خبراء أمنيون: الكاميرات بمثابة ضابط شرطة فى الشوارع
”كاميرات المراقبة” العصا السحرية لرجال الشرطة في كشف الجرائم
كتب: محمد ديهوم
لفت انتباهنا في واقعة التحرش بطفلة المعادي، الدور الهام والقوي ل "كاميرات المراقبة"، وذلك بعد رصدها للمتهم وهو يقوم باستدراج طفلة لم تبلغ من عمرها بضعة سنوات، إلي مدخل أحد العقارات ثم قام بالتحرش بها، لولا ملاحظة أحد السيدات كاميرات المراقبة وخرجت مسرعة لإنقاذها من هذا الذئب البشري، فمن هذا المنطلق نلقي الضوء علي واحدة من أهم أساليب رجال الشرطة في الكشف عن الجرائم والتي تعتبر بمثابة الداعم الأول لرجال الشرطة، "حيث أنها تكشف الجريمة والمجرم موثقة بالصوت والصورة فهي الدليل القاطع والحاسم لحسم الجدل علي الكثير من القضايا التي وقعت".
آراء خبراء أمن
وفي هذا السياق قال اللواء مجدي الشاهد، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمني، إنه من الضرورى وضع كاميرات مراقبة بجميع الشوارع والمناطق الحيوية، خصوصًا بمحافظتى القاهرة والجيزة، مشيرًا إلى أنه يجب ربطها بغرفة عمليات شرطة النجدة، معللًا ذلك بأن تلك الكاميرات أصبحت من أهم الوسائل التى تساعد رجال الأمن فى فك طلاسم أغرب الجرائم الغامضة، وأن طرق المراقبة تختلف طبقًا لاختلاف الغرض، قائًلا إن خطوات المراقبة الأمنية بمحيط مبنى حكومى تختلف عن مراقبة دور عبادة.
وأضاف الخبير الامني، أن الكاميرات يكمن دورها فى تصوير المشهد حتى يسهل التعرف على مرتكبى تلك الوقائع، وأن الباقى يعتمد على قاعدة البيانات التى لدى جهات الشرطة عن مرتكبى هذه الوقائع، مؤكدًا أن كاميرات المراقبة بدون قاعدة بيانات لا فائدة لها، فضًلا عن نجاح كاميرات المراقبة فى الفترة الماضية عن كشف العديد من الوقائع الغامضة التى كان من الصعب أن يتم الوصل فيها لدليل قاطع لكشف الجناة.
وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق ، إلى أن بعض الدول الأجنبية تعتمد بشكل كبير جدًا على كاميرات المراقبة، مشيرًا إلى أنها تُعد بمثابة وجود أمنى ثابت فى الشوارع لرصد جميع صور الخروج عن القانون، مؤكدًا أن هذه الدول أنفقت الكثير من المليارات فى هذا الملف المهم نظرًا لكونه أمرً يهدد الأمن العام الداخلى لهم، واستطرد حديثه قائلًا: «الكاميرات بمثابة ضابط شرطة فى تلك الشوارع».
وقال الخبير الأمني أنه من الضروري أن يتم إصدار قانون يتم من خلاله تنظيم كاميرات المراقبة، لأنها من ضمن الاحتياجات اللازمة فى الوقت الحالى، لمرور البلاد بمرحلة صعبة للغاية، كما أن الدول المتقدمة لديها نظام لمراقبة الشوار والمحلات، لحماية أرواح المواطنين والتصدى الوقائع الإجرامية.
وفي مثل هذا الصدد، أكد اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن تركيب كاميرات مراقبة يُعد أول خطوة جادة للحد من وقوع الجرائم، وضبط الحالة الأمنية فى الشارع، مشيرًا إلى أنها مفيدة، حيث إنها تساهم فى منع العمليات الإرهابية التى تحصد أرواح رجال الشرطة والقوات المسلحة، قائلًا «على الدولة عمل ميزانية لزرع الكاميرات فى الشوارع فى أسرع وقت».
وأضاف نور الدين، أن وجود كاميرات فى الشوارع سوف يجعل المجرمين فى حاله رعب، ويصعب عليهم ارتكاب وقائع السرقات، حيث إن الجاني يختار المكانى الخالى من وجود كاميرات لتنفيذ جرائمه حتى يكون بعيدًا عن أنظار الكاميرات، كى لا ينكشف أمره، كما شدد علي ضرورة الصيانة الدورية للكاميرات.
وقائع رصدتها كاميرات المراقبة:
أبرزها «طفل الشروق» و«حادث خطف البساتين» و«سائق توك توك» غياب الكاميرات يزيد من صعوبة البحث الجنائى
أكدت كاميرات المراقبة فى القضايا الاخيره، أنها الداعم الأول للأجهزة الأمنية، في فك طلاسم والغاز العديد من القضايا والجرائم التي شغلت الرأي العام المصري، فأصبح أول ما يقوم به رجال الشرطة هو تفريغ كاميرات المراقبة، لمساعدتهم في التوصل إلى المجرمين، وتسليط الضوء على أبرز القضايا التي ضبطها وكشف مرتكبيها من خلال كاميرات المراقبة.
طفل الشروق:
الطفل سامى الذى عُرف فى وسائل الإعلام باسم «طفل الشروق» والذى هز حادث اختطافه الرأى العام برمته، وأصبح حديث الشارع المصرى، إلى أن قادت كاميرا المراقبة الموجودة فى مكان الحادث الأجهزة الأمنية لسرعة التعرف على السيارة التى قامت باختطاف الطفل وضبط الجناة فى أقل من ٥ أيام.
" خطف طالبى كرداسة"
أفصحت الكاميرات عن عصابة مسلحة قامت باختطاف شابين فى منطقة ناهيا بكرداسة وسط إطلاق وابل من الأعيرة النارية، التى تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة بفضل تلك الكاميرات الموجودة فى مكان الحادث من تحديد هوية الجناة وإلقاء القبض عليهم.
"سائق توك توك البساتين"
وكذلك قادت كاميرات المراقبة جهاز البحث الجنائى فى محافظة القاهرة، لكشف غموض مقتل سائق توك توك البساتين، وكشفت الكاميرات أن وراء الواقعة عاطلًا قام بقتله بدافع السرقة.
قادت كاميرات المراقبة الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، إلى كشف مرتكبى واقعة سرقة مبلغ مالى من إحدى الشقق السكنية بالهرم، التى رصدت المتهمين أثناء هروبهما، وتم إلقاء القبض عليهما.
مقتل شقيقين في الشرابية
كان لكاميرات المراقبة دور كبير في هذه الواقعة، بعد رصد تحدي الكاميرات المتواجدة في أحد المحال رجل يمسك بسكين ويمزق جسد آخر وذلك نتيجة لخلافات سابقة.
وكان قد ألقى رجال مباحث القاهرة تحت إشراف اللواء أشرف الجندى مدير الأمن القبض على المتهم بعد التعرف عليه من خلال فحص فيديو كاميرات المراقبة بقتل شقيقين وإصابة نجل أحدهم بمنطقة الشرابية.
وقائع غابت عنها الكاميرات ومثلت عائقا كبيرة لرجال البحث "غياب كاميرات المراقبة"
تعثرت الأجهزة الأمنية وأصبحت مهمتها فى غاية الصعوبة فى كشف العديد من الجرائم التى شغلت الرأى العام وما زالت حتى الآن، بسبب عدم وجود كاميرات مراقبة فى أماكن حدوث تلك الجرائم.
كاميرات المراقبة
"مذبحة الرحاب"
وتأتى تلك المذبحة التى راحت ضحيتها أسرة كاملة مكونة من ٥ أفراد، على رأس تلك الجرائم التى لم تستطع الأجهزة الأمنية كشف ملابساتها بشكل واضح حتى الآن.
"مذبحة الطالبية"
عانت الأجهزة الأمنية فى فك طلاسم العثور على ٣ جثث لأطفال بمنطقة المريوطية، دائرة قسم الطالبية، إلا حينما قاد القدر كشف تلك الواقعة التى عرفت فى وسائل الإعلام باسم مذبحة الهرم بسبب عدم وجود كاميرات بتلك المنطقة، ولولا سائق التوك توك الذى كان هو «الخيط» لتلك القضية لكانت قيد البحث حتى الآن.