الاخوان المتأسلمين وفقه التلون !!!؟ ( ١-٦)
بقلم- اللواء أح / مجدى ابو المجد
التنظيم يأكل أبناءه.. تفاصيل معركة الإخوان وحلفاء الخارج !! قلق بين الإخوان في تركيا.. هل تطبق تركيا نموذج باكستان على الإخوان المسلمين !!!؟؟
عمر تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي تجاوز أكثر من ثمانية عقود ، أعضاء هذا التنظيم هم أكثر الإرهابيين في العالم قدرة على التلون وإخفاء حقيقتهم والاندساس بين عامة الناس مرحليا والتغلغل في مفاصل مؤسسات الدول حسب معطيات كل مرحلة وظروفها السياسية، وهذا ما يمكن تسميته بـ (فقه التلون) لدى هذا التنظيم الظلامي الذي يمر بأسوأ أيامه حاليا ، ويتفاجأ كثير من الناس عندما تطيح الجهات الأمنية في كثير من الدول بخلايا إخوانية استخباراتية أو إرهابية ويعتقدون بسذاجة متناهية أن أفراد هذه الخلايا مجرد أبرياء ليسوا ضد الوطن استنادا على ما كانوا يمارسونه من تلون قبل الإطاحة بهم.
تقوم الجماعة بالمناورة وتوزيع الأدوار والتى يجيدون اللعب على حبالها بإتقان عجيب مستفيدين من تناقض المصالح ، ويظهر ذلك فى عقد لقاء بين قادة الجماعة في تركيا ورئيس حزب السعادة التركي المعارض، اللقاء حضره عضو مجلس شورى الجماعة ومسؤول تمويل اللجان الإلكترونية والمسؤول عن إدارة استثمارات وأنشطة الإخوان المالية في تركيا. أعضاء الإخوان الذين حضروا الاجتماع مع رئيس حزب السعادة غالبيتهم يحملون الجنسية التركية، وقد عرضوا دعم الحزب ماليا وسياسيا في أي انتخابات مقبلة باعتباره محسوبا على الإسلاميين في البلاد وخرج من عباءة حزب الرفاه الذي أسسه نجم الدين أربكان زعيم الحركات والتنظيمات الإسلامية في تركيا، الجماعة دائما على استعداد للتحالف مع أي تيار يحقق لها مصالحها ويدعمها، هذا الاجتماع هو الأول من نوعه ويأتي بالتزامن مع التحركات الرسمية من جانب أردوغان وحكومته للتقارب مع مصر، وما يمثل خطرا على التنظيم الذي بات قياداته مهددون بالطرد أو الترحيل للقاهرة. الجماعة تحاول الضغط على النظام التركي قبيل الاجتماع المزمع عقده في القاهرة بين مسؤولين في أجهزة الأمن والمخابرات بين البلدين خلال شهر مايو الجارى، لوضع المصالحة مع التنظيم كأحد بنود التفاوض، والتراجع عن قرار تسليم قيادات الجماعة المطلوبين لدى القضاء المصري.يأتي اللقاء مع الحزب المعارض لأردوغان بعد أيام من رفض ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي ومسؤول ملف الإخوان، لقاء عدد من القيادات الاخوانية عدة مرات.قيادة التنظيم فوجئت بالقرارات التي من شأنها تضييق الخناق عليها، تلك القيادات لا ترغب في حدوث تفاهم بين القاهرة وأنقرة وتعول على فشل هذه الخطوة، وتحاول بشكل بائس عرقلتها وإطالة أمد الأزمة، لتأثيرها على مصير إخوان تركيا.
اقرأ أيضاً
- البرلمان العربي يدين استهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية مطار أبها الدولي بالسعودية
- مصر تدين الهجوم الإرهابي بوسط أفغانستان
- بايدن: يجب أن نكون مستعدين للتهديدات الإرهابية
- السجن 10 سنوات لـ4 من جماعة الإخوان الإرهابية لاتهامهم بالاعتداء علي نقطة شرطة الورديان بالإسكندرية
- الأزهر يدين للحادث الإرهابي في مقتل شرطية فرنسية
- حزب المؤتمر :مشاركة مصر في تنمية ليبيا بعد خراب الإرهاب رسالة استقرار للمنطقة
- مرصد الأزهر يحذر من تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في موزمبيق
- ”نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف والإرهاب”.. مرصد الأزهر يستقبل طلابًا بجامعة كفر الشيخ
- شكري: مصر تدعم كافة دول القارة الأفريقية في حربها على الإرهاب
- الخارجية: نقف مع دولة موزمبيق في مواجهة الإرهاب
- مرصد الأزهر يوضح أسباب انضمام النساء إلى تنظيم داعش الإرهابي
- مرصد الأزهر يحذر من تصدر ”داعش” للمشهد الإرهابي في إفريقيا
التنظيم بدأ يأكل أبناءه.. فمع تفاصيل معركة الإخوان و"حلفاء الخارج" ويظهر هذا فى الغضب داخل جماعة الإخوان عقب بيان تركيا.. فمازالت تداعيات الاجتماع الذي عقده قادة من جماعة الإخوان مع رئيس حزب السعادة التركي المعارض، وما تبعه من إصدار الجماعة لبيان رسمي تؤكد فيه انعقاد الاجتماع، وأنها ملتزمة بعدم المساس بالأمن التركي، وتعهدها باحترام كل القوانين والنظم والأعراف وعدم المساس باستقرار وأمن هذا البلد مستمرة وتتفاقم وتنذر بانشقاقات. الانتقادات بسبب وصف "لاجئين"قادة الجماعة في الخارج يهاجمون الحاضرون للقاء "أنتم إساءة لنا وقدراتكم تؤهلكم لإدارة منظمة لاجئين وبيانكم لأنقرة يصلح كطلب للتسول من جمعية إغاثية، غالبية عناصر وقادة الجماعة ترفض البيان جملة وتفصيلا، وتستهجن وصف عناصر الجماعة المقيمين في تركيا باللاجئين، موجهين الحديث للقائم بعمل المرشد جماعة الإخوان بالقول "أنت لا تمثلنا ولا تمثل الجماعة" ، اذهبوا فأنتم إساءة لكل من تدعون أنكم تمثلونهم" ، الحاضرون للقاء أصدروا بيانا يتحدثون فيه عن شكرهم للهيئات التركية وعن حسن رعايتهم للمصريين اللاجئين على أرض تركيا، ويتعهدون بأنهم سيلتزمون بالأعراف والقوانين.
وسط تلك الوقائع لا بد من التساؤل حول ما يجري إذا بين أوساط الإخوان في تركيا. الجماعة تعلم جيدا أن مصالح تركيا تتقدم على العلاقة معها، وأن مسألة إيوائها عناصر الإخوان قد تثير حساسيات مع القاهرة في ظل الرغبة في التقارب بين البلدين، لذلك فإن السلطات التركية ألزمت الجماعة بالتوقف عن انتقاد القاهرة أو البحث عن دول أخرى، تاركة حرية حسم مصير تواجد أفرادها في إسطنبول لقياداتها شرط الالتزام بتعليمات أنقرة.
الجماعة تتحرك في حدود ضيقة جدا داخل تركيا، لأنها فقدت جانبا كبيرا من الدعم والحماية التي حظيت بهما بعد ٢٠١٣، ولكن ربما هناك تحالف جديد غير رسمي يتم بعيدا حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد لرفع الحرج عنه. تركيا مازالت تستخدم الإخوان كورقة في التفاوض مع الجانب المصري وإن كان الملف لا يمثل أهمية للقاهرة، التي نجحت بالفعل في إحباط كافة مخططاتهم في وقت كانت الأجواء بين البلدين مشحونة للغاية، مشيرا إلى أن القضايا الإقليمية تحظى باهتمام القاهرة بشكل أكبر خاصة ما يتعلق بملف مياه شرق المتوسط، والملف الليبي. تركيا بادرت بإغلاق قنوات الإخوان وتضييق الخناق عليهم كنوع من إثبات حسن النوايا للقاهرة لكنها ستعيدهم للعمل على الفور في حال لم تنجح المفاوضات
تركيا قد تطبق النموذج الباكستاني في ملف الإخوان، في إشارة إلى مافعلته باكستان عام ١٩٩٤ مع عناصر التنظيمات الجهادية في أفغانستان والذين أقاموا على أراضيها، حيث طلبت منهم بينازير بوتو، رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة حينها تقنين أوضاعهم.كما فرضت حظراً على ممارستهم أية أنشطة انطلاقا من أراضيها، أما في حال لم يمتثلوا فلا يبقى أمامهم سوى الترحيل، وتسليمهم لبلدانهم وهو ما حدث بالفعل حيث سلمت عناصر منهم إلى مصر بينهم قيادي كبير كان رفيقا لأيمن الظواهري، فيما سافر عدد آخر إلى البوسنة وألبانيا والشيشان والعراق واليمن والسودان.وما يدعم هذا التوجه الخطوات التي اتخذتها أنقرة حاليا، لاسيما طلبها من العناصر الإخوانية المقيمة في إسطنبول التوقف عن انتقاد القاهرة، وتخفيف حدة الخطاب الإعلامي أو الرحيل إلى دول أخرى.
محمود حسين الأمين العام السابق لجماعة الإخوان، يقوم بجولات مكوكية عديدة حاليا بين العاصمة البريطانية لندن وماليزيا للبحث عن ملاذات أخرى يمكن إيواء عناصر الجماعة فيها، وتوفير منصات إعلامية بديلة تنطلق منها، بدلا عن منصات إسطنبول. الجماعة ستوفر بالفعل ملاذات أخرى في البوسنة وأوكرانيا وبلغاريا خاصة للعناصر المدانة بأحكام قضائية في مصر.
حل الخلافات القائمة بين البلدين ليس أمراً مستحيلاً، فصيغ توافقية كثيرة طُرحت للتوصل إلى مقاربات، بعضها تمت الموافقة عليها من بينها تهدئة الخطاب الإعلامي في البلدين، وعدم الوقوف في وجه بعضهم البعض في المحافل والمنصات الدولية، ثم التوافق بشأن دفع الأمور قدماً في ليبيا وصولاً لإجراء انتخابات عامة نهاية العام الحالي. وتعهدات تركية بسحب قواتها والعناصر المسلحة الأجنبية التابعة لها من ليبيا، وعدم انشاء أي قواعد عسكرية على الأرض الليبية، قد يكون ممكناً إذا كان ثمن ذلك مجزيا بالنسبة لأنقرة.
التحالف الاستراتيجي بين مصر وتركيا "أمر مستبعد"، لا اختلاف المشروعين وتناقضهما، والملاحظ انه لم يحدث تقارب سياسي بين البلدين حتى الآن، وفي المنظور القريب لن يتم ذلك، لكن ما يتم هو تفاهمات على المستوى الأمني، الهدف منها قياس مدى التزام تركيا بالتوقف عن دعم التنظيمات والجماعات الإرهابية التي تعمل على الإضرار بمصر من على أراضيها، كما تهدف هذه التفاهمات إلى توقف تركيا نهائيا عن مشروعها الداعم للقلاقل والمشكلات في المنطقة، لصالح أجندتها. تركيا تسعى جاهدة نحو مصر لإعادة ترسيم الحدود معها فيما يتعلق بمياه شرق المتوسط، لكن الخطوة التي اتخذتها مصر بترسيم حدودها مع اليونان وقبرص يقطع عليها الطريق في هذا المجال، وإن كان هناك مجال محدود لمناقشة الأمر بين الطرفين ولكن في حدود ضيقة".
التصريحات الرسمية من تركيا بشأن رغبتها في التوافق مع مصر على المستوي الرئاسي والحكومي، لم تقابلها سياسات مماثلة من مصر، فالعداء بدأ من الجانب التركي وليس العكس، كما أن تركيا اتخذت سياسيات عدائية تجاه مصر خاصة بتعمد دعم الإرهاب وتقديم الدعم المادي واللوجيستي للجماعات المعادية لمصر.حكومة العدالة والتنمية لن تتخلى عن مشروعها الداعم للإسلام السياسي والقلاقل في المنطقة، مقابل التوافق الاستراتيجي مع مصر، فمشروعي القاهرة وأنقرة متناقضان ولا يمكن التقريب بينهما، خاصة على مستوى التحالفات الخارجية والملفات الإقليمية".
من المحتمل زيارة وفد استخباراتي ودبلوماسي تركي رفيع الى القاهرة هذا الشهر، في إطار الإجراءات التي تتخذها تركيا للتقارب مع مصر، ويأتي اللقاء بعد سنوات من القطيعة بين البلدين بسبب الرعاية التركية لجماعة الإخوان، لكن مراقبون لا يعولون على أهمية الحوار إذا لم تتخذ أنقرة إجراءات حاسمة بهذا الملف، أكدت تركيا "جدية" التعامل مع كافة الشروط التي وضعتها مصر، وبدأت خطوات تدريجية بوقف الإعلام الإخواني، فيما أفصحت مصادر عن نية الحكومة وقفه نهائيا في شهر مايو بالتزامن مع زيارة الوفد الاستخباراتي التركي للقاهرة، بينما لوحت أنقرة مرارا برغبتها في التنسيق الأمني مع القاهرة لتسليم المطلوبين لدى جهات التحقيق.
الطرفين لديهما مصلحة في إحراز تقدم في ملف تطبيع العلاقات بينهما. فمصر تحاول من خلال تقاربها مع تركيا أن تضغط على حلفائها الذين تنكروا لها في مشروع مد خط نقل الغاز البحري "إيست ميد" من شرق المتوسط وحتى أوروبا، والذي تم استبعاد مصر منه، فالتقارب مع تركيا قد يكون خطوة تكتيكية لإجبار هذا التكتل على وضع مصر ضمن حساباتهم في مشاريع الغاز. تركيا تريد استخدام الورقة المصرية للضغط بقوة على جارتها اليونان للجلوس إلى طاولة التفاوض وتقديم تنازلات حقيقية، وحسم الملفات الخلافية في المتوسط وبحر إيجة.
أخيراً فإن كثيرين هنا يرون أن التقارب المصري التركي، لن يعود بالضرر بأي شكل من الأشكال على البلدين، بقدر ما سيفتح نوافذ فرص للحديث عن تحالفات جديدة وفرص استثمار وقوة مؤثرة لا يمكن تجاوزها أو إغفالها في منطقة شديدة التعقيد والحساسية والأهمية بكل المقاييس.
إلى اللقاء والحلقة القادمة الإخوان المتأسلمين واللعب على أوتار القضية الفلسطينية ... هكذا يسرقون التاريخ !!!!
استياء عربى من استغلال القضية الفلسطينية والأحداث المتعاقبة في المسجد الأقصى في الدعاية السياسية للتنظيم، ومحاولة استعطاف الشعوب العربية وجذبهم ناحية أفكار الجماعة وشعاراتها.
[email protected]