القمة العربية بالجزائر.. والأمن القومي العربي
د. تامر خفاجي
تابعت باهتمام بالغ القمة العربية والتي عقدت في الجزائر تلك البلاد العزيزة علي قلبي ،بلد المليون ونصف شهيد ،بلد هواري بومدين وكنت في غاية السعادة عندما رأيت الحكام العرب يجلسون ويتبادلون أطراف الحديث في جو من الود والمحبة ولكن ؟
بعد الإنتهاء من فعاليات القمة العربية بالجزائر والتى تعد فرصة تاريخية، لأنها تأتى في وقت تحدث فيه تحولات وظروف دولية لها تأثير بالغ الأهمية والخطورة على عالمنا العربى، مما يلزمنا الإسراع في حدوث توافق وتنسيق ومد الجسور لتوحيد المواقف حول الملفات الخلافية ومصير الأمة العربية و الإسلامية.
وما أعجبني بحق في هذا المؤتمر أنه يرسم خريطة طريق جديدة نحو مستقبل أفضل، خاصة بعد ما رأينا خلال كلمات الوفود المشاركة من توافق حول عدة قضايا مهمة، منها وضع حد للقضية الفلسطينية و السعى لإنهاء المصالحة الفلسطينية، وكذلك الإتفاق حول ضرورة تطوير منظومة العمل العربى المشترك، ورفض التدخلات الإقليمية إضافة إلى تأكيد الجميع على أن منظومة الأمن القومى العربى يجب أن تتسع لتشمل الأمن الغذائي و المائى وكذلك مكافحة الإرهاب، مع ضرورة التأكيد على حقوق الدول العربية بإيجاد حلول دبلوماسية للبحث عن حلول عربية عربية لحل الأزمات والصراعات في سوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق ولبنان ومناطق الصراع الأخرى لذلك، يجب أن لا نضيع هذه الفرصة، فقد رأينا العالم الآن يعانى أشد المعاناة وينكشف أمنيا واقتصاديا، وأن لن نعول على الطرف الخارجي في حل مشاكلنا أو نسمح له بتوظيف قدراتنا وأزماتنا لخدمة مصالحه.
والحل في اعتقادي أن تتوحد الإرادة العربية نحو التفكير في استثمار الطاقة البشرية العربية و المقدرات التي نملكها بعيدا عن الخلافات السياسية، وأن نبدأ على الأقل بفتح نافذة أمل فى المجال الاقتصادى بالسعي نحو وجود تكامل اقتصادى لمواجهة تهديد الأمن الغذائي وتأسيس تكتل حقيقى يتم استثماره اقتصاديا وسياسيا وأمنيا في التعامل مع مواقفنا و قضايانا وهذا لا يتأتى إلا بالاهتمام بما يجمعنا ونترك الخلافات جانبا، وبإصلاح نظام الجامعة العربية من خلال خلال إيجاد وتفعيل آليات معاينة ومراقبة لمد الجسور والتواصل وكذلك لمعاقبة من يتخلف عن الطريق المرسوم.
وأعتقد أننا في لحظه تاريخية هامة من تاريخ أمتنا كذلك أري إرادة سياسية عربية لدي الحكام العرب الاتحاد ونبذ الخلافات لتحقيق أمن عربي موحد امنا سياسيا واقتصاديا وماليا و مائي و غذائي.
وللحديث بقية مادام في العمر بقية ....وغدا أفضل باذن الله .