ملوثي البيئةالحقيقيين وأكذوبة المناخ
د . طارق ناصر
مؤتمرات المناخ العالمية التي أقنعت بها الولايات المتحدة الأمريكية العالم بحتمية إقامتها سنويا و الضرورة القصوى من أجل التحرك الان لا غدا ماذا ورائها؟
ان المتأمل لخريطة التلوث العالمية يجد ان هناك السبع الدول الصناعية الكبري و هم: أمريكا و كندا و اليابان و الدول الأربعة الأوروبية ألمانيا و فرنسا و انجلترا و ايطاليا و شقيقتهم الاسيوية الكبري الصين و تأتي الهند من بعدهم.
اذا الملوثيين العالميين المتسببين بنسبة 85% او أكثر من التلوث العالمي هم تلك الدول التسعة و هم المسؤليين عن الكارثة المحدقة بالكوكب ( اذا كان هناك كارثة) فماذا تريدون من بقية العالم؟
الكرة فى ملعب هؤلاء الدول التسع او الملوثيين التسعة الكبار و هم الذى بيديهم انقاذ الكوكب فلماذا لا تجتمعون مع بعضكم البعض و تتفقون فيما بينكم لوضع سياسات أنتم دون سواكم المسؤلون عن تنفيذها ( لأنكم الملوثين الحقيقيين) و تتولوا تنفيذها فيما بينكم لينعم الكوكب كلة بالسلام و الهدوء و البعد عن الخطر الفنائي المحدق بالكوكب؟
لماذا تصرون علي اقحام دول العالم الغلابة الذين لا يشكلون سوى شئ ثانوى جدا فى معادلة التلوث العالمية؟ أنتم من تلوثوا و مع ذلك تصرون علي الاجتماع مع الدول التي لا تلوث بأكثر من 10% من التلوث العالمي؟ ماذا تريدون منهم فى معادلة الحل مع ان أنتم كدول تسعة من بيدكم الحل؟
الموضوع فى اعتقادى هو مناورة مكشوفة جدا استعدادا للانتقال من عصر البترول كعصب للطاقة العالمية إلي مرحلة جديدة تعتمد علي أشكال جديدة من الطاقة و المطلوب فقط عملية تسويق عالمية باحترافية لهذا العصر الجديد.
يقينا ان الكون كلة مر بعصور عديدة بداية من عصر الاعتماد علي معادن بعينها مرورا بعصر الفحم ووصولا لعصر البترول.
و الان اعتقد اننا نستعد لعصر ما بعد البترول و هذا هو ما تريد ان تروج لة تلك الدول الصناعية الكبري لدول العالم الثالث التي تشكل بقية دول العالم من أجل شراء لمتتجات انتاح الطاقة فى عصر ما بعد البترول.
ان موضوع مؤتمرات المناخ العالمية جد محير للغاية. فالمشكلة و الحل بأيديكم أنتم كملوثيين أساسيين للكوكب و الحل بأيديكم أنتم. فلتحلوا مشاكلكم مع بعض دون الحاجة لاقحام دول ليس لها أى ثقل يذكر سواء فى المشكلة الأساسية او حلها.