سفيرنا بجنوب إفريقيا: طريق ”القاهرة- كيب تاون” محور تنموي يضم 9 دول
أ ش أأكد السفير أحمد الفاضلي سفير مصر بجنوب إفريقيا، أهمية طريق "القاهرة- كيب تاون" كمحور تنموي مهم لأنه يضم 9 دول إفريقية من شمال القارة إلى جنوبها تمثل معاً نحو ثلث سكان القارة ونصف ناتجها المحلي.
ولفت الفاضلي -خلال جلسة نقاشية برئاسته ضمن فعاليات اليوم المصري بمعرض التجارة البينية الإفريقية الذي يُنظمه البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد بالتعاون مع سكرتارية الاتحاد الإفريقي ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية خلال الفترة 15- 21 نوفمبر بمدينة ديربان- جنوب إفريقيا- إلى أن هذا المحور سيعزز تحقيق الاندماج داخل القارة الإفريقية وفق أطر جديدة تتجاوز التقسيم الجغرافي التقليدي الموروث عن الاستعمار، الذي قسم القارة إلى شمال وشرق ووسط وغرب وجنوب.
وشدد السفير المصري على أن مصر وجنوب إفريقيا قطبا هذا المحور شمالًا وجنوبًا، ومن ثم فإن قدرتهما على قيادة القارة الإفريقية في عملية التنمية الاقتصادية وتحقيق الاندماج الإفريقي من خلاله تتم بالعمل على أن يصبحا من أهم 10 شركاء تجاريين لبعضهما البعض خلال خمس سنوات، وخاصة مع انطلاق "منطقة التجارة الحرة الإفريقية" إلى زيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة والاندماج بين الدول الأفريقية، وصولًا إلى تحقيق الاندماج الأفريقي التي يسعى الجميع إلى الوصول إليها "أفريقيا التي نريدها.
وأشار إلى أن الرؤية المصرية لكيفية تحقيق الاندماج في القارة الأفريقية تتمحور حول الصناعة والتجارة، بما ينقل القارة من مرحلة إدارة الفقر إلى مرحلة خلق الثروة، تنفيذاً لأجندة إفريقيا 2063 التي تبناها الاتحاد الإفريقي عام 2013، مؤكدًا ضرورة مُشاركة مصر مع أشقائها الأفارقة في تحقيق ذلك.
وحول دور المرأة في التنمية في مصر، أكد الفاضلي أن المرأة والشباب لهما دور شديد الأهمية في جميع مناحي التنمية سواء في أفريقيا أو في مصر، مُشيرًا إلى تواجد 8 وزيرات في الحكومة المصرية ونائبتين للوزراء تعملن في ملفات ترتبط بالتنمية والتطوير في مصر، ما يعنى أنهن شركاء في عملية اتخاذ القرار بمصر، كما أشار إلى قيادة المرأة والشباب في القطاع الخاص لعدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقال إن هناك العديد من المُبادرات المصرية لدمج المرأة والشباب، ليس فقط على المستوى المحلي ولكن العالمي أيضًا في ضوء تبني الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة "منتدى شباب العالم" السنوي واستضافته في مصر.
وخلال الجلسة التي عقدت بعنوان "دور مصر في تحقيق الاندماج بإفريقيا: إفريقيا التي نريدها"، تم عرض فيلم وثائقي ترويجي لمشروعات التمنية الاقتصادية والبنية التحتية، وعوامل الجذب في مصر، بما في ذلك المقاصد السياحية.
شارك في الجلسة محـمد المصري، النائب الأول لرئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، والمهندس أحمد السويدى رئيس مجلس إدارة شركة السويدى إليكتريك، إضافة إلى ماجد جورج رئيس المجلس التصديري للأدوية والمستحضرات الطبية.
وعرض محمد المصري خطوات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة المصرية خلال 6 سنوات الماضية ومُساهمتها في استقرار الأسواق وتحقيق التنمية الاقتصادية، مع الخطوات اللازمة لتعزيز الاستفادة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية، من حيث إقامة شبكات متكاملة من الطرق والموانئ وغيرها من وسائل تعزيز الاتصال والتواصل بالقارة، فضلاً عن إزالة الحواجز غير الجمركية.
وعرض ماجد جورج رئيس المجلس التصديري للأدوية والمستحضرات الطبية خلال الجلسة رؤية المجلس للصناعات الطبية المصرية حول توطين صناعة المستلزمات الطبية في مصر والقارة الأفريقية، وأهمية التجارة البينية بين الأسواق الأفريقية والتحديات التي تواجهها ومن بينها التحديات اللوجستية والنقل والشحن والتعاملات المصرفية، وطرح الرؤية المصرية بالتغلب على تلك التحديات من خلال التركيز على إمكانية إقامة مصانع مصرية في 12 دولة أفريقية تمثل تحالفاً بين شركات الدواء المصرية لإنتاج الدواء لصالح هذه الشركات، ثم بيعه في السوق المحلى بهذه الدول ودول جوارها.
بدورها، قالت الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما وزير الحوكمة والشؤون التقليدية في جنوب إفريقيا والرئيس السابق لمفوضية الاتحاد الإفريقي، إن التنمية الاقتصادية في مصر تعد قصة نجاح مُلهمة لجميع الدول الأفريقية، مُشيرة بذلك إلى القيادة المصرية لأجندة الاتحاد الأفريقي 2063، مشددة على أهمية طريق "القاهرة- كيب تاون" في تحقيق التكامل والاندماج الأفريقي في أفريقيا التي نريدها.