”رحاب الأسيوطي”.. بنت البحيرة تغزو مجتمع الكُتاب بحروف من ذهب
البحيرة: نورهان الرياني
موهبة الكتابة هي من أهم المواهب العالمية القادرة على تغيير العديد من الأشياء سواء بالنسبة داخل الكاتب نفسه أو بالنسبة للمجتمعات،
وعقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم كاتبة على رأسها تاج وبيدها قلم يجري حبره كنهر يتدفق على صفحات أوراقها، وهي " رحاب الاسيوطي".
وانتقلت جريدة الميدان للكاتبة المميزة للخوض في طيات موهبتها.
"رحاب الأسيوطئ " بنت مدينة ابو حمص محافظة البحيرة، تبلغ من عمرها الثاني والعشرون، حديثة التخرج من كلية التكنولوجيا والتعليم جامعة حلوان، حيث ظهرت موهبتها منذ صغرها علي هيئة خواطر عشوائية بسيطة تكتبها بين الحين والآخر بين أوقات الفراغ ككلام عابر، وعندما بدأت المرحلة الجامعية شجعها اصدقاءها حين قراءتهم لخواطرها ودعموها ورأوا فيها مستقبل عظيم.
وحينها انضمت لكيان ينمي موهبة الكتابة لتحسين كتابتها اكثر عن ذي قبل، وتدريجيا ومع الوقت بدأت موهبتها في تحسن كبير وإتقان اكبر باللغة العربية الفصحى ، وبالممارسة وصلت لكتابة المقالات والاقتباسات والقصص،
اعترض الأهل علي موهبتها في بداية الأمر خوفاً عليها وعلي مستقبلها، ولكن عندنا تيقنوا أن مستقبلها لن يتأثر وقفوا الجميع جانبها وخير من دعمها هي والدتها.
خرجت موهبتها للنور عام 2020 واشتهرت ب"همس الأنين" بين اهل قريتها وبين المؤلفين، وزاع سيطها وسط الكُتاب، وتعرفت علي أشخاص جدد من كل المحافظات وهذا لم يكن في حسباتها، كتبت مايقرب من 200 خاطرة وقصتين و3 اسكربتات ومقالات كتيرة جدا لا تعد ولا تحصى.
اتجهت في كتابتها للمشاكل المجتمعية وليس خواطر من نسيج الخيال فقط ، فكتبت عن الادمان والأهل والتربية والام المرأة وزواج القاصرات، وكانت الأقرب لها مؤلفة "طفولة محطمة".
وكانت من ضمن كتابتها: "يظنون أنني أكتب كعابر سبيل،! ولا يعلمون أنني أسرق الحروف من وجع الحياة ومُرها، وأخطف الإحساس من مخالب الألم، فكيف أبوح بجرحي وأنا أعشق الصمت، ولمن أبوح بِه؟! فأنا وحدي، تسبقني دموعي وتسيلُ كفيضانً عاليً لا أستطيع التحكم بِها فقد خرجت عن السيطره لتعبر عما يحتويه القلب من آلم، لا أعلم اذا كان هذا يجدي نفعًا أم لا ولكن كل ما أريده هو أن أصرُخ بكل ما أوتيت من قوة حتى تتقطع أحبالي الصوتيه وتكُف عن الأنين الذي تصدُره كل ليلة، لعلي أنعم بالنوم ولو للحظاتٍ فقط لا أُريد سوا لحظات ولكن هيهات، لِمن أتحدث ومن سيشعر بي وبقلبي الدامي لقد انطفأت روحي، أنني لم أتمنى الحزن لأحد يومًا بل كنت دائمًا اعمل علي اسعاد الجميع واريحتهم، فبالله لِما تُعاقُبونني بهذه الطريقة، حسنًا أعلم أنني أخطأتُ في حق نفسي كثيرًا وأعلم أنني حمقاء أيضًا ولكني صادقة ولا اُجيد التزييف لذلك أبحر هنا لأكتب وأنا لا أكتب بحبر القلم، بل أكتب بدماء القلب ودموع العين، فعذرا" إن ظهرت بعض الجراح على السطور، قد لا نقسوا ولكننا نفارق بلا عودة ونذهب بلا اشتياق فليس عندنا أكثر مما اعطينا ولا أفضل مما قدمنا فعلى قدر الحب كان الألم، وعلى قدر العطاء كان الندم".
حصلت على أكثر من 20 شهادة تقدير ورقية و20 إلكترونية لفوزها في المسابقات والإرتجالات، انضمت للعديد من الكيانات وحصلت على المركز الأول في الإرتجالات المقامة في الكيان، وشاركت في العديد من الكُتب المجمعة التي تم نزولها في معرض الكتاب الدولي 2021 .
كما شاركت في الكثير من الخواطر المجمعة في الكتب مثل كتاب: ضجيج قلوب، بقايا غرباء، مزيج، درة، سراديب القلوب، اوسكار، رسائل مُزقت، قطوف، عروس القدس، ومؤخراً "نقطة البداية" و"هلاوس"،
بالإضافة إلى مساعدتها للكثيـر مـن الكُتاب المبتدئين لكي يخطوا أول خطوة في طريق تنمية موهبتهم والتقدم للأمام، مثلما ساعدها الكثير في البداية متمنيه وتكِن لهم كل التمنيات بالابداع والابتكار والنجاح.
لم تمتلك موهبة الكتابة فقط، فهي أيضاً لديها النظرة الثاقبة في موهبة "التصوير" واللمسة الرقيقة في موهبة "تنفيذ التصميمات"، فلم يكن من الصعب عليها التطور في العديد من المواهب الأخري بجانب موهبتها الأساسية وتأسيسها للمبادرات والكيانات التي تعمل علي تجميع الكتب.
وفي نهاية الحوار، اختتمت "الاسيوطي" حديثها قائلة: "أوجه رسالة هامة الي كل الكُتاب الناشئين، تمسكوا بقلمكم ولا توقفوا كتاباتكم فهذا هو سلاحكم، الحياة فكرة ومن الممكن أن تقلب كلمة الموازين رأساً علي عقب، وكتاباتكم هي سلاحكم لتأمين مستقبلكم".