ننشر كلمة رئيس وفد دولة الكويت في مؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الإسلامية بدول العالم الإسلامي
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأشهدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللُه وحدَهُ لَا شريكَ لهُ، وَلِيُّ الصالِحينَ، وأشهدُ أنَّ محمّداً عبدُه ورسولُه الصادقُ الوعدِ الأمينُ، صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعِينَ، ومَنِ استَنَّ بسنَّتِهِ واهتدَى بهديِه إلى يومِ الدِّينِ.
معالي الشيخِ الدكتورِ/عبدِ اللطيفِ بنِ عبدِالعزيز آلِ الشيخ، رئيسَ المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشئون الإسلاميّة.
أصحابَ المعالي والسعادةِ وزراءَ الأوقافِ والشؤون الإسلاميّةِ.
الحضورَ الكِرَامَ:
أُحيِّيكُمْ بِتَحِيَّةِ الإسلامِ، تَحيَّةً طَيِّبةً مُبارَكَةً، السَّلامُ عَليكُمْ وَرَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ.
بدايةً أودُّ أنْ أنقلَ لكُم اعتذارَ معالِي وزيرِ الأوقافِ والشؤونِ الإسلاميّةِ
السيّد عيسَى أحمدَ الكندرِي عنْ عدمِ حضورِ هذا الاجتماعِ المبارَكِ؛ لارتباطِه باجتماعٍ طارئٍ.
كما يُشَرِّفُني ويُسعِدُني ابتداءً أن أرَحِّبَ بمعالِيكُم في هذا الاجتماع المرئيِّ، داعيًا المولَى -تعالَى-أن يجعلَ هذا الاجتماعَ مبارَكًا، ومتَضَرِّعًا إليهِ -سبحانَه- أن يكَلِّلَه بالنجاحِ، متَمَنِّيًا صدورَه عن قراراتٍ فاعلةٍ، وتوصياتٍ سديدةٍ ناجعةٍ.
أصحابَ المعالِي والسعادةِ:
إنّهُ لمِنْ دَواعِي سُرورِي أنْ أتكلَّمَ بينَ أيدِيكُمْ، في افْتِتاحِ الدورةِ الثالثةَ عَشْرَةَ للمجلسِ التنفيذيِّ لمؤتمرِ وزراءِ الأوقافِ والشؤونِ الإسلاميّةِ بدولِ العالمِ الإسلاميِّ، الذِي تحتَضِنُهُ هذهِ السَّنَةَ جمهوريةُ مصرَ العربيّةِ -حرسَها اللهُ تعالى-.
وقد دَأبَتْ دولةُ الكويتِ دائماً مِنْ خلالِ مؤسَّساتِها الدِّينيَّةِ والعلميَّةِ على المشاركةِ في مثلِ هذهِ المؤتمراتِ والملتقياتِ، التِي تجسِّدُ التعاونَ الوثيقَ بينَ الدُّولِ الإسلاميّةِ، والتَّرابُطَ المتينَ بَيْنَ مؤسَّساتِها؛ لبحثِ قضايَاهَا المـشتركةِ، وتناوُلِ مستجدَّاتِها المهمَّةِ والمصيريّةِ؛ وَفْقَ الأُسُسِ والأُطُرِ التِي جاءَ بها هذا الدِّينُ العظيمُ.
الحضورَ الكِرامَ:
إنَّ هذا المُؤتمرَ المبارَكَ جاء لِيُعالِجَ العدِيدَ من المسائلِ الحسَّاسةِ؛ المتعلِّقةِ بعددٍ مِنَ الموضوعاتِ المهمّةِ؛ كميثاقِ المسجدِ، وقواعدِ وأنظمةِ تعيينِ الأئمّةِ والدعاةِ، والبرامجِ والدوراتِ اللَّازمةِ لتطويرِ مهاراتِهم، ومعاييرِ بناءِ المساجدِ، ومراعاةِ المواصفاتِ الفنيّةِ والعمرانيةِ فيها، وصيانتِها وتطويرِها لتكونَ صديقةً للبيئةِ، وبيانِ حقيقةِ الفتوى وعظيمِ شأنِها وشروطِها، وخطورةِ الفتوى بغيرِ علمٍ، والآثارِ الخطيرةِ المترتِّبةِ عليها، واستجلاءِ الرُّؤَى والطرقِ الناجعةِ لمواجهةِ مستجدّاتِ موضوعِ التطرُّفِ والغلوِّ والإرهابِ، واستحداثِ اللوائحِ اللَّازمةِ لتحصينِ المنابرِ مِنْ خطاباتِ الكراهيةِ، وسنِّ القوانينِ والتشريعاتِ الكفيلةِ بالتصدِّي لهذهِ الظاهرةِ الخطيرةِ، ومراعاةِ ضوابطِ التحدُّثِ فِي الشأنِ العامِّ؛ القائمِ على فقهِ الموازناتِ واعتبارِ المآلاتِ، والتأكيدِ على القِيَمِ الإنسانيّةِ المشتركةِ للتعايشِ والتسامحِ فِي الإسلاِم، وطرقِ الاستفادةِ مِن وسائلِ التواصُلِ والتقنيةِ الحديثةِ، وتوظيفِها في شتَّى مجالاتِ الدعوةِ، وأهميّةِ الصناديقِ الاستثماريّةِ الوقفيّةِ ومزايَاها، والتحدِّياتِ التِي تواجِهُها، ودَورِ الأوقافِ في التنميةِ وزيادةِ الناتجِ المحلِّيِّ الإجماليِّ في عالمِنا الإسلامِي، ومسؤوليّةِ مؤسّسةِ الوقفِ في تطويرِ قدراتِها لتحقيقِ هذا الهدفِ السامِي.
أصحابَ المعالِي والسعادةِ:
إنَّ هذه الموضوعاتِ الحسَّاسةَ والمهمَّةَ التِي نجتمعُ عليها اليومَ، والتِي تحتاجُ الأمَّةُ لمعرفةِ حُكمِ الشَّرعِ فيها، هي من المسائلِ والقضايَا التِي لَا ينبغِي لآحادِ العلماءِ -فضلًا عن آحادِ النَّاسِ- أنْ يَنفرِدَ برَأيٍ فيها؛ بل تحتاجُ لرأيٍ مؤسَّسيٍّ جماعيٍّ، يَجْمَعُ أهلَ الاختصاصِ بهذا الشَّأنِ مِنْ مُختلَفِ دولِ العالمِ الإسلامِيِّ؛ لأنها منَ الـموضوعاتِ الكبيرةِ، والمسائِلِ الخطيرةِ؛ التِي أَمرَ اللهُ تعالى بردِّها إلى مَجامِعِ العلماءِ، ومؤسَّساتِ الشؤونِ الإسلاميّةِ والإِفتاءِ.
وإنّ المجلسَ التنفيديَّ لمؤتمرِ وزراءِ الأوقافِ والشؤونِ الإسلاميّةِ بدولِ العالَمِ الإسلاميِّ هو أحقُّ المؤسَّساتِ بالنظرِ في تلكَ الموضوعاتِ، والبَتِّ فيما وقعَ فيها من اختلافاتٍ، وإيجادِ الحلولِ الناجعةِ لما فيها من إشكالاتٍ، خاصّةً بعد أن حظيتْ بالدراسةِ والفحصِ والبحثِ العميقِ من خلالِ الأوراقِ العلميّةِ الرصينةِ التي كُتِبتْ وقُدِّمتْ في موضوعاتِها، والتِي تميّزتْ بالمنهجيّةِ العلميّةِ المنضبطةِ، وبالوسطيّةِ والاعتدالِ في تناولِ القضايا الحسّاسةِ، مع أخذِ فقهِ المقاصدِ والمآلاتِ بعينِ الاعتبارِ، ضمنَ إطارِ نصوصِ الشريعةِ وقواعدِها المتينةِ، وما أَجمعَ عليهِ علماءُ الأمّةِ، دونَ إهمالٍ لمستجدَّاتِ العصرِ، وتغيُّرات الأحوالِ والظروفِ؛ ممّا يُرجى معه الخروجُ من هذا المؤتمرِ بتوصياتٍ رشيدةٍ، والتوصُّلُ إلى إجراءاتٍ سديدةٍ بإذن الله تعالى.
الحضورَ الكرامَ:
في ختامِ كلمتِي يَسرُّني أنْ أتقدَّمَ بوافرِ الشُّكرِ والتَّقديرِ لمعالِي الأستاذِ الدكتورِ محمّدِ مختارٍ جمعةَ، وزيرِ الأوقافِ، ورئيسِ المجلسِ الأعلَى للشئونِ الإسلاميّةِ بجمهوريّة مصرَ العربيّةِ الشقيقةِ على حسنِ إدارتِهم وقيادتِهم الرشيدةِ لأعمالِ الدورةِ الحاليّةِ.
كما يسرُّني أنْ أُعبِّر عن شكرِي وتقديرِي لمعالِي الشيخِ الدكتورِ/عبدِ اللطيفِ بنِ عبدِالعزيز آلِ الشيخ، وزيرِ الشؤونِ الإسلاميّةِ والدعوةِ والإرشادِ بالمملكةِ العربيّةِ السعوديّةِ، ورئيسِ المجلسِ التنفيذيِّ لمؤتمرِ وزراءِ الأوقافِ والشؤونِ الإسلاميّةِ بدولِ العالَمِ الإسلاميِّ، وللإخوةِ الأفاضلِ في الأمانةِ العامّةِ للمؤتمرِ علَى ما قامُوا بهِ من جهودٍ في الإعدادِ والتنسيقِ والمتابعةِ لجميعِ الأعمالِ والأوراقِ حتّى ظهرتْ بهذِه الصورةِ الطيِّبةِ.
أسألُ اللهُ تعالى أن يوفِّقنا جميعًا لخدمةِ دينِه، وإعلاءِ شريعتِه، وللقيامِ بمسؤولياتِنا، تُجاه دولِنا ومجتمعاتِنا.
وباللهِ التوفيقُ، وصلَّ اللهُ وسلَّم على نبيِّنا محمّدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ.