مصر وقطر و صائدى الماء العكر
د . طارق ناصر
أتعجب جدا من الذين يتغامزون بسوء العلاقات المصرية القطرية و بأن الإعلام المصري كان يصور قطر بأنها الشيطان الأعظم.
و كيف أصبحت قطر دولة صديقة او علي الأقل دولة ذات علاقات سياسة و اقتصادية طبيعية مع مصر.
و لهؤلاء أقول علاقات الأفراد مغايرة لعلاقات الدول.
علاقات الأفراد تتسم بمزيج من العواطف و العقل. قد تتغلب لغة العواطف فى بعض او كثير من الأحيان حسب السمات الشخصية و قد يكون العقل هو سيد الموقف.
العلاقات الإنسانية زائلة لأنها مرتبطة بحياة الإنسان الفانية بطبيعة الحال. اما الدول طويلة العمر و باقية إلا أن يحدث أمور جسيمة تعصف بها. و لذلك لا يمكن ابدا قياس العلاقات الشخصية العاطفية بعلاقات الدول.
الدول يجب - و اكرر يجب- الا يكون فيها اى نسبة عواطف علي الإطلاق. بل يجب أن تكون لغة العقل هي اللغة الوحيدة التي تحكم الأمور و لغة العقل هي لغة المصالح و متغيرة حسب كل مرحلة من الحياة. فالثبات و الجمود ليسوا من لغات الحياة.
و لعل الحرب العالمية الثانية هي أكبر درس فى ذلك ( القتلي ما بين 40 إلى 80 مليون حسب التقديرات - فلنقل 60 مليون) و لكن كل الأطراف بعد الحرب لم يكن لها خيار سوى الجلوس علي طاولة المفاوضات و التصالح ووضع الأسس لأجيال قادمة تريد الحياة لا الموت.
و الجميع شاؤا أم آبوا كان لابد من تجاوز كل هؤلاء القتلي من أجل حياة اراد الله لها الإستمرار و التدفق و الا كان الحل الآخر توريث الموت و الكراهية للجميع و إلي الأبد.