هدي عبود : تطالب الدولة والمجتمع المدني بتبني المواهب الشابة ودعمها
طموحها لم يتوقف عند كونها ملكة جمال مصر لعام " 1987 " ولكنها كانت مجرد محطة حققتها لمسيرة من النجاحات والإنجازات المتتالية حتي هذة اللحظة، ليس في مجال بعينه ولكن في عدة مجالات، فحملت علي عاتقها أهداف عديدة وإسهامات كبيرة عملت علي إنجازها في عدة قطاعات في الفنون والثقافة والسياحة وتنمية المجتمع ...
" هدي عبود " مدير العلاقات العامة بدار أوبرا الإسكندرية الحالي ، التحقت بالعمل بأوبرا الإسكندرية منذ عام 2004، حصلت علي بكالوريوس الفنون الجميلة قسم ديكور مسرح وسينما وتليفزيون جامعة الإسكندرية ومعهد الباليه ودراسات عليا من أكاديمية الباليه بالقاهرة، قامت بتمثيل مصر في ملكة جمال العالم المقامة في سنغافورة، أشتركت بعدة مهرجانات دولية لترويج السياحة لمصر من خلال عروض أزياء فرعونية في أمريكا وكندا وفرنسا، وقامت بتنظيم عدة إحتفاليات لمطربين عالمين في عدة سفارات بالقاهرة والإسكندرية، عملت عبود بالمجال الإجتماعي والخيري من خلال إنضمامها لاندية الروتاري حتي رأست نادي روتاراكت و روتاري إسكندرية، كما عملت مستشارآ لمحافظة الإسكندرية للفنون والثقافة، وأسست مركزآ لتنمية مواهب الأطفال في مسرح سيد درويش بدار أوبرا الإسكندرية في عهد الفنانة رتيبة الحفني التي لها مسيرة من العطاء منذ عمر خمسة أعوام كأصغر عازفة بيانو حتي أصبحت أول أمرأة تتولى منصب مدير دار الأوبرا المصرية .
اقرأ أيضاً
هدي عبود في حوارها مع " حواء " قالت، الثقافة بكل ما تحمله الكلمة دائمآ ما تلعب دوراً مهمآ في المجتمع، حيث تجعل الإنسان أكثر رقياً وإبداعآ و عبقرية، فبتعزيزها يثري الحوار والتواصل الفعال بين المجتمعات بل وبين الأمم أجمع، من أجل حاضر مزدهر ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، إذ هي أحد أهم الأسس التي تدعم التوجهات وتروج لثقافة الوطن، فتعليم وتأهيل النشء أساس أي عملية بناء وتطوير لتتحول الثقافة من عنصر ثانوي لعنصر مهم وفعال في مجتمعاتنا، ولن يتم ذلك إلا من خلال منظومة أكثر تطورآ و إنفتاحآ علي مختلف الثقافات، فينتج من ذلك تقوية النسيج الاجتماعي وفتح أبواب السلام والتنمية بين الشعوب،
"عبود " قالت ايضآ لابد من تكاتف المجتمع المدني و رجال الأعمال مع الدولة للعمل علي تبني المواهب الشابة ودعمها خاصة في المجالات الثقافية، مع الحرص على توفير الأجواء المناسبة لهذه المواهب حتى تترعرع وتستطيع أن تقدم لمجتمعها خدمات إبداعية رائدة، فالإهتمام بالموهبة وابرازها وتبنيها مسؤولية كبرى تطال البيت والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الفنية التي تهتم بالموهبة والتفوق والإبداع والتميز، فتبني الموهوبين يأتي من خلال عدة آليات لتشجيع المبدعين وتوفير المناخ المناسب لهم لإبراز مواهبهم وكشف تميزهم، فرغم ان الموهبة منحة ربانية إلا ان أهمية دور التنشئة الاجتماعية والمرافق التعليمية في إبراز الموهبة وصقلها ورعايتها لهم دور هام ولهذا من الضروري تتبنى الدولة والمجتمع خطط وبرامج مدروسة لكي تساعد هذه الفئة المتميزة وتساهم في تطوير قدراتها ثم العمل على استثمارها وابرازها،
وأضافت قائلة، في الحقيقة ما يحدث بقطاع الثقافة بمصر في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر غير مسبوق ويدعوا للتفائل والفخر، الأمر الذي نتج عنه تناغم وتعاون مثمر بين القائمين علي وزارة الثقافة بجميع قطاعاتة لعودة الثقافة المصرية لسابق عهدها بقيادة الأستاذة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والفنان مجدي صابر رئيس دار الأوبرا المصرية الذي له بصمات عديدة فنيآ وأكاديميآ منذ النشء حتي يومنا هذا، حيث تنفيذ مشروع مدينة الفنون والثقافة، التى أنشأتها الدولة فى العاصمة الإدارية الجديدة، يثبت أن الدولة تسير في الطريق الصحيح وأصبح لها رؤية واضحة ونظرة ثاقبة، وكما صرحت الأستاذة الدكتورة وزير الثقافة يعد هذا المشروع كأكبر مدينة فنية وثقافية فى الشرق الأوسط وهو المشروع الثقافى الأهم فى العصر الحديث، وستكون منارة للإبداع الفنى والثقافى، حيث تم تنفيذها وفقآ لأعلى المواصفات العالمية وأرقى التصميمات المعمارية، لتصبح محط أنظار العالم أجمع والشرق الأوسط على وجه الخصوص، فمثل هذا المشروع يؤكد اهتمام الدولة بالثقافة، وريادة مصر الثقافية، حيث تعد مدينة الفنون والثقافة أكبر مدينة فنية وثقافية من نوعها فى العالم وتقام على مساحة 127 فدانآ، وتضم دار أوبرا ومسرح رمسيس الثانى وقاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخص مجهزة بأحدث التقنيات، كما تضم الأوبرا مسرح يسع 2200 متفرج، ومسرح للدراما يسع 1200 مشاهد ومسرح للموسيقى يسع 700 شخص، كما تضم مسرحآ مكشوفا يسع 17 ألف متفرج، ومكتبة كبرى تقارب فى حجمها مكتبة الإسكندرية الشامخة المسرح الصغير وهو عبارة عن قاعتين يستوعب المسرح 750 شخصآ، وتقام به العروض الخاصة، ومسرح الجيب الذى يستوعب 50 شخصآ، ومسرح الحجرة، ومركز الإبداع الفنى ويحتضن شباب الخريجين والشباب المبدع فى الأعمال المسرحية، وقاعة العرض السينمائى، وثلاث قاعات للتدريب على الغناء والعزف، واستوديو تسجيل صوتى ملحق به ثلاث قاعات للمونتاج مجهزة بأحدث التقنيات العالمية، كما يضم المشروع متحفآ عن الأوبرا وتاريخها بمصر، ومتحف فن حديث به محتويات متنوعة لفنانين عالميين ومصريين، ومكتبة موسيقية بها الأرشيف الأوبرالى العالمى ومدينة للفنون " الرسم والنحت والموسيقى والرقص والأدب والشعر " بالإضافة لمكتبة مركزية تستوعب 6000 شخص، وتشمل المدينة متحفآ للشمع يضم مجموعة من تماثيل كبار الشخصيات المصرية وبيتآ للعود لتعليم النشء، ومن بين أهم مكونات المدينة، أكاديمية مصرللفنون والثقافة التى تتولى تدريب النشء والشباب على الموسيقى والمسرح والسينما والجرافيك والفنون التشكيلية، ورعاية الموهوبين، كما تضم المدينة أيضا متحفآ للفنون المصرية ويضم إبداعات من الفن المصرى القديم،
هدي عبود أشارت بأن الإسكندرية أحد أهم المدن العالمية التي عرفت علي مر العصور بتميزها عن غيرها في موقعها وتاريخها وثقافتها لإحتوائها علي العديد من النشاطات المتنوعه في السياحة و الثقافة والآثار، حيث تم اختيارها كعاصمة للثقافة الإسلامية عام 2008، فهي مدينة بها مقومات عديدة تجعلها تنافس أكبر المدن العالمية إذا أحسن إستغلالها بداية من مكتبة الإسكندرية العريقة و الكثير من المواقع الأثرية كقلعة قايتباي والمتحف اليوناني بخلاف وجود دار اوبرا سيد درويش الذي أحتفل مؤخرآ بمئويتها، فضلآ عن وجود العديد من المسارح و القصور والمراكز الثقافية مثل مركز الإسكندرية للإبداع و قصر ثقافة الإنفوشي و قصر ثقافة الشاطبي وقصر ثقافة سيدي جابر و مسرح محمد عبد الوهاب، وعدد كبير جدآ من دور العرض السينمائي،
"عبود " أقترحت بضرورة التنسيق بين جميع الكيانات الثقافية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني بإطلاق مبادرة لإكتشاف المواهب الفنية و تبنيها وتوجيهها لطرق التعلم الصحيحة وذلك لمجابهة الفن الهابط و العمل علي تحسين الذوق العام، والعمل علي إنشاء او تأسيس مدينة للثقافة والفنون بالإسكندرية علي غرار المدينة التي أنشأتها الدولة في العاصمة الإدارية الجديدة .