نابليون بونابرت يدخل القاهرة على رأس جيشه
تمر اليوم ذكرى دخول القائد العسكري الفرنسي ”نابليون بونابرت”، مدينة القاهرة على رأس قوت الحملة الفرنسية على مصر وذلك في 24 يوليو عام 1798، وكان نابليون قد وصل إلى مصر عن طريق بوابة الإسكندرية، حيث احتلت قواته المدينة بعد مقاومة من المصريين، ثم أرسل الخطابات إلى المصريين باللغة العربية كي يستجلب دعمهم، وتحدث معهم بلغة دينية وكأن الرجل قد ولد أزهريًا.
تقدم نابليون وقواته نحو مدينة القاهرة، بغرض السيطرة على مراكز الحكم وجمح أي خطط للقادة المصريين تعرقل ما جاء لأجله، التقي في طريقه بجنود المماليك، في الرحمانية، بقيادة مراد بك، لكنه هزمهم وجعلهم يتراجعون، وأكمل طريقه نحو القاهرة، حتى وصل إلى أبوابها وأسوارها المحصنة، ودارت هناك على أبواب المدينة المعركة الفاصلة التي تعرف باسم واقعة إمبابة، والتي قضت فيها حملة نابليون على المماليك تمامًا في أقل من ساعة، حيث دكت جميع حصونهم وخلفت الكثير من القتلى، وهرب بعدها مراد بك إلى الصعيد، عمل بعد ذلك نابليون إلى تحصين القاهرة من الاعتداءات الخارجية، وفي أثناء ذلك دُمر اسطوله بالكامل في الإسكندرية، وأصبح في عزلة تامة عن الدولة الفرنسية.
كانت الحملة الفرنسية بمثابة الصدمة التي أعادت المصريين إلى طريق التقدم والحضارة بعد عقود من الظلام تحت راية الحكم العثماني، أنشأ نابليون المجمع العلمي، وكان من أغراضه بعث العلوم والمعارف داخل المجتمع المصري، إبداء الرأي في الأمور التي تواجهها الحكومة، دراسة المسائل التاريخية والطبيعية والصناعية، وأنشـأ العديد من المعامل الخاصة بالبحث العلمي، وقد زاره العديد من العلماء المصريين ليروا التجارب التي يقوم بها المعمل، وقد وصفه الجبرتي وقال عنه: ”ومن أغرب ما رأيته في ذلك المكان، أن بعض المتقيدين لذلك، أخذ زجاجة أخرى فغلا الماء وصعد منه دخان ملون، حتى انقطع وجف ما في الماء وصار حجرًا أصفر”.