هل يستعيد العالم جماله بعد اختفاء وسائل التواصل؟!
د . خالد جوهر
العديد من الاتصالات تنهال على وعلى افراد أسرتي من الأصدقاء والأقارب والجيران جميعها تسأل سؤال واحد : هو الفيس بوك والواتساب وتويتر مازالوا يعمل لديكم ام ان هناك خطب ما ؟ وكنا مازلنا نتساءل نحن عن ذلك أيضا لم نسأل احد لأننا جميعا توقف عندنا الفيس والواتس اب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي فادركنا وجود مشكلة عالمية .
العجيب فيما حدث بعد ذلك لقد وضعنا جميعا تلفوناتنا المحمولة جانبا وبدأنا نبحث عن انشطة مشتركة شاهدنا أحد أفلام المغامرات بتركيز نادر لم اراه منذ قترة طويلة تناولنا وجبة الغذاء جميعا مرة واحدة وتبادلنا الحوار حول المائدة مثلما كنا نفعل قبل 2010 نظرنا بعمق في عيون بعضنا البعض وهو واحد من اكثر مظاهر التواصل إنسانية وحيوية يوصل الأرواح ويقوى روابط الحب بين الناس لننا نفتقد ذلك ياله من شعور .
هل يمكن ان يستمر العالم بهذه الطريقة التي يتحرر فيها من اسر السوشيال ميديا هل نتحرر من هذا الإدمان الساحق الذى جعلنا قليلي التفكير محدودي التفاعل سطحيي الادراك اوهمتنا بسرعة الوصول للأخر وفي الحقيقة اننا غرقنا في العزلة والوحدة نختزل مشاعرنا في رسالة او تويتة ونشعر بالرضا لمجرد طقطقة الاعجاب على ذلك .
فتحولت اسمى المشاعر الإنسانية الى حالات على وسائل التواصل فالأبوة تتجسد في صورة والأمومة قد نعبر عنها بفيديو نضع الطعام لنصوره ونجتمع مع بعضنا لنلتقط السلفي دون مشاعر حقيقية كما كنا في الماضى لكن تفرحنا كثرة اللايكات والتعليقات فنرضى ونسترخي بناء على ذلك وابتعدنا شيئا فشيئا عن كل جوهر جميل .
اقرأ أيضاً
- عاجل: عودة فيسبوك وواتساب إلى العمل
- بعد تعطل خدماته.. رسالة ”مقتضبة” من واتساب للمستخدمين
- عطل مفاجئ يوقف فيسبوك وإنستغرام وواتساب
- ”إخفاء نفسك”.. واتساب يطلق 3 ميزات رائعة
- توقف ”واتس اب” على ملايين الهواتف خلال أسابيع
- «واتساب» يختفي نهائيا من هذه الهواتف
- صورة محمد صلاح العارية تثير جدل واسع على وسائل التواصل الإجتماعى
- خاصية جديدة فى”واتساب” تحذف المحادثات القديمة تلقائيا
- خاصية جديدة على ”واتساب” تتيح قراءة الرسائل الصوتية
- الحكومة توضح حقيقة خفض الحد الأقصى لمشتريات السياح والمصريين بالأسواق الحرة
- «واتساب»: تعديلات تطال الإعدادات.. أبرزها «آخر ظهور»
- ”استعد من الآن” .. ”واتساب” لن يعمل مع هذه الأجهزة من بداية نوفمبر المقبل.. هل هاتفك منها؟
كنت قد قرأت دراسة قامت بها جامعة بايلور تؤكد ان وسائل التواصل تساهم في نشر الكراهية بين افراد المجتمع الواحد وأثبتت نفس الدراسة ان كل شخص يقضى 20 دقيقة من كل ساعة اى ان ثلث حياتنا يضيع على السوشيال ميديا واكثر من ذلك اثبتت الدراسة ان معدلات اجتماع افراد الاسرة قلت جدا بأكثر من 36% بسبب وسائل التواصل الاجتماعي الغريب هو ارتفاع معدلات الطلاق بسبب كثرة المقارنات وسهولة تكوين علاقات مع الجنس الاخر .
اما على المستوى النفسي فقد استشرت الامراض النفسية والاضطرابات السلوكية وماترتب عليها من ارتفاع معدلات الانتحار في العالم انتشرت الامراض السيكو سوماتية وهى الامراض الجسمية ذات المنبع النفسي مثل امراض القلب وقرحة المعدة والاثنى عشر وغيرها فلنستغل هذه السويعات التي انقطعت فيها وسائل التواصل لنراجع انفسنا سنكتشف اننا لم نعد نطيق الجلوس بدونها واننا اصبحنا مدمنين لها بالمعنى الحرفي للكلمة وقد تظهر علينا اعراض انسحابيه مؤلمة نتيجة غيابها .
لكن الامر يحتاج الى ثورة حقيقية عودة حقيقية لما كانت عليه الأوضاع قبل 2006 لنتواصل بشكل حقيقي كامل ولنتحرر من هذا الفخ الشيطاني اللعين الذى افقدنا المعنى الرائع الملموس لكل شيء جميل في لعالم .