بالصور ... «الميدان» في جولة داخل اقدم مجمع ورش لصناعة السفن بمنطقة بحري بالاسكندرية
بيشوي ادور الإسكندريةيعد مجمع ورش السفن الذي يقع منطقة الأنفوشى فى بحرى بمحافظة الإسكندرية هو اقدم مجمع لصناعة السفن بعد أن أنشأه محمد على باشا، ليصبح ترسانة بحرية لمواجهة تحديات ومخاطر الحروب وهو عبارة عن مجموعة ورش متجاورة، وبها أمهر النجارين والحرفيين بتلك الصناعة ويصل عددها إلى نحو 64 ورشة، فكانت صناعة السفن و المراكب الصيد و اليخوت السياحية هي الأشهر في الاسكندرية و التي ترجع إلي زمن الملك فؤاد علي مدار ما يقرب من 100 عام تعمل حتى الآن لتتحدى أزمات عديدة منها صدور قرار عام 2004 بوقف تراخيص السفن السياحية، ثم أزمة "فيروس كورونا"، والذى أدى إلى كساد حركة السياحة فى كل دول العالم، خاصة وأن السفن التى يتم تصنيعها بتلك الورش معظمها سفن سياحية، وتعمل فى مجال السياحة خاصة بالإسكندرية وشرم الشيخ، ولكن مازالت المهنة تصارع الإندثار، ومازال صناع السفن المهرة تعمل على بناء سفن جديدة لإحلال وتجديد السفن القديمة بنفس التراخيص، أو صيانة القديم منها.
وقد أجرى موقع «الميدان» جولة داخل إحدى الورش الصناعية المنتشرة بتلك المنطقة، لكشف أسرار تلك الصناعة والحرفة القديمة التى مازالت تقاوم الأزمات والزمن وتصارع للإستمرار والبقاء.
يقول الحج«صبري» صاحب ورشة لتصنيع السفن لـ «الميدان» إنه يعمل في مهنة صناعة السفن منذ 38 عاما ورث تلك الحرفة أبا عن جد فكل عائلته تعمل فى تلك المهنة منذ عقود من الزمن، و نتعتبر الجيل الرابع في هذه المهنه ولد ونشأت فى تلك المنطقة تعلمت "سر الصنعة" من والدي و جودي لكي أصبحت نجار محترف فى صناعة السفينة منذ بداية تصنيعها من ألواح خشبية وحتى تصل إلى المرحلة النهائية وتكون مستعدة لأولى رحلات الإبحار قائلا : صناعة السفن هي «رزقنا و اكل عيشنا» لافتا أن صناعة السفن هي من أقدم الصناعات في الاسكندرية منذ الملك فؤاد واكثر المهن التي مر عليها وقت كبير ما يقرب من 100 عام
وأضاف لـ «ميدان» أن صناعة السفن تمر بعدد من المراحل حتي تصل إلي الشكل النهائي فى البداية يتم تصنيع "الايرينة" وهو هيكل مبدئى ثم "البدن" أى هيكل السفينة، ثم المقدمة ثم "البطيخة" أى "منتصف السفينة"، وتوزع المسافات بالنسب الهندسية المعروفة لبناء السفينة، وبعدها يتم وضع عود المنتصف لضبط تلك المسافات، وبعدها يتم وضع "ألواح خشبية" بطول السفينة وضبط أربطة لتثبيت الألواح الخشبية بعضها ببعض، كما يتم تأسيس السفينة من الداخل إستعدادا لوضع "الكمرات" وهى الألواح الخشبية الرئيسية لتجميع هيكل السفينة، وأخيرا يتم تقسيم السفينة إلى حجرات بعد صناعة "البدن" تأتى مرحلة "الآلفات" أى سد الثغرات بين الألواح الخشبية لمنع تسرب المياه، ثم يأتى الحداد و"الاستورجى" لدهانات الخشب، وأخيرا تركيب الماتور ومولد الكهرباء داخل السفينة مضيفا ، أن السفن السياحية يستخدم فيها جميع أنواع الخشب، ولكن مراكب الصيد يفضل استخدام أخشاب من أشجار التوت أو الكافور أو السنط، لقدرتها الكبيرة على تحمل مياه البحر والأمواج، أما السفن فأفضل نوع خشب لها هو خشب "التك"، وتصل الذي يتم وضعها فى الأرضيات وأسطح السفن السياحية، أما "البدن" جسم السفينة يمكن تصنيعه باستخدام خشب "الآرو" و" الموجنو " و" السويد".
وأشار أن الوقت التي يتم استغراقه في صناعة السفن تأتي علي حسب الحجم لافتا أن كل مركب له وقت التي يستغرق في بنائه مضيفا أن المراكب الصغيرة تستغرق شهر و المراكب المتوسطة تستغرق في بنائها شهرين ام السفن الكبيرة أو اليخوت فتستغرق 6 شهور او كثر و احيانا تصل إلي سنة .
وعن اندثار صناعة السفن قال الحج «صبري» لـ «الميدان» ان صناعة تواجه تحديات كبيرة مما ادي الانقراض وذلك نتيجة وقف إصدار تراخيص السفن والمراكب صيد لافتا أن ورش صناعة السفن كانت تشتعل بالحركة في صناعة اليخوت التي كان يأخذها أصحاب الفنادق بشرم الشيخ و الغردقة أما الآن فلا يوجد بها سوى عدد قليل من أصحاب المهنة، بعد أن هجرها الصنايعية وتوجهوا إلى مهن أخرى لكسب لقمة العيش، وتركوا مهنتهم التى ورثوها عن أجدادهم مضيفا أننا الآن نعمل في صناعة المراكب المستبدلة و تغير المراكب القديمة وإعادة صناعتها و مراكب النزهة .
و سياق ذاته يقول الريس خميس حميدو، أحد صاحب ورشة لتصنيع السفن وصيانتها لـ «الميدان» إنه ورث تلك الحرفة أبا عن جد، فكل عائلته تعمل فى تلك المهنة منذ عقود من الزمن، ولد ونشأ فى تلك المنطقة ليتعلم "سر الصنعة" من والدة ويصبح نجار محترف فى صناعة السفينة منذ بداية تصنيعها من ألواح خشبية وحتى تصل إلى المرحلة النهائية وتكون مستعدة لأولى رحلات الإبحار.
وأضاف حميدو لـ"ميدان": فى البداية يتم تصنيع "الايرينة" وهو هيكل مبدئى ثم "البدن" أى هيكل السفينة، ثم المقدمة ثم "البطيخة" أى "منتصف السفينة"، وتوزع المسافات بالنسب الهندسية المعروفة لبناء السفينة، وبعدها يتم وضع عود المنتصف لضبط تلك المسافات، وبعدها يتم وضع "ألواح خشبية" بطول السفينة وضبط أربطة لتثبيت الألواح الخشبية بعضها ببعض، كما يتم تأسيس السفينة من الداخل إستعدادا لوضع "الكمرات" وهى الألواح الخشبية الرئيسية لتجميع هيكل السفينة، وأخيرا يتم تقسيم السفينة إلى حجرات لافتا أن حجم السفينة التى يتم تصنيعها قال حميدو: حجم السفينة وطولها يتراوح بين 40 و 60 مترا، وتسع لنحو 50 شخصا، ولكن السفن الكبرى بحجم 60 متر تحتاج إلى مياه عميقة للإبحار مؤكدا أن التكلفة تأتي وفق القدرة المالية لصاحبها وتكلفة الأخشاب والأدوات المستخدمة فى الصناعة والتنجيد والدهانات، وقد يستغرق إنشاء السفينة الواحدة عام تقريبا حتى تصبح جاهزة للإبحار مشيرا أنه بعد صناعة "البدن" تأتى مرحلة "الآلفات" أى سد الثغرات بين الألواح الخشبية لمنع تسرب المياه، ثم يأتى الحداد و"الاستورجى" لدهانات الخشب، وأخيرا تركيب الماتور ومولد الكهرباء داخل السفينة، مختتما حديثه قائلا، " يتم وضع السفينة على مقاعد حديدية تقوم بجر السفينة إلى الشاطئ والنزول إلى مياه البحر لتصبح جاهزة للإبحار.
وحول أنواع الأخشاب المستخدمة، قال «حميدو» : أن السفن السياحية يستخدم فى تصنيعها جميع أنواع الخشب، ولكن مراكب الصيد يفضل استخدام أخشاب من أشجار التوت أو الكافور أو السنط، لقدرتها الكبيرة على تحمل مياه البحر والأمواج، أما السفن فأفضل نوع خشب لها هو خشب "التك"، وتصل تكلفة المتر إلى 24 ألف جنيه، ويتم وضعها فى الأرضيات وأسطح السفن السياحية، أما "البدن" جسم السفينة يمكن تصنيعه باستخدام خشب "الآرو" و" الموجنو " و" السويد".