هل تقترب الحضارة الامريكية من الشيخوخة او الوفاة؟
د . طارق ناصر
عهدنا منذ زمن بعيد ان الناخب الأمريكي كان دائما مهتم بثلاث أمور أساسية فى اختيار مرشحية سواء من الرئاسة او الكونجرس.
تلك الأمور كانت فى مقام واحد تقريبا من الأهمية بالنسبة للمواطن الأمريكي ألا و هي الضرائب ( التى تنعكس علي دخلة بشكل مباشر) ، التعليم ، و الصحة.
و لكن بعد الانتخابات الجدالية التي ستدخل التاريخ حتما بين ترامب و بايدن عام 2020 يبدو ان هناك خلل كبير بدأ يعتري الامبراطورية الأمريكية.
فبعدها و خلال تلك الانتخابات حدثت أحداث غير مسبوقة فى التاريخ الأمريكي قاطبة.
فتم منع الرئيس ترامب من التغريد علي منصة تويتر و هو بالتأكيد أمر جلل. أن تمنع الرئيس الحالي من حرية ابداء الرأى فى بلاد الحريات.
ثم جاءت خطوة الاعتداء علي الكونجرس الأمريكي فى السادس من يناير عام 2021، يوم اعلان الكونجرس الأمريكي فوز بايدن كرئيس لأمريكا.
أحداث عجيبة و غير مسبوقة علي أحد قلاع الديموقراطية العالمية.
ثم جاءت الانتخابات النصفية الحالية للكونجرس الأمريكي( بمجلسية) و اكتملت حلقة العجائب التي يبدو أنها لن تختفي الا بانتهاء الإمبراطورية الأمريكية نفسها.
أختفت النزعة التقليدية للناخب الأمريكي فى اهتماماتة الثابتة منذ عشرات السنين. الضرائب ، التعليم ، و الصحة.
و أصبح أحد أقوى الاهتمامات للناخب الأمريكي و الناخبة الأمريكية بشكل أساسي حق الإجهاض و حق المثليين.
هل حق الإجهاض لة هذة الأهمية القصوى فى عقول الناخبين و الناخبات؟ هل هذة دولة منغلقة تمنع الجنس خارج منظومة الزواج مثلا سواء علي مستوى الثقافة المجتمعية او علي مستوى الدولة نفسها؟
هل و هل و هل؟
فما هي تلك الأهمية القصوى لموضوع الإجهاض - طبعا لم اتكلم علي الناحية الدينية و الأخلاقية فى الموضوع ؟
هل أصبح الإجهاض موضوع الساعة فى الإمبراطورية الأمريكية و الذى من شانة إنجاح مرشح علي حساب اخر لمجرد تأييدة للاجهاض؟
الموضوع جد خطير و يحتاج إلي تأمل. ناهيك عن الحملة المسعورة التي يتبناها الحزب الديموقراطي لمناصرة المثليين و اعطائهم حماية و حقوق اجتماعية غير مسبوقة.
يقينا الانهيار الأخلاقي أحد أقوى أسباب انهيار الحضارات. و التاريخ البشري أخبرنا بذلك مرارا و تكرارا.
و لذلك يبدو او يلوح فى الأفق انهيار محتمل للامبراطورية الأمريكية بعد زمن غير بعيد اذا استمرت فى طريق الانحلال الأخلاقي علي مختلف الجبهات ما لم يعودوا إلي رشدهم و ان غدا لناظرة لقريب.