فرنسا وبريطانيا تتبادلان الاتهامات بعد حادثة غرق مهاجرين
حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من استغلال أزمة المهاجرين سياسيا، وذلك بعد غرق 27 شخصا في بحر المانش خلال محاولتهم الوصول إلى بريطانيا، وفق ما أعلنت الرئاسة الخميس ( 25 نوفمبر/ تشرين ثاني).
وقال قصر الإليزيه في بيان بعد محادثة هاتفية بين الرجلين في ساعة متأخرة الأربعاء، إن ماكرون أبلغ جونسون أن لدى فرنسا والمملكة المتحدة "مسؤولية مشتركة". وأضاف بأنه "يتوقع من البريطانيين التعاون التام والامتناع عن استغلال وضع مأساوي لأهداف سياسية".
وقال ماكرون إنه ينبغي أن تحصل وكالة حرس الحدود والسواحل التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتكس) على مزيد من سبل التمويل لحماية الحدود الداخلية للتكتل وبالتالي المساعدة في منع المهاجرين من الاحتشاد بالسواحل الشمالية لفرنسا.
وسيترأس رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس اجتماع أزمة الخميس مع وزراء لمناقشة تدابير جديدة، حسبما أعلن مكتبه.
وتبادلت بريطانيا وفرنسا الاتهامات بشأن من يلقى عليه اللائمة في وفاة 27 مهاجرا على الأقل بعدما انقلب قاربهم في القنال أمس الأربعاء خلال محاولة عبور ممر الشحن الخطير في الطقس الشتوي.
والقنال واحد من أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم والتيارات فيه قوية. وعادة ما يملأ مهربو البشر القوارب بما يفوق طاقتها ويتركون المهاجرين طافين بالكاد تحت رحمة الأمواج القوية.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان لمحطة RTL الإذاعية اليوم الخميس "إن جاذبية بريطانيا هي ما يلقى عليها باللائمة، بما في ذلك سوق عملها.. يعلم الجميع أن هناك ما يصل إلى 1,2 مليون مهاجر غير شرعي في المملكة المتحدة ويستغل كبار رجال الأعمال الإنجليز تلك القوة العاملة لانتاج أشياء يستهلكها الإنجليز".
جاءت تصريحات المسؤول الفرنسي بعدما اتهم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، فرنسا بعدم فعل ما يكفي لوقف المهاجرين من محاولة الوصول للمملكة المتحدة. وراجعت فرنسا عدد الضحايا نزولاً من 31 قتيل قُدرتهم في السابق، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
وقال متحدّث باسم داونينغ ستريت إنّ جونسون وماكرون اتفقا خلال مكالمة هاتفية على الضرورة "الملحّة لتعزيز جهودهما المشتركة لمنع عمليات العبور هذه، وفعل كل ما بوسعهما لتوقيف العصابات التي تعرّض أرواح أناس للخطر".
وتحدثت الصحف البريطانية اليوم الخميس عن أن الشرطة الفرنسية تنحت جانبا فيما اعتلى المهاجرون قوارب صغيرة متجهة إلى المملكة المتحدة.
وكانت فرنسا قد قالت في وقت سابق إن عدد الوفيات بلغ 31 شخصا، لكن مسؤولين بالحكومة قالوا إن العدد عُدّل لاحقا إلى 27.
واعتقلت الشرطة أربعة من مهربي البشر للاشتباه في ضلوعهم في الواقعة. وقال دارمانان إن جنسيات وهويات المهاجرين لم تعرف، فيما أشرات تقارير أخرى إلى أن احدهم يحمل الجنسية الألمانية.
يشار إلى أن بريطانيا وفرنسا يمران بفترة حساسة في علاقتهما ما بعد خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي (بريكست) والتي توترت جراء سلسلة من القضايا من الدفاع إلى منح تراخيص الصيد.