سهير القلماوي.. نصيرة المرأة (بروفايل)
”كل امرأة لا تعرف لنفسها في الحياة هدفا؛ تافهة، وكل امرأة تدور في فلك الأنانية ولا تفكر إلا في نفسها؛ امرأة في نظري ونظر كل مجتمع؛ تافهة، وكل امرأة لا تسهم في بناء المجتمع ولا تتطور معه إذا كان يسير في خط مستقيم، وتثور ضده إذا كان يسير في خط منحرف أو مريض؛ أراها.. تافهة”.. هكذا قالت الكاتبة سهير القلماوي (20 يوليو 1911 - 4 مايو 1997) كأنها تعبر عن شخصيتها، ومن هذا المبدأ حرصت على أن تكون مثالا يحتذى به في المجتمع، وبسببها بات المجتمع يعترف باقتحام المرأة للمجال الصحفي والإبداعي بكل صوره جنبا إلى جنب الرجل واعترف بأحقيتها في ذلك.
وجدت سهير القلماوي مجالا مفتوحا ليس في الكتابة الصحفية التي شجعها عليها وفتح لها طريقا أستاذها طه حسين فحسب، بل في الإبداع أيضا، وبحسب مقال نشر بمجلة ”أخبار الأدب” بعنوان ”سهير القلماوي.. المثقفة ذات الدور الثلاثي” أكدت الكاتبة عفاف عبد المعطي أنه من الخطأ أن نضع القلماوي بإنجازاتها البارزة علميا في مكان منعزل عن المسار التاريخي لجهود الرجل لمساعدتها، وكذلك لكفاح المرأة في مصر منذ حركة نهضة مصر الحديثة، مضيفة أنها كانت تسير على درب من سبقتها من النساء الرائدات أمثال هدى شعراوي ونبوية موسى ومي زيادة وروز اليوسف وغيرهن.
كانت سهير القلماوي مع حفنة قليلة من النساء تمد الخطو بما تحقق للمرأة سالفا، ويعد هذا بحث مرحلة مهمة في تاريخ كفاح المرأة المصرية والعربية، ومنذ ذلك الحين كان لها في الحياة دور ثلاثي الأبعاد، فهي المثقفة المسئولة عن الهيئة العامة للكتاب التي تبنت الأجيال الشابة، وهي الأستاذ الجامعي الذي كان أفرب إلى الأم الحانية على تلاميذه فصنعت أجيالا جديدة صاروا من رواد النقد والفكر المعاصر، وهي المحققة فقد حققت ودرست مخطوط ”ألف ليلة وليلة” ونالت عنه الدكتوراه تحت رعاية أستاذها طه حسين الذي اكتشف نبوغها المبكر.
وليس هذا فحسب؛ لعبت القلماوي دورا كبيرا في المجال الأكاديمي، بجانب دورها الإبداعي والصحفي، فقد بدأت بنشر المقالات الأدبية في بعض المجلات مثل ”اللطائف المصورة”، و”العروسة”، وذلك قبل عامين من تخرجها في الجامعة، كما كتبت في مجلة ”الهلال”، ”أبولو” للعشر”، و”الرسالة”، وأشرفت على صفحة المرأة في جريدة البلاغ مرة وجريدة كوكب الشرق مرة أخرى، ثم أشرفت على الصفحة النسائية وصفحة الأدب وذلك في جريدة ”الوادي” التي اشترى ترخيصها طه حسين.