”آمنة مسعود” بطلة ذوي الهمم للكاراتيه: رسالتي تحدي المستحيل

“لا تسخر من الكفيف، ولا تهزأ بالقزم، ولا تسد الطريق أمام العاجز، ولا تهزأ من رجل مرضها الخالق، ولا يعلو صوتك بالصراخ عندما يخطئ”، تلك هي تعاليم 《امينيموب》 منذ ألاف السنين نحو ذوي الاحتياجات الخاصة ، ليبين مدي تواجد ثقافة الحب والتسامح والاهتمام بذوي الهمم.

فذوي الهمم والإرادة هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى تقديم اكبر قدر من الطاقة والهمة، للتأقلم مع ظروف الحياة العادية وممارسة حياتهم بشكل طبيعي مثل الآخرين وعدم الاكتراث لاختلافاتهم الجسدية ، وهم أكثر الأشخاص مواجهة للصعوبات حتي منذ نعومة أظفارهم.

ومن أجل هذا الأمر، ذهبت جريدة .... للالتقاء بأصغر أبطال ذوي القدرات الخاصة الذين بدأوا رحلتهم منذ سن صغير.

الطفلة "آمنة محمد مسعود" ذات الثمان سنوات ، من دمنهور محافظة البحيرة ، أحد أبطال ذوي الهمم التي قد وهبها الله قصر القامة، ولكن زرع بها الشخصية المرحة قوية الارادة وأنعم عليها حب واهتمام كل الناس بها.
والدها يعمل مهندسا معماريا ووالدتها أيضا مهندسة ولكن تفرغت لرعاية "آمنة" وأخيها "يحيي" ذو العشر سنوات.
بدأت الحكاية مع دخول اخيها لعبة الكاراتيه (كاتا، وكوموتيه) ، الذي قد أحرز عدة ميداليات ذهبية وفضية وشهادات تقدير ، اثر فوزه في عدة بطولات، فتحمست آمنة لدخول تلك اللعبة لتحقيق البطولات و إنجازات عديدة ، فهي قوية الإرادة لا يقدر أن تهزمها أي عقبة.
وبالفعل بدأت رحلتها في سن الثلاث سنوات في مركز شباب الحرية بدمنهور ،ولكن كانت خائفة بعض الشئ ممن حولها حتي تأقلمت مؤخرا وتملكت أكبر قدر من الثقة بالنفس، وحصلت علي جميع الأحزمة و عدة ميداليات وشهادات تقدير نظير فوزها ببطولات البراعم ونالت المركز الأول بهم عن جدارة وأشاد جميع اللاعبين والحكام بتميزها في اللعب .
مما أثار حماس معلميها بمدرسة بني الجيشي وأجمعوا علي تشجيعها، وأصروا علي تقديمها عرضا رياضيا داخل طابور المدرسة أمام زملائها، حتي انبهر الجميع بأدائها.
ورأت زميلة الأم موهبة اخري في آمنة ، وهي الصوت العذب، فقررت الذهاب بها إلي أوبرا دمنهور والاشتراك في فريق تدريب كورال ذوي الهمم.

وعند اللقاء بالاب قال: " انا بفتخر ببنتي وبطبيعتها كفرد من ذوي الهمم ولا يمكن كنت هحبسها أو هخبيها عن الناس، ووافقت علي دخولها لعبة الكاراتيه علشان اخليها تواجه الناس اكتر واكتر، فالاهل هم اكتر الناس زرعا للثقة بالنفس داخل الأبناء ".

وقالت الأم معقبة: " بنتي سليمة مافيهاش أي عيب ولا نشعر انها من ذوي الإحتياجات ، ولكن أخشي عليها من تنمر الكبير والصغير عليها في الشارع، وده بسبب قلة الثقافة وعدم إدراك ان خلق الله مش للانسان يد فيه".

وأضاف الاب: "هناك اهتمام من الدولة والاعلام بذوي الهمم، ماعدا قصار القامة، هناك تقصير و لابد من الاهتمام بتلك الفئة" .

وفي النهاية؛ أوضحت الأم مشكلة ستواجه "البطلة آمنة" فيما بعد ، الا وهي عند وصولها لسن ١٠ سنوات لن تستطيع السفر للبطولات سواء بمصر أو خارجها ، لأن قصر القامة لا يندرج تحت قائمة الاحتياجات الخاصة عند ذلك السن، وتناشد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والكابتن محمد الضهراوي رئيس منطقة البحيرة للكاراتيه بسرعة التدخل حتي لا تُحرم الفتاه من التواصل في فعل شئ تحبه.