خبراء يحذرون..لحوم "بير السلم" تصيب بالسرطان..75 % من الأمراض الجديدة التي تضر البشر تنتقل من الحيوانات.. دراسة: اللحوم المصنعة تزيد الإصابة بأمراض القلب بأكثر من 40%

حذر خبراء متخصصون من تناول اللحوم المصنعة مجهولة المصدر, لاستخدام مصانع "بير السلم" مواد ومركبات ضارة بالصحة وتسببها في الإصابة ببعض الأمراض من بينها الأورام السرطانية، مشددين ضرورة الابتعاد عن الأغذية مجهولة المصدر وتناول اللحوم الطازجة كبديل للمصنعة.

 

قال الدكتور محمد جمال الباحث تكنولوجيا الأغذية بمدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، إن إضافة الألوان الصناعية والمواد الحافظة والنكهات المختلفة بالإضافة إلي عمليات التسخين في إعداد اللحوم المصنعة وتغيير مكونات اللحوم من شأنه إخفاء الشكل الأصلي للحوم ويصعب من عمليات التعرف عليها.

 

وأشار إلي أن اللحوم المصنعة مثل اللانشون والبسطرمة والبيف والسجق والهامبروجر عبارة عن أغذية معدومة القيمة غذائية، مؤكدًا تسببها في الإصابة بالعديد من الأمراض لما تحتويه من مواد خطيرة على الصحة منها المواد الحافظة مثل النترات والنتريت وهى المسئولة عن إعطاء اللحوم باللون الأحمر الزاهي في البسطرمة.

 

وأشار إلي أن تلك المركبات تسبب الإصابة بالأورام السرطانية عند إضافاتها بكميات أكثر من المسموح، بالإضافة إلى إضافة الألوان الصناعية والأملاح مثل أحادي جلوتيوميت الصوديوم والتي تعد من مسببات السرطان، كاشفًا عن استخدام مخلفات اللحوم في صناعة تلك الأغذية والتي تسبب هي الأخرى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة لاحتوائها علي بكتيريا وفطريات وجراثيم وسموم فطرية.

 

ووفقا لدراسة أجرتها جامعة هارفارد فإن تناول اللحوم المصنعة يزيد الإصابة بأمراض القلب بأكثر من 40% وما يقرب من 20% لمرض السكري من النوع الثاني وسرطان المعدة.

 

ونوه إلي أنه تم إجراء العديد من الدراسات حول أضرار اللحوم المصنعة وارتباطها بكميات الصوديوم العالية والدهون المشبعة والكولسترول المضافة إليها لأنها لا تصنع من اللحم الأحمر الخالي من الدهون، موضحًا تسبب نترات الصوديوم في الإضرار بالقلب والأوعية الدموية وجعلها أكثر عرضة للإصابة بأمراض تصلب الشرايين والإصابة بمرض السكري.

 

قامت منظمة الصحة العالمية في ديسمبر قبل الماضي بوضع اللحوم المصنعة كمسببات رئيسية للسرطان، ولكن هذا يعتمد على الكميات المتناولة من اللحوم المصنعة يوميا.

أوضحت المنظمة أن خطورة الإصابة بسرطان المعدة والمستقيم بسبب تناولهم اللحوم المصنعة تظل صغيرة، لكن المخاطر تزيد مع كمية اللحوم التي تستهلك".

 

مشيرًا إلي أن الفترة الأخيرة شهدت إجراء دراسات حول محاولة استخدام المواد الحافظة الطبيعية كمضافات للحوم لزيادة فترة حفظ اللحوم المصنعة كبديل للمواد الحافظة الكيماوية الضارة ونفس الشيء بالنسبة للمواد ملونة تجرى دراسات للبحث عن مواد ملونة طبيعية للاستغناء عن المواد الملونة الصناعية التي تستخدم بكميات كبيرة فى صناعات اللحوم المختلفة

 

ونصح بتناول اللحوم الطازجة والابتعاد عن المصنعة لاحتوائها علي قيمة غذائية خاصة الحديد، الزنك وفيتامين ب12، كما بتناول اللحوم الخالية من طبقات الدهون وبكمية لا تزيد عن 70 جرام يوميا وتقليل تناول الأطفال للحوم المصنعة بمختلف أنواعها.

 

"من السهل جداً تغيير خلطة اللانشون وإعداده بمصانع بير السلم دون أدنى رقابة من الجهات المسئولة" هذا ما قاله الدكتور حسين قاعود رئيس قسم صحة الحيوان السابق بجامعة القاهرة، مؤكداً على إمكانية تعديل خلطة صناعة ذلك المنتج من خلال زيادة نسبة الدقيق والنشا مع تقليل نسب البروتين الحيواني وهو ما يحدث في كبرى الشركات ويحقق أرباح طائلة للمنتجين.

 

ويشير إلى ضرورة تعقيم المنتج في بخار الماء تحت درجة حرارة 100 درجة مئوية وهو ما لا يحدث في كثير من الأوقات وهو ما يجعل من السهل تصنيع منتجات اللحوم مثل اللانشون كما قد يستخدم في عمليات التصنيع لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

 

ويكشف الدكتور حسين عن استخدام مسحوق "النيتريت" في صناعة اللانشون والذي ثبت بشكل قاطع تسببه في الإصابة بالإمراض السرطانية مثل سرطان القولون نتيجة لاختزاله في الأمعاء، لافتاً إلى إمكانية انتقال الأمراض الحيوانية للإنسان نتيجة لإصابة اللحوم بها بجانب الإمراض التي قد يتسبب في نقلها الإنسان بسبب إصابته بها.

 

كما كشفت العديد من الدراسات عن احتواء اللانشون على نسب عالية من السعرات الحرارية والدهون مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية في الإصابة بأمراض السمنة بالإضافة إلى أملاح النترات التي تزيد فرص للإصابة بداء السكري كما يحتوى على نسبه عاليه من الكولسترول التي تؤدى إلى زيادة أمراض القلب.

 

واعتبرت الدكتورة شيماء عبد العليم الباحثة بمركز بحوث صحة الحيوان أن احتوائه على مادة "ا لنيتريت" والتي يتم تستخدم في إكساب اللانشون اللون الوردي في حالة هضمها مع بعض البروتينات الموجودة في الجسم مكونة ما يسمى بـ"النيتروزمين" مشدده على أن تلك المواد تصيب بالسرطان.

 

وتذهب إلى أن لمادة "النيتريت" قدره على دخول مجرى الدم وتغيير طبيعة هيموجلوبين الدم المسئولة عن نقل الأكسجين وهو مايتسبب في التعرض للإصابة بصعوبة التنفس والدوار.

 

وتقول أن تناول اللانشون يتسبب في عدد من الأمراض الأخرى مثل أمراض التسمم الغذائي التي يتسبب فيها نتيجة لوجود بكتيريا "الكوليفورم الاشيريشيا إكولاى" التي تتسبب في إسهال ومغص وقئ وصداع ووجود أيضا "الأفلاتوكسين" الناتج عن فطر الاسبيجيلاس والذي يسبب أمراض "سرطانية".

 

ووفقا للدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فإن 75 % من الأمراض الجديدة التي أصابت البشر في العشر السنوات الأخيرة ثبت أن مسبباتها المرضية تنتقل من الحيوان أو من منتجاته وأن 80 % على الأقل من مسببات الأمراض الحيوانية تعتبر عناصر "إرهاب بيولوجي".