه بداخلنا ويخشي اتحادنا كعرب ،يخشي قوتنا النابعه من وحدتنا،يقتل فينا كل ما هو نابغ وعالم ،ينشر فينا العهر والفرقه والجهل من خلال سيطرته علي الإعلام والسوشيال ميديا ،،لقد نجح في السيطره على القدس بل وفي السيطره علينا ،،لكنه بكل قوته وكل ما يملك ضعيف جدا أمام قوتنا كعرب.