”ماكرون” و”لوبان” يتبادلان الاتهامات في مناظرة قبل انتخابات الرئاسة
أجرى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مع منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، مناظرة تليفزيونية كشفت خلافاتهما، ويرى مراقبون أنها ستحسم اسم الفائز بالسباق نحو قصر الإليزيه، حيث يستعدان لمواجهة في جولة الإعادة الرئاسية يوم الأحد المقبل.
اقرأ أيضاً
- مصر تدين التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مدرسة ومركزًا تعليميًا بالعاصمة كابول بأفغانستان
- دينا الشربيني: ”لا أفكر في ارتداء الحجاب والموضوع بين الشخص وربنا”
- روسيا تعلن طرد 18 موظفا ببعثة الاتحاد الأوروبى من أراضيها
- وزيرة التضامن تدشن المشروع البحثي حول ”تكلفة الإرهاب في مصر” بالتعاون مع المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
- وزير البترول والثروة المعدنية يجرى مباحثات مع سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة
- صافرات الإنذار تدوي في كييف والسلطات تطالب السكان بالتوجه للملاجئ
- الخارجية تدين أعمال العنف والإرهاب التى تستهدف المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين
- الكاظمى يطالب بسرعة تشكيل حكومة جديدة فى العراق
- التشيك: الاتحاد الأوروبى غير مستعد لحظر كامل على روسيا بمجال الطاقة
- بايدن: لم أهدد الرئيس الصيني وأبلغته أن مستقبل بلاده مع الغرب وليس روسيا
- الاتحاد الأوروبى يحجب موقعى أخبار ”روسيا اليوم” و”سبوتنيك”
- صحيفة أمريكية: عدم رفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب ينسف المفاوضات مع إيران
وحاول ماكرون ولوبان خلال أكثر من ساعتين و45 دقيقة بذل كل ما في وسعهما لمحاولة إقناع الناخبين المترددين والممتنعين عن التصويت في الجولة الأولى، ولاسيما ناخبى اليسار الذين ينتظر أن يؤدوا دورًا حاسمًا في الاقتراع. وبعد مصافحة سريعة، أخذ المرشحان مقعديهما في استوديو تليفزيونى «تى إف 1» و«فرانس 2» وانطلقا في استعراض آرائهما المتخالفة في مجمل الموضوعات التي نُوقشت خلال الأمسية.
بدورها، حاولت لوبان طوال النقاش إظهار قربها من الفرنسيين، قائلة إنها «تحاول وضع نفسها في مكان الناس»، في انتقاد لخصمها ماكرون الذي لُقب بـ«رئيس الأثرياء» الذي أطلقه عليه معارضوه.
واستعرض ماكرون حصيلة ولايته، وأشار إلى عدة أرقام اعتبر أنها تجعل برنامج لوبان «غير منطقى». وقالت لوبان: «سمعتك أنت وحكومتك تفخرون بأنكم عززتم القوة الشرائية للفرنسيين، ورأيت فقط فرنسيين يقولون لى إنهم لم يعودوا قادرين على التحمل»، معتبرة أن «الحصيلة الاقتصادية سيئة للغاية»، و«الحصيلة الاجتماعية أشد سوءًا».
واتهم ماكرون منافسته بأنها «تعيش فقط على الخوف والاستياء»، واتهمها أيضًا بالرغبة في الدفع إلى حرب أهلية باعتزامها حظر الحجاب الإسلامى في الأماكن العامة. ورأت لوبان أن الموضوع الأهم هو «الإرهاب الإسلاموى»، داعية إلى المصادقة على قانون ضد الأيديولوجيا الإسلاموية، كما طالبت بمنع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة. ليرد ماكرون بالقول إن منع الحجاب في الشارع سيتسبب في حرب أهلية، مؤكدًا أن فرنسا بلد الأنوار ستكون بهذا القرار أول بلد في العالم يمنع الرموز الدينية في الشارع.
وفيما يتعلق بالأزمة الروسية- الأوكرانية توجه ماكرون إلى لوبان قائلًا: «كنتِ على ما أعتقد من أوائل السياسيين الأوروبيين الذين اعترفوا بنتيجة ضم شبه جزيرة القرم في وقت مبكر من عام 2014»، في إشارة إلى ضم روسيا شبه الجزيرة الأوكرانية الذي لم يعترف به المجتمع الدولى. وأضاف: «لماذا فعلتِ ذلك؟ لأنك تعتمدين على السلطة الروسية، وتعتمدين على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين»، مشيرًا إلى حصول حزبها «التجمع الوطنى» على قرض بقيمة 9 ملايين يورو عام 2017 من بنك روسى.
في المقابل، ردت لوبان: «أنا امرأة حرة تمامًا»، وعللت الحصول على القرض برفض البنوك الفرنسية إقراض حزبها حينذاك. وأضافت: «أدعم أوكرانيا حرّة لا تتبع الولايات المتّحدة ولا الاتحاد الأوروبى ولا روسيا، هذا هو موقفى».
واستمرت حدّة النقاش عند تناول الاتحاد الأوروبى، ونفت لوبان الاتهامات بأنها لاتزال ترغب في إخراج فرنسا من التكتل. وقالت: «أريد تطوير هذه المنظمة الأوروبية، لكن يا ماكرون لم أعتقد أنك ستتبنى نظرية المؤامرة؟». وأجاب ماكرون: «أنت غير واضحة، مشروعك عندما نفككه لبنة لبنة نجد أنه مشروع لا يذكر الأشياء بأسمائها لكنه يتمثل في الخروج من أوروبا»، معتبرًا أن ذلك يجعل انتخابات الأحد «استفتاء مع أو ضد أوروبا».
ووعد ماكرون بمواصلة تحسين المعاشات ووضع حد أدنى لها لا يقل عن 1100 يورو، مضيفًا: «لا أريد الزيادة في الضرائب ولا أريد زيادة ديوننا، والحل الوحيد هو العمل لوقت أطول»، من جهتها، اقترحت لوبان زيادة تدريجية في سن التقاعد لتصل إلى سن 62 عامًا، معتبرة أن التقاعد في سن 65 عامًا يعد «ظلمًا لا يُطاق».
وقالت لوبان إنها تريد تخفيض ضريبة القيمة المضافة على الطاقة من 20 إلى 5%. كما وعدت بإعفاء من يقل سنهم عن 30 عامًا من الضرائب، فيما يعتبر ماكرون أن «أفضل طريقة لتحسين القدرة الشرائية هي مكافحة البطالة»، مذكرًا بأن معدلات البطالة تراجعت إلى 7.4%.
واتهمت لوبان ماكرون بعدم الانسجام في تعامله مع ملف الطاقة، إذ بدأ ولايته بالرغبة في إغلاق المفاعلات النووية والآن يريد بناء مفاعلات جديدة، واقترحت لوبان إجراء استفتاء حول هذا الملف مع إقرار «طرد المجرمين والمنحرفين الأجانب والتخلى عن حق الأرض، ووضع حد لتسوية أوضاع المهاجرين غير الشرعيين وإصلاح نظام شينجن».
من جهته، قال ماكرون إنه يجب مواصلة حماية الناس الهاربين من بلادهم بسبب خطر على حياتهم، مؤكدًا حاجة فرنسا للهجرة الاقتصادية النظامية. وبخصوص الهجرة غير الشرعية يريد ماكرون إصلاح نظام «شينجن» لأن فرنسا «ليست نقطة وصول لشبكات تستغل آلام الناس».
وتخيم حالة من عدم اليقين بشأن موقف قسم من الناخبين اليساريين الفرنسيين، ولاسيما الذين صوتوا لمرشح اليسار الراديكالى جان لوك ميلنشون، الذي جاء في المركز الثالث في الجولة الأولى، والذين مازالوا متشككين أو يميلون إلى الامتناع عن التصويت.
وكشف استطلاع للرأى أن 59% من المشاهدين رأوا أن ماكرون أكثر إقناعًا من لوبان. وتُظهر تقديرات التصويت في الانتخابات أن ماكرون سيفوز بنحو 55.5% من الأصوات.