الجمعة 22 نوفمبر 2024 05:43 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    عبير العربي تكتب : بعد ما يحدث على وسائل ”الفضح الاجتماعي” فيها حاجة غلط حاجة غلط خالص.

    لازال مجتمعنا في حالة من العند والتجبر والتكبر المستمر ضد مفاهيم الجمال و الأخلاقيات والذوق العام وحسن التعامل وتركه مالا يعنيه،يخبط في ثوابت القيم والأصول والعادات والتقاليد بكل ما أوتي من جحود وغل وحقد وكراهية ،وكأن أصبح بينه وبين الآخر من أبناء وطنه طار بايت لا نعلم ما سره حتى الآن، وأصبح يتجلى ذلك ظاهرا في حملة التشويه والفضائح والتشفي في الآخر كونه ناجحا أو يجتهد في أن يحجز مكانا له ذات قيمه، قواعد هدم الآخر أصبحت سريعة وعنيفة لا هوادة فيها ولا رحمة.

    وقبل ان أتطرق لسرد التفاصيل الأخيرة من وقائع مشينة اختتمنا بها عامنا المنقضي وبدأنا بها عامنا الجديد ، أريد أن أنقل لكم ما تحمله ذاكرتي وأعتقد إنها لن تتخلى يوما عما سأذكره، عندنا سافرت في مهمة مهنية إلي إحدى دول أوروبا داخل دولة سويسرا وقتها ، ومن الكثير الذي رأيته على أرضها ويتجلى في شعبها، موقفين كان ولابد أن يفرض مقارنته مع ما يحدث على أرضنا ومع أبناء مجتمعنا من قهر وتعري وفضح وإلفاق تهم وتشهير وغيره.

    على بحيرة جنيفا في العاصمة السويسرية قرر عدد من الأهالي أن يطلقوا مبادرة اسموها يوم الحلم ، باختصار يجتمعون يوما على ساحة البحيرة ويبدأون في التعاون كي يحققوا حلما لمواطن منهم ،ويبدوا في جمع الأموال لتحقيق أمنية أحدهم ممن يفوز بالقرعة مثلا ، بدأت دائرة الحلم تكبر بانضمام عدد كبيررمن المواطنين للمساعدة وبدأت تحقيق الأحلام بالجهود الذاتية تكبر وتوسع وتنتشر ، وحققوا عدد من المطالب مهما كانت منها رحلة سفر للخارج، تغيير سيارة ، احضار عجلة ،وغيره، وكان كل شخص يفوز بالتجربة ينضم للمبادرة للمشاركة وتحقيق حلم آخر، قادني الحظ للحضور وبدأت أسأل حتى علمت ما قلت الآن.

    الموقف الثاني ،علمت من رواية شابه هولندية أن شابا مكث يكتب على صفحته عبر الفيس بوك مدة تقترب من العام "بعد صباح الخير، آن عودي إلي دائرة حياتي فقلبي يفتقدك بشدة وأدماه بعدك".

    جملة صار الشاب الأجنبي يكتبها يوميا مناشدا حبيبته العودة له
    الحقيقة أن الجملة لم تواجه من جموع المواطنين والمقربين له بسخرية أو تريقة أو عبارات من نوعية جرى إيه يا عم الحبيب ،ما تنساها بقا،قرفتنا،استرجل شوية،يعنى حاجة كده من جمل العظمة إللي عندنا،ولكن إصرار الشاب مارتن على كتابتها حرك مشاعر من حوله،وبدأو يبحثوا عن محبوبته المفقودة من خلال مبادرة جماعية جمعوا عن الفتاة معلومات من المقربين له دون إخطاره،وعندما وصلوا لها وجدوها مواطنة من دولة أخرى تعيش في هولندا ،سافروا لها واطلعوها على ما يكتبه وعلى حقيقة مشاعره،وبعد جهد بذلوه عادوا بها وفاجئوه بوجودها، وأراحوا مشاعره.

    هذا ما يبذل فيه شعوب أوروبا مجهوداتهم في التعاون مع الأخر وكأنهم على علم بتعليمات ديننا الحنيف الذي لخص رسالة الله على الأرض في أن "الدين المعاملة" أي معاملة إذن نعاملها ونتعامل بها نحن شعب الدين والرسالات السماوية،وكيف أصبحنا هكذا نرفع غطاء الستر ونلفق ونفتخر الفضائح ونتشفى إلي لحظات النفس الأخيرة ، كيف أصبحت الغالبية العظمى منا لديها القدرة على ذلك ،المؤكد إن فيها حاجة غلط،غلط خالص وغلط كثير ، ما تعرضت له المدرسة المثالية بنت المنصورة "منة الله" هو بالطبع ترصد لحالة النجاح والتكريم التي حصلت عليه ،فلم تهدأ الزميلة الغير فاضلة لها وتصيدت الموقف وجعلتها هي الأشهر عبر وسائل الفضح الاجتماعي مع كلمتين لزوم التشهير والتسخين وتفسح حياتها الإجتماعية، وتدميرها،وإلقاء تلوث ضميرها على الاعتراف الجمعي من المجتمع بأنها لا تستحق لقب المدرسة المثالية ووشاح التكريم، ويحدث ما حدث والحقيقة أن ما تفعله ويفعله مثل هؤلاء وما على شاكلتهم هو رهان أكبر بأن المجتمع أصبح مرحبا بالفضائح وكشف الستر والتشهير وإنه داعم لكل الخبائث النفسية والاغتيالات المعنوية ،وبالتوازي تفارق الحياة فتاة في منبت الزهور ،لازالت تشرق أحلامها في نطاقها المجتمعي الذي واجهها بحقارته وتدني معاملاته، فارقت بسنت الحياة معلنة استلامها أمام انكسار سمعتها وضعفها وعدم مساندتها، هان عليها عمرها وحلمها فاستقالت من الحياة تاركة البساط لمن نال من شرفها .

    هذه الوجوه أيضا هي من تعاطفت وحملت قلبها النابض على كفها وأعلنت تضامنها مع سفاح الإسماعيلية الذي ذبح رجل مسالم أتضح إنه برييء مما قاله عنه ، تعاطفوا مع الجاني واهدروا معه واستباحوا حرمة دماء الأخر.

    والسيناريو لم ينتهي هنا فنحن الأن نعيش حملة شير وتعليقات تتسع البحار والمحيطات والتشفي على ما نسب إلي الإعلامي محمد الأمين من اتهامات لازالت النيابة العامة تطالب بالتحريات فيها ،وإن صدقت من عدمه،مال المجتمع ومال الناس هناك جهات تحقق، تعاقب، لكن إزاي ودى برضه تيجي، ودي برضه تفوتنا.

    وأخيرا لابد من الإعتراف إننا أمام كارثة وطنية وتهديد لأمن هذا الوطن القومي في شأنها الاجتماعي،لابد من حل تدرسه القيادة السياسية وتطلق برنامج قوي ومفعل يتصدى لتلك المهازل، كل الدول تقوم وتبنى على حضارتها الإنسانية وتنمية الأخلاق المجتمعية وما يحدث عندنا هو هدم لكل القيم والمشروعات والمقدرات ،تصيب الجيل القادم والحالي في مقتل، النظيف منه سيتراجع ويكفي خيره شره ويتنحى خوفا عن تحقيق أحلامه، والمغامر يعلم أين طريقه،وكيف ينتقم وأصبح يمتلك سلاح التشويه الأقوى،و لا يجد الطرف الآخر أمامه سوى مفارقة الحياة ،سوى الموت عمدا والرحيل المفاجىء الذي لا حيلة له أمام هذا الطوفان القذر من الحرب ألاآدمية.

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 05:43 مـ
    20 جمادى أول 1446 هـ 22 نوفمبر 2024 م
    مصر
    الفجر 04:55
    الشروق 06:26
    الظهر 11:41
    العصر 14:36
    المغرب 16:56
    العشاء 18:17