«البحوث الفلكية» يتكشف حقيقة تأثر مصر بزلزال قبرص
أ ش أكشف رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور جاد القاضي، عن أسباب شعور المصريين بزلزال قبرص، الذي وقع فجر اليوم الثلاثاء في منطقة شرق البحر المتوسط على بعد 415 كم من محافظة دمياط.
وقال القاضي - خلال مؤتمر صحفي عقده المعهد بالتعاون مع جامعة "ثالونيك" باليونان عبر تطبيق "زووم" لعرض تفاصيل زلزال قبرص - "إنه كلما زاد عمق الزلزال زادت الدائرة الجغرافية للشعور به، فعلى سبيل المثال، فإن زلزال اليوم وصلت شدته إلى 6,6 درجة على مقياس ريختر، وعمقه وصل إلى 60 كيلومترًا تحت الأرض، وشعر به مواطنون في القاهرة الكبرى والدلتا"، مؤكدا أنه علميا لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل والهزات الأرضية.
وأضاف أن الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد، تتعاون مع جميع الدول للوصول إلى بيانات محطات رصد الزلازل فيها، مشيدا في هذا الصدد بالتعاون مع جامعة "ثالونيك" اليونانية في تبادل المعلومات والبيانات الخاصة بالزلازل.
وأشار القاضي إلى أنه عقب زلزال 12 أكتوبر عام 1992 أنشأت مصر بعده الشبكة القومية للزلازل والتقليل من المخاطر لدراسة الوضع الزلزالي، موضحا أنها تتكون من أكثر 63 محطة زلازل حقلية تغطي كافة أنحاء مصر تعمل جميعها بالطاقة الشمسية وأجهزه اتصالات ترسل لحظيا بياناتها بالقمر الصناعي للمركز الرئيسي بمقر المعهد ولخمس مراكز فرعية في (أسوان، وبرج العرب، والغردقة، ومرسي علم، والواحات)، بجانب أكثر من 17 جهازا مثبتا داخل أنفاق السد العالي وعلى جسم خزان أسوان والمناطق المحيطة لقياس عجلة الزلازل.
اقرأ أيضاً
وشدد القاضي على أن الشبكة تقوم بمتابعة النشاط الزلزالي للجمهورية على مدى 24 ساعة يوميا، والتحليل الفوري لبياناته وتحديد توزيعاته الجغرافية وقوته، لافتا إلى أن الشبكة القومية تتبع قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية، وهو من ضمن 5 أقسام رئيسية للفلك وعلوم الفضاء والشمس والمغناطيسية الأرضية والتطبيقات المختلفة لفروع الچيوفيزياء ودراسة تحركات القشرة الأرضية.
ومن جهته، قال الدكتور عمرو الشرقاوي، باحث الزلازل بالمعهد "إن المنطقة التى وقع فيها الزلزل شرق المتوسط هي منطقة نشيطة زلزاليا، ومتوقع حدوث الزلازل بها بصفة مستمرة، ويتم رصد جميع الهزات الأرضية التي تحدث في تلك المنطقة"، مستعرضا جهود الشبكة في دراسة وضع الهزات الأرضية بالمنطقة بأحدث الطرق التكنولوجية المتقدمة.
وأوضح الشرقاوي أن تكرار الزلازل والهزات الأرضية في مصر خلال الفترة الأخيرة أمر طبيعي، خاصة وأن محطات الشبكة القومية لرصد الزلزال والتابعة للمعهد تطورت بشكل كبير، وهو ما يمكنها من رصد الزلازل بشكل مستمر وبدقة على مدار الساعة، إلى جانب حرص المعهد على إصدار بيانات بصفة مستمرة عن الزلازل ساعد على تنبيه الناس لمتابعتها.
كما استعرض نخبة من الباحثين بجامعة "ثالونيك" اليونانية طبيعة الزلزال الذي تم رصد اليوم، مؤكدين أنه يجري حاليا عمليات تحليل علمية أكثر عمقا للزلزال.. ونوهوا بأهمية التعاون الإقليمي فى مجال الزلازل وتبادل الخبرات والمعلومات الخاصة بها، متطلعين لمزيد من التعاون مع مصر في هذا المجال.
وشدد الباحثون على أنه لا يمكن التنبؤ بالزلازل والهزات الأرضية، موضحين أنها عملية علمية صعبة، كما لا يوجد نظام قائم في العالم يسمح بذلك.