انقذوا جامعة النيل
د. سهام نصار
بقلم ا. د.سهام نصار
كانت جامعة النيل أمنية تحققت لأستاذ جامعى مخلص، حلم لبلاده بإنشاء جامعة بحثية تكنولوجية تكون بمثابة قاطرة تقود التنمية والتقدم فى مصر.. انه الدكتور ابراهيم بدران رئيس جامعة القاهرة الأسبق ووزير الصحة ورئيس أكاديمية البحث العلمى. حلم الدكتور ابراهيم بدران أصبح حقيقة عام 2007 بفضل سعيه الدءوب حيث بدأت الدراسة بالجامعة التى استقطبت أساتذة مصريين أكفاء يعملون فى جامعات غربية مرموقة فى بريطانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، بالاضافة الى بعض الأساتذة المتميزين بالجامعات المصرية، واستطاعت الجامعة فى عامها الأول أن تمنح مصر هدية عبارة عن مائة ماجستير مجانية للقادة المصريين فى مرافق الدولة المختلفة فى مجالات الصناعة والخدمات. وعلى مدى 20 شهرا بعد انشائها استطاعت جامعة النيل أن تمنح أكثر من 270 باحثا درجة الماجستير فى العلوم والتخصصات الهندسية المتقدمة، حصل كثيرين منهم على منح لدراسة الدكتوراة فى جامعات أمريكية وأوربية، واستطاعت جامعة النيل أن تحقق لنفسها مكانة بين الجامعات العالمية. وعلى الرغم من الأزمة الكبيرة التى مرت بها جامعة النيل على مدى ست سنوات، نتيجة الاستيلاء على مقرها خلال ثورة يناير 2011 ومنحه للدكتور أحمد زويل، والاستيلاء على أموالها، وتوقف الشركات الأجنبية عن تمويل مشاريعها البحثية، وعودة الأساتذة المصريين الى جامعاتهم فى الخارج، وقلة عدد الطلاب الذين يلتحقون بها، الا أنها بمجرد استعادة مقرها بفضل الحكم الذى أصدرته المحكمة الادارية العليا، والتزام الرئيس عدلى منصور بتنفيذه، حتى بدأت الجامعة تلملم نفسها، وتستأنف مسيرتها، فأصبح لديها اليوم نحو 2500 طالب والدراسة بالجامعة ليست نظرية وإنما تطبيقية، وتهدف الى تنمية الفكر الإبداعى الابتكارى لدى الطلاب، وتشجعهم على ابتكار تطبيقات تحل مشكلات المجتمع. ولذلك سرعان مانجحت جامعة النيل في الحصول على موقع الصدارة بين الجامعات العالمية في ثلاث مجالات علمية من حيث عدد الأبحاث المنشورة دوليا حسب قاعدة بيانات SciVal العالمية خلال عام 2020، وقفزت جامعة النيل 59 مركزا للأمام في عام 2020 مقارنة بمركزها وترتيبها في 2019 في تصنيف سايماجو Scimago وأصبحت في المجموعة 714 عالميا. احتلت جامعة النيل المرتبة رقم 13 خلال عام 2020 بين 41 جامعة ومؤسسة بحثية في مصر، واحتلت المركز العاشر على مستوى مصر في المؤشر البحثي حسب تصنيف سايماجو Scimago والمجموعة 408 عالميا هذا العام . وتم ادراج جامعة النيل لأول مرة خلال تصنيف US News لعام 2020 للجامعات المصرية والذى يضم 25 مؤسسة تعليمية فقط من أكثر من 60 جامعة عاملة في مصر، وأشار إلى أن الجامعة احتلت أيضا التصنيف رقم 10 في علوم الحاسب والتصنيف رقم 23 في الهندسة من أصل 64 جامعة في مصر، متقدمة على كافة الجامعات الخاصة والأهلية . تمكن أعضاء هيئة التدريس والباحثون بجامعة النيل من نشر أبحاث مدرجة في قاعدة بيانات SCOPUS بمعدل يتجاوز 3.5 بحث لكل عضو هيئة تدريس في عام 2019 وهو من أعلى المعدلات المحلية والذي يعادل تقريبا 4 أضعاف مثيله في الجامعات المصرية الحكومية . وقامت جامعة النيل بإنشاء وتطوير أكبر منظومة للتحكم الآلي والميكاترونيات في مصر والمعتمدة من أكبر شركة عالمية في ألمانيا لتطوير منظومات التحكم الآلي الصناعية ورائدة تطوير تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في العالم والذي يعد واحدا من 14 مركز ا مماثلا على مستوى العالم . واحتلت جامعة النيل النسبة الأعلى لعدد من مشاريع تطوير التعليم العالي الممولة من الاتحاد الأوروبي ) Erasmus+ ( نسبة لعدد أعضاء هيئة التدريس) والمركز الرابع بعد جامعات عين شمس والقاهرة والإسكندرية . وحصلت جامعة النيل- كأول جامعة مصرية- على اعتماد مؤسسي من هيئة Pearson البريطانية . وتتولي جامعة النيل- بتمويل من الاتحاد الاوروبي- قيادة مؤسسات مصرية وعالمية لإنشاء وتطوير منظومة للتحول الرقمي في الجامعات المصرية لتصبح جامعات ذكية وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وهيئة ضمان الجودة والاعتماد. وحصل فريق من جامعة النيل على المركز الأول علي مستوي الشرق الأوسط وأفريقيا من نحو 70 مشروعا من جميع دول المنطقة في مسابقة جوجل "تحدي الحلول الرقمية عام 2020 وفى مجال ريادة الأعمال استطاعت جامعة النيل أن تكون محوراً لريادة الأعمال في الجامعات المصرية والذي تجلى في وضع البنك المركزي المصري ثقته فيها لتمويل مبادرة رواد النيل لنشر ثقافة ريادة الأعمال في مصر وتطوير آليات العمل في البنوك المصرية لدعم ريادة الأعمال والصناعات الصغيرة في العديد من المجالات الحيوية في مصر. وحصلت جامعة النيل على ثقة وزارة التخطيط كأول جامعة غير حكومية تتلقى تمويلا لإنشاء مصنع متطور لدعم مخرجات رواد الأعمال . وقامت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء باختيار بيت التصميم التابع لمبادرة رواد الأعمال بجامعة النيل ضمن 13 شركة ووقع الاختيار عليها من بين 331 شركة في 42 دولة حول العالم للحصول على رخصة تنفيذ مشروع أجهزة التنفس الصناعي " Vital " المصممة بوكالة ناسا. ويعد بيت التصميم بجامعة النيل هو الجهة المصنفة الوحيدة في قارة أفريقيا. و اتخذت جامعة النيل العديد من الخطوات لخدمة المجتمع من خلال تجهيزاتها والتي استغلتها لتدريب الأطفال على التكنولوجيات الحديثة وكذلك تصميم أدوات مبتكرة لمساعدة ذوي الإعاقة الذهنية على التعلم في المدارس والمناطق المحيطة. وعملت جامعة النيل على نقل خبرات المصريين البارزين في العالم للمجتمع المصري من خلال ندوات دورية نظمتها الجامعة مثل ندوة الدكتور محمد العريان رجل الاقتصا د العالمي الذي أوضح التبعات المتوقعة لأزمة كورونا وآلية التعامل معها. وقد شاهدها أكثر من 130 ألف مشاهد على موقع الجامعة للتواصل الاجتماعي وعدة ملايين أخري من خلال الصحافة ووسائل الأعلام المختلفة . وقامت جامعة النيل بتطوير وتصنيع تجهيزات ومستلزمات طبية ، تبرعت بها للمستشفيات فى المنطقة المحيطة ، لدعم الأطقم الطبية ورعايتهم .كما قامت بافتتاح مركز طبي ميداني لعمل مسحات واكتشاف العدوى بفيروس كورونا كخدمة للمجتمع . وعلى الرغم من كل هذه الانجازات، وبدلا من أن تقوم الدولة بدعم جامعة وتشجيعها، فوجئنا بهيئة المجتمعات العمرانية تسعى الى وأدها، فقد أبلغتها بأنها ستستولى على ارض الجامعة المخصصة للتوسعات المستقبلية ومنعتها من اقامة مبنى تعليمى جديد حتى تبيع هذه الأرض لمستثمرين يحولونها الى مولات أو كمبوندات، بل ان حى مدينة زايد قام بمحاصرة الجامعة بأكشاك لتأجيرها كمطاعم وكافيهات وغيره. هل يليق هذا بجامعة بحثية حققت مكانة عالمية بين جامعات العالم..ان من ينظر الى حال جامعة النيل سيدرك أن هذه الحكومة لاتحترم العلم والعلماء.. أرجوكم انقذوا جامعة النيل من الفكر المادى العشوائى لهيئة المجتمعات العمرانية وجهاز مدينة زايد.