واشنطن بوست: سريلانكا في حالة سقوط حر بعد مرور الموعد النهائي لاستقالة راجاباكسا
أ ش أاعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الخميس أن الاشتباكات التي وقعت في وقت متأخر من ليلة أمس بالقرب من البرلمان السريلانكي بين المتظاهرين وقوات الأمن في أعقاب هروب الرئيس جوتابايا راجاباكسا من البلاد هددت بدفع الدولة الواقعة بجنوب آسيا إلى حافة الهاوية السياسية، ما قد يؤدي إلى مزيد من التأخير في صرف حزمة إنقاذ صندوق النقد الدولي التي تشتد الحاجة إليها.
وأفادت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن) انه بعد ساعات من رفع حظر التجوال الوطني في ساعة مبكرة من صباح اليوم، ساد هدوء غير مستقر في شوارع العاصمة كولومبو حيث أغلق الجيش الطريق المؤدية إلى البرلمان، وهو أحد المعالم السياسية القليلة التي لم يتمكن المحتجون من السيطرة عليها.
وقالت:" أما راجاباكسا، الذي تعهد بتقديم استقالته يوم أمس الأربعاء لكنه ترك الموعد النهائي ينقضي دون الوفاء بوعده، فقد طار إلى جزر المالديف هربًا من الغضب العام بشأن تردي حالة الاقتصاد، فضلا عن أن قرار تعيين رئيس الوزراء رانيل ويكرمسنجي كرئيس بالإنابة أثار غضب المتظاهرين الذين اقتحموا مكتبه بعد مواجهة مع قوات الأمن. وفي وقت لاحق، اشتبك المتظاهرون والأمن بالقرب من البرلمان، ودعا قادة المعارضة ويكرمسنجي إلى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء".
وأضافت الصحيفة:" أن رحيل راجاباكسا دون استقالته أدى إلى تصعيد الفوضى في الشوارع ووسط الطبقة السياسية. ورغم سعادة الكثيرين بأن مطلبهم القديم بتخليص البلاد من وجود راجاباكسا قد تم تلبيته، إلا أن فقدان ثقة الجمهور بالقادة السياسيين للبلاد ترك المسئولين في حالة اهتزاز!. ومن جانبه، طلب كبير قادة الجيش السريلانكي، وهو الجنرال شافيندرا سيلفا، من المواطنين - خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الأمس- الحفاظ على النظام والأمن العام، وكان يحيط به قادة الجيش والبحرية والقوات الجوية" ، وقال:" اننا ندعو كل الناس والشباب إلى السلم خلال هذه الفترة الحرجة حتى يتم تعيين رئيس جديد".
وبدورها، دعت السفيرة الأمريكي لدى سريلانكا جولي تشونج إلى التحلي بالهدوء والالتزام بالانتقال السلمي للسلطة. وقالت في تغريدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: " إننا نحث جميع الأطراف على الاقتراب من هذا المنعطف التاريخي للبلاد مع الالتزام في الوقت نفسه بتحسين أوضاع الأمة والعمل بسرعة على تنفيذ الحلول التي من شأنها تحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي على المدى الطويل".
وأبرزت الصحيفة:" أن مستقبل راجاباكسا غير معروف بينما يبحث عن خروج من جزر المالديف، على الأرجح إلى سنغافورة، وفقًا لوزير سابق في حكومة راجاباكسا، تحدث إلى "واشنطن بوست" بشرط عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الأمر. وفي الوقت نفسه، يقول خبراء إن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهو أمر ضروري لتحقيق انتعاشه اقتصادية لأمه أضحت تفتقد لمعظم أساسيات الحياة وعلى رأس ذلك الوقود، لا يمكن إضفاء الطابع الرسمي عليه إلا عندما تكون هناك قيادة سياسية مستقرة".
جدير بالذكر أن الأزمة الاقتصادية في سريلانكا تركت البلاد غير قادرة على سداد ديونها الخارجية، مع القليل من المال لاستيراد الوقود والغذاء الذي تشتد الحاجة إليه. وأصبح هناك نقص خطير في الوقود تضاعفت معه أسعار المواد الأساسية مثل الأرز مقارنة بالعام الماضي.