«مرفت أسعد» الطهطاوي كان يمتلك الثقافة والقيم الأزهرية بجانب الثقافة الغربية
بيشوي أدور الإسكندرية
قالت الدكتورة مرفت أسعد عطا الله، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة الإسكندرية، عن محمد علي باشا مؤسس الدولة المصرية الحديثة، الذي بدأ في أول حكمه العمل على تثبيت دعائم دولته الحديثه من خلال ثلاث دعائم هي "جيش وطني قوي، إنشاء مدارس أوجدت رأي عام مثقف، وإيفاد بعثات طلابية لدول أوروبا بهدف التخصص في مختلف فروع المعرفة"، وبعودة تلك البعثات الطلابية من الخارج في ثلاثينيات القرن التاسع عشر بدأت حركة الاستنارة تجد طريقها في مصر وعلى رأس تلك الرموز كان رفاعة الطهطاوي.
واضافت خلال الحوار التي نظمته مكتبة الإسكندرية اليوم تحت عنوان "الطهطاوي والقرن الحادي والعشرون" إن الطهطاوي ولد عام 1801 في مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، وهو ينتمي إلى أسرة عريقة نسبا، إذ يرجع نسب والده إلى الخليفة علي بن أبي طالب، ووالدته يرجع نسبها إلى قبيلة الخزرج من الأنصار، وفي عام 1817 بدأت المرحلة الأولى في حياة الطهطاوي العملية عند التحاقه بالأزهر الشريف للدراسة، وهناك تبناه الشيخ حسن العطار، الذي كان يشغل منصب شيخ الأزهر آنذاك، وكان من أشهر وأكبر علماء عصره على الإطلاق خاصة بعد أن أتيحت له فرصة الاحتكاك بعلماء الحملة الفرنسية أثناء وجودها في مصر.
وتابعت أن الشيخ حسن العطار كان رجلًا ثائرًا ويرى ضرورة التجديد والتغيير ولكنه كان يعلم تمامًا أن الأزهر من الصعب أن يكون وقتها هو الأداة للتغيير، فقرر أن يتبنى كوكبة من الطلاب النابغين ليكونوا بداية التغيير في المستقبل، وكان الطهطاوي على رأس تلك الكوكبة، حيث أظهر الأخير نبوغًا غير مسبوق خلال فترة دراسته بالأزهر، حتى تخرج عام 1822 وعين أستاذًا لمدة عامين حتى سنة 1824 وأثبت جدارة لا تقل عن سابقتها.
اقرأ أيضاً
- «المتاحف الخضراء»ورشة عمل بمكتبة الإسكندرية
- مكتبة الإسكندرية تنظم محاضرة عن أول كمبيوتر فلكي تناظري من العالم القديم
- ولي العهد البريطاني يزور مكتبة الإسكندرية ويختتم زيارته لمصر
- الفقي يستقبل سفير أذربيجان بمناسبة ذكرى ميلاد الشاعر ”نظامي كنجوي”
- مدير مكتبة الإسكندرية يستقبل سفير كوريا الجنوبية
- عرض «ياما في الجراب يا حاوي» فى مكتبة الإسكندرية
- في دورته الـ16 .. مصطفى الفقي يفتتح معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب
- مصر تحصل على المستوى الخامس عالميا في معدل القراءة
- "ثقافتك كتابك" .. ”هيئة الكتاب” تشارك في معرض مكتبة الإسكندرية
- يحيى الفخراني: سعيد بالعودة لجمهور الإسكندرية بـ ياما في الجراب يا حاوي
- الفقي : انطلاق الدورة السادسة عشرة لمعرض مكتبة الإسكندرية.. 16 أغسطس
- مكتبة الإسكندرية تنظم حفلًا لـ ”السيرة الهلالية” في بيت السناري الأثري
وأشارت إلى أن المرحلة الأهم والأبرز في حياة رفاعة الطهطاوي بدأت عام 1826 عندما رشحه الشيخ حسن العطار إلى والي مصر محمد علي، ليشارك في البعثة الطلابية المتجهة إلى فرنسا ليكون إمامًا للبعثة وتقديم الإرشاد والموعظة، إلا أن الطهطاوي قرر أن ينضم إلى البعثة كدارس وأن لا يقتصر سفره على كونه إماما فقط، وبمجرد وصول البعثة إلى فرنسا بدأ تعلم اللغة الفرنسية حتى أنه أجاد التهجي في 30 يوما فقط، وبعدها أصدر والي مصر قرارًا بضم الطهطاوي إلى البعثة كطالب على أن يتخصص في الترجمة، لأنه يمتلك الثقافة والمرجعية الأزهرية إلى جانب إجادته تعلم اللغة الأجنبية، واستمر في التعلم حتى تمكن في خلال سنة و8 أشهر من ترجمة كتابين من الفرنسية للعربية وأرسلها لمصر للطباعة ونشر الثقافة في بلاده.