أشرف رشيدي يواصل بالتفاصيل : مقومات تطوير و إنجاح المدارس القومية .... ” قاطرة التعليم في مصر” .

تناولنا في المقال السابق بعض عناصر التطوير في المعاهد القومية والتي تعد احد أركان التعليم التي لو تم الاهتمام بها والعاملين فيها لأصبحت احد مصادر تطوير التعليم في مصرنا الحبيبة ومن الممكن ان تكون المعاهد القومية رافدا اساسيا للتطوير والتحديث بل وتكون معملا اساسي لإنتاج تجارب تعمم بعد التأكد من نجاحها، ويجب لإنجاح منظومة المعاهد القومية
· ان يكون الاهتمام متساوي بجميع عناصر المنظومة التعليمية "طالب .مدرس .إداري .عامل " يسير جنبا الي جنب من حيث تطوير النظام الإداري الذي يجب أن يكون مصدرا لتوليد الطاقة والطموح الوظيفي لدي العاملين بها فمن غير المعقول ان يعين الشاب مدرساً بالمعاهد ويخرج علي المعاش بعد ثلاثين او أربعين عاما ، دون الحصول علي ترقي او تدرج وظيفي تلقائي وفق قواعد معمول بها ومعلنة للكل مثل نظرائهم في المدارس الحكومية الا من رحم ربي من العاملين بالمعاهد،
· وعلي سبيل المثال لا الحصر اتسأل هنا ؛ هل يوجد للعاملين بالمعاهد بطاقات وصف او توصيف وظيفي تحدد واجبات ومهام كل وظيفة من الوظائف الموجودة بالمدارس بدءً من العامل والمدرس والمدير والاداري وعلي أساسها يتم المحاسبة سواء بالثواب او العقاب ان كان الجواب لا فيجب ان نبدأ فورآ بعمل بطاقات الوصف الوظيفي،
· كما يجب الاهتمام بالطالب من جميع النواحي النفسية والبدنية والعلمية والاهتمام بالأفكار الجديدة التي تأتي من خارج الصندوق وتتماشي مع القواعد والقوانين ولكن بطرق مبتكرة تختصر الوقت والجهد وتحقق نتائج سريعة دون التقيد بالروتين
· فمثلا. لنطرح سؤال ونحاول من خلال الإجابة علية وضع بعض الحلول والأفكار الجديدة والمبتكرة، الا وهو لماذا يهجر الطالب المدرسة ويذهب للسناتر حتي ولو كانت تحت بير السلم، علي الرغم من انها تمثل عبء علية وعلي الاسرة وميزانيتها المالية ومع ذلك يضحي الاب او الام من أجل ذالك..... والإجابة هي استخدام العاملين في هذه السناتر اولا اسلوب التسويق والابهار والاعلان مثل ..وحش الكمياء وعفريت الفيزياء وجهبذ اللغة العربية وفيلسوف الفلسفة ...الخ ..الخ من الألفاظ الرنانة التي تجذب الطالب وولي الأمر الي هذه الأماكن ويضحي بالغالي والنفيس من أجل توفير مكان فيه حين ان المدرسة بها مدرسين علي علم بالمناهج وطرق التدريس بل ويكون مدرس الفصل افضل علمياً من الموجود بالسنتر وتتم متابعته والرقابة علية من الجهات الرسمية ولكن الممنوع مرغوب فيه كما يقول المثل
· ثاني هذه الوسائل ان القائمين علي هذه السناتر يشعرون الطالب وولي الأمر بصعوبة الحصول علي مكان عندهم من خلال مقولة "انتهي الحجز" "اكتملت المجموعة" " اكتمل العدد " ...هذا بالإضافة الي السكرتارية التي تكون في استقبال الطالب والاتصال الوقتي بولي الأمر وإشعاره باهتمام المكان والسنتر بأبنة... وتقديم الكتب والمذكرات بطريقة مختصرة وملونة ... وسحب واستنزاف الأموال من الطالب وولي الأمر دون أن يشعر وبطرق واشكال مختلفة، علي الرغم من ان الامتحان يأتي من الكتاب المدرسي بل وتعدي الأمر الي قيام المسؤولين عن الامتحانات بتحديد الصفحة التي وضع منها السؤال.
· اذن ما هو الحل ....لمواجهه هذا الغول المتطور والمتماشي مع أساليب العصر الحديث وكيف السبيل الي إيقاف انتشاره وتوحشه اكثر علي التعليم والمجتمع
· الحل نأتي بالسنتر الي المدرسة نعم هذا ما اقصده ان نواجه المشكلة، وكيف يتأتى ذالك الحل في مدارس المعاهد القومية
· فمثلا تخصيص أفراد من العاملين بالإشراف بابلاغ ولي الأمر فورا بأي جديد يحدث مع ابنة داخل المدرسة و دور السكرتارية في السنتر
· استخدام المسارح والقاعات لعمل مراجعات عامة أسبوعيا او شهريا وشاملة بواسطة المدرسين الأوائل للمواد بواسطة جداول موضوعة للصفوف المختلفة بالمدرسة
· عمل مراجعة للمادة قبل الامتحان بساعة علي الاقل صباحا يقوم بها المدرس الأول للمادة مع استخدام وسائل مساعدة مثل طبع أوراق مختصرة توزع علي الطلاب واستخدام السبورة الذكية ...الخ وهذا مطبق في كلية فيكتوريا الإسكندرية منذ عشر سنوات في القسم الإعدادي ويلاقي نجاح وقبول منقطع النظير،
· حصر الطلاب المتميزين علميا والمتفوقين في كل مادة منذ بداية العام وتكوين مجموعات منهم تحت مسمي الطلاب الواعدين علميا وتدريبهم علي الأسئلة ذات الصعوبة العالية او التي تأتي في امتحانات السنوات السابقة من خلال بنك الأسئلة والمعلومات الوزاري وهذا يؤدي الي وجود طلبة قادرين علي حل الأسئلة ذات المستوي العالي لأنهم سبق وتدربوا عليها وهذا مطبق أيضا في كلية فيكتوريا الإسكندرية وناجح جدا خاصة مع طلاب المرحلة الاعدادية
· وبالتوازي مع هذا البرنامج يتم إنشاء برنامج لرعاية الطلاب المتعثرين عن طريق حصرهم بواسطة المدرسين والكنترول بالمدرسة ويشرف عليها المدرسين الأوائل وتكون معيار لتقييم المدرس العامل بالبرنامج يقاس بمدي تطور وتقدم هؤلاء الطلاب وسوف يفاجئ العاملين بهذا البرنامج ومنهم الاخصائي الاجتماعي والنفسي ان الطلاب المتعثرين جاء تعثرهم اما نتيجة أمور نفسية اومعنوية تتعلق بطريقة معاملة من الاسرة او المدرسة او طريقة التدريس داخل الفصل المدرسي او ما هو متعلق بشخصية واسلوب المدرس ولا يجب ان نغفل ان التدريس يجب أن يكون جماعي ....فردي داخل الفصل الواحد وفي نفس الوقت بمعني ...مراعاة قدرات وإمكانيات كل طالب علي حدي وطريقة فهمة للمواضيع الدراسية والشرح فمن الطلاب علي سبيل المثال من يفهم عن طريق الشرح الفردي ومنهم من تصل آلية المعلومة عن طريق العوامل . والمؤثرات الخاصة المصاحبة لعملية الشرح من المدرس مثل خفض صوته او رفعه حسب الموقف المشروح بمعنى أدق كيف يستحوذ المدرس الشاطر الماهر على الطالب اثناء الشرح او عن طريق تطبيق الأساليب الحديثة مثل اسلوب تحديد مجموعات الطلاب وتصنيفهم طبقا لطريقة الذكاءات السبعة...او طريقه الفصل المقلوب او طريقة ...التعليم التفاعلي بين الطالب. وزميلة والطالب والمدرس ...وطريقه تكوين المجموعات المتجانسة داخل الحصة والفصل
· اهميه تقديم حوافز مادية ومعنويا للطلاب المشتركين في البرنامج وخاصة المتعثرين للتحفيز وإثارة الدوافع نحو التعلم وبذل الجهد وان يعزز التقدم الحادث في مستوى الطالب مهما كان ضئيلا
· إبراز النواحي الأخرى من النشاط المدرسي الرياضي مثلا ودمجة مع العلوم مثل تقسيم الطلاب داخل الفصل والمدرسة لمجموعات متجانسة في الأفكار والاهتمامات مثل مجموعه العلوم والرياضيات محبي ممارسة كرة القدم ويكون الشرط الأساسي للالتحاق بها تفوق الطالب دراسيا في العلوم والرياضيات ...وهكذا مجموعه العربي والتاريخ محبي كرة السلة...الخ ...الخ
· وضع أفضلية للطلاب أعضاء المنتخبات الرياضية في الشرح وتنسيق الوقت لهم واستخدامهم كنماذج حية ومعلنة للجميع لتحفيز الطلاب الآخرين علي الاندماج بالنشاط الرياضي،
· وأهم نقطة من وجهه نظري هي تعظيم دور مدرسي الحاسب الآلي والمادة ككل فكيف يتأتى لمجتمع يريد تطبيق التكنولوجيا في التعليم ان تكون مادة الحاسب الآلي مادة مهمشة وخارج المجموع يذاكرها الطلاب قبل الامتحان بيوم او يومين علي الأكثر بل ويجب أن يتعدى الأمر الي انه يجب أن تكون مادة اساسية داخل المجموع في كل السنوات الدراسية وتخصيص جزء من أعمال السنه للطلاب المتميزين في البرمجة مثلآ او نحو ذالك،
· واخيرا وليس اخراً ماذا يمنع أن يكون هناك رعاة داخل المدارس من المصانع او الشركات الموجودة في المجتمع المحلي المحيط بكل مدرسة او الأندية الرياضية في المحافظات التي يكون فيها مدارس المعاهد القومية وان تكون المشاركه المجتمعية من الهيئات والشركات والأندية مشاركه فعالة ومفيدة بدلا من إهدار الملايين بل والمليارات علي الاعلانات التي لا فائدة منها بل يجب أن تضخ هذه الأموال في المدارس مقابل اعلانات علي الباصات الخاصة بالمدارس او تيشيرتات الطلاب الرياضية من خلال علامات اواشارات اعلانيه توضع علي الزي المدرسي لتنمية الموارد المادية وافادة الطلاب والمجتمع إفادة حقيقية علي ارض الواقع
· قيام مدرسي التربية الرياضية بدور الكشافين الرياضيين للأندية داخل المدارس القومية والتي تعد منجم للمواهب وفق بروتوكولات تعقدها المعاهد مع الأندية الرياضية وتقديم حوافز مادية لمكتشفي المواهب من المدرسين
· تفعيل دور مجموعات وجماعه الخط العربي و مدرسية اندثرت من مدارسنا القومية مثل جماعه المسرح وكم أخرجت لنا من نجوم تعدو حدود العالمية، وجماعه الخطابة وجماعه الشعر وتخصيص جزء من أعمال السنة للطلاب المتميزين في هذه المجموعات وإقامة المسابقات المختلفة لهذه الأنشطة والاحتفاء بها، لتنمية سلوك أولادنا والارتقاء بهم والمجتمع ككل، وليعلم الجميع أن دور هذه الانشطة عظيم كما أن لها اثر مباشر وغير مباشر علي الطلاب والمجتمع كما أنها تعد من وسائل التثقيف غير المباشر للمجتمع ككل .
· واخيرا فإن معين افكار التطوير لا ينضب من منجم المعاهد القومية للتحقيق الغرض الذي من أجل اطلق عليها اسم المعاهد القومية، وانه اسم لو تعلمون عظيم، ومادام هناك عاملين بها يعرفون قيمته وقيمتهم ...وحفظ الله مصر وتلاميذها ومدرسيها ورئيسها المحبوب عبد الفتاح السيسي. والي اللقاء في مقال اخر أن شاء الله أن كان في العمر بقية.
· كاتب المقال اشرف الرشيدي
· القائم بعمل المدير العام السابق لكلية فيكتوريا الإسكندرية
· الخبير التربوي
· وكيل القسم الإعدادي بكلية فيكتوريا الإسكندرية
· عضو لجنة التعليم بالاتحاد العام لشباب عمال مصر