كوني امرأة شرقية تعيسة !
- ضحى جبر
هنا سوف تتطرق معلوماتي ونظريتي المتواضعة فيما يخص المرأة الشرقية، وليس حديثي عن المرأة في إيطاليا فحسب فمعلوماتي عنهن كانت من تلك القراءات الكثيرة في شتى المجالات لديهن، فكل منهن لهن حياة وتقاليد عادات تربين عليهن منذ الصغر، ليس التحرر يقتصر فقط على النساء الاوروبيات، ولكن أيضًا نحن نتمتع بالتحرر الجزئي في مجتمعنا، نعيش حياة ربما تكون غير آدمية بمنتهي الصراحة ليست آدمية، ولكن تعودنا أن نبالغ في الكثير من هذه الأمور، نبالغ لدرجة أننا نسينا واجباتنا الحقيقية تجاه أنفسنا ومشاعرنا، ونتنازل عن الحقوق التي ليست من حقوقنا، ونؤمن بالتحرر.
لذلك نحن نساء بائسات بالفعل، نعلم هذا وننكر رغم أنها حقيقة؛ حقيقة مؤلمة تصاب بها كل امرأة شرقية مازالت تعاني من الذكورية المتعفنة وتلاشيها من موضع ومناصب مهمة رغم أنها تستحق بجدارة، وعند اختيارها فسيكون من أجل المظاهر المجتمعية فقط ليس عن جدارتها في العمل وذكاؤها في إتقانه، ولكن من أجل المظهر الخارجي، وكل ما عليها أنها تصدق ما يقوله الجميع من حوالها أنها تعيش في عصر الحريات.
ومازالوا يكتبون لافتات على المحلات يريدون فتاة حسنة المظهر، منتهى العبث... عندما تحدثت مع إحدى الصديقات الفرنسيات، وتبادلنا الحديث معًا عن حرية المرأة سواء في مجتمعها أو في مجتمعي، وأننا كنساء شرقيات لن ينصلح حالنا إلا بمراحل كثيرة لابد أن نعتبرها شروطًا من أجل البقاء، ولابد أن نلتزم بها نستعبد، نستسلم، نقبل أشياء ليس لنا فيها رغبة، أشياء كثيرة ترفضها أنفسنا، ويجبرنا عليها المجتمع، لكي يقولون في النهاية خضعن إجبارًا هكذا تلك نساء بائسات، إننا نتعامل مع الحرية بشكل خاطيء لدرجة أننا نجحنا في أن نقلد تقليد أعمى، وكل ما نعرفه عن الغرب هو التحرر المظهري، ولكن نسينا أن التحرر الفكري هو الطريق الآمن، والذي لا نعلم عنه شيء، الحرية هنا تختلف على حسب أنماط وسلوك الفرد.
لذا مازلنا نندب ونولول ونصرخ ونرجع للخلف ،عندما نريد أن نتحرر نبالغ بشكل فج، نبالغ في أشياء لو كانت بسيطة كانت ستكون بشكل أفضل، نسينا أن نتعلم منهن كيف تكونين امرأة ناجحة مكافحة، سعيدة، جميلة، راقية، امرأة ليدي في حديثها مع الآخريين، نسينا كل هذا وأصبحنا أسوأ نساء العالم في مفاهيم قد استعملناها خطأ، قد وجدناها وحولناها بشكل لا يليق بمجتمع شرقي شبه متدين، أخذنا منهن أشياء لا تصلح أن تكون في مجتمعنا، وفعلناها بشكل أسوأ مما كانت عليه، وتركنا الأشياء الكثيرة التي لو تعلمناها منهن سوف نصبح نساء ناجحات، سوف ينظر العالم بنظرة فخر،ورغم أن صديقتي تعيش في مجتمعًا راقيًا يعلم حقوقها جيدًا ويحترمها طالما أنها تحترم القانون.
اقرأ أيضاً
إلا أنها تعاني من شيء تافه وهو الأمان المبالغ فيه، المعيشة السوية، وتتمتع بحريتها كاملة، عندها أيقنت أنني على صواب لأنني أرى نفسي مثلهن وأتظاهر أنني أعيش مثلهن في مجتمعي ونتمتع بنسويتنا السيئة، فبذلت كل جهدي في البحث عن ذاتي، فلم أجد سوى حطام الذات الذي مازلت أُكافح من أجله وبلا جدوى، فأنا هنا من أجل ان أتزوج وأُنجب وأُسْتعبد وأنال من الذكورية نصيبًا كبيرًا في شخصيتي المكونة من شخصيته، شخصيتي التي نصفها مشوه والنصف الآخر تحت ستار الأنثى، حتى أتحول في النهاية إلى سيئة.
سيئة لدرجة أنني أجهل أشياء كثيرة في حقوقي كوني امرأة لابد أن أعرفها، وسوف أكون مجرد وسيلة لرغبة الجنس الآخر للوصول إلى رغبة خاصةً كَونها المجتمع في أذهاننا، لذلك قررت أن أتمتع داخل هذا المجتمع الشرقي بكوني مساهمة في بناء نسوية سيئة.
- روائية وشاعرة