هذه ذاكرتي وذكرياتي مع 25 يناير عيد الشرطة.. وهذا ما أتمناه !

لم يكن صدفة ان يتشكل وجداننا نحن أبناء منطقة القنال وتحديدا مدينة الإسماعيلية على الإنتماء المطلق لبلادنا ووالولاء الخالص له..وهنا تكمن الإجابة على السؤال دائم الطرح حول سر حب أبناء مدن القنال لجيشهم.. والذي أصبح من السيمات الملازمة لنا...فالجيش له لدينا قدسية خاصة جدا..نحبه ونخاف عليه..لا تمر سيارة تابعة للقوات المسلحة..وتحمل جنودا او ضباطا..إلا ويتم تحيتهم والتلويح لهم بعلامة النصر..وقد سجل ذلك في تاريخ الشرف الوطني داخل مسلسل الاختيار في الجزء الأول..يأن أهالي الاسماعيلية يحملون معزة خاصة لجيشهم.

نفس الوطنية والحب والولاء ..يتمتع به الجهاز الشرطى الذي سجل أعظم ملحمة بطولية في التضحية والمواجهة مع بلوكات الإحتلال الإنجليزي. ..كان الجميع يعلم إنها مواجهة خير متكافئة من الناحية القتالية والعسكرية..جيش محتل..يواجه قسم شرطة..لم تحدث في التاريخ..ورغم ذلك وقف جنودنا البواسل وضباطنا ورفضوا الاستسلام وتسليم قسم البستان...الذي أصبح اليوم كيانا هاما من كيانات وزارة الداخلية"مديرية أمن الإسماعيلية.

وأصبحت تلك المعركة في عامها ال71 ملمحا وطنيا مختلف وملحمة بطولية مبهرة..فالأوطان لدينا لا تحمى فقط بالبندقية والدبابة والآلات القتالية..ولكنها تحمى أيضا بالأرواح والدم...وهذا هو الدرس الأكبر الذي تحمله ذكرى أعياد الشرطة لدينا داخل وجداننا ووجدان كل أبناء مدن القنال ومصر كلها....وإذا كان هذا ما تحمله ذاكرتي ووجداني ....إلا إني كصحفية لدينا من الذكريات المهنية التى تجعلنا نجل هذا الجهاز وأداءه ما بقيت الحياة..

كنا في جريدة القناة التي تصدر عن محافظة الإسماعيلية والتي تعد من أهم الجرائد الاقليمية في مصر ..ولا تزال تاريخ وأرشيف ومرجعية وتوثيق هام لأهم الأحداث المصرية داخل منطقة القناة... نصنع ملف هام عن أحداث 25 يناير..كنا نفرد صفحات عن جميع الإدارات. .الحماية المدنية..النجدة..المرور..ويدعهما حوارات مع جميع القادة للإدارات المختلفة وعلى رأسها مدير الأمن. ..وكان الحوار معه لا يقف فقط عند ذاكرته لهذا الحدث..بل كنا نعرض عليه مشاكل ومطالب المواطنين..كان التواصل سهل..والحضور أسرع.،كنا أيضا نصنع تقارير تحت مسمى سنة أولى شرطة...مع الضباط المستجدين والآن اصبحوا في مراكز مرموقة....أما الآن فقد أختلف الحال كثيرا ..لم يعد متاح صناعة مثل هذه الملفات الآن.

فالموافقات الأمنية أصبحت صعبة..واللقاءات تقابل بالرفض..تعقيدات حالت ما بيننا وبين إعادة صناعة تلك الملفات الوطنية الهامة..وممارسة المهنة بجمالها ورونقها.....فاكتفينا واستعضنا بكتابة المقالات التى نعبر بها عن مشاعرنا المحبة لاوطاننا ونكتفي... بجانب التمنى لاعادة فتح متحف الشرطة لأبناء المدينة داخل مديرية الأمن وكذلك تلاميذ وطلاب المدارس والجامعات ويحكى لهم باستفاضة عن تفاصيل هذا التاريخ عن طريق ضباط إدارة العلاقات العامة بالمديرية.

وتحمل الذاكرة أيضأ جيل هام من حضرة الضباط الذي أكرمنا الحظ في التعامل معهم منذ بدايات العمل الصحفي ..وكان معظمهم رؤساء لمباحث الأقسام والمراكز..الحقيقة أن هذا الجيل لا ينسى ..وساهم بشكل كبير في كوننا صحفيين برعنا في التعامل مع الملف الأمني باحترافية وحصلنا على العديد من الجوائز المتعلقة بهذا الشأن.

كان هؤلاء الضباط يدعموننا بالمعلومات والقضايا ...يتعاملون معنا بأدب جم...ويقدرون رغبتنا في النجاح ...فصار لهم داخل الذاكرة ما لهم...واذكر منهم اللواء الراحل نبيل النمكي..واللواء إيهاب أبو زيد...واللواء عصام حافظ. .واللواء محمد طلعت...واللواء مفيد فوزي..واللواء خالد فوزي..واللواء هشام درويش..والمقدم محمد الجيار وإن كان قد ترك العمل الشرطي لكن يظل علامة مضيئة في السجلات..والعميد محمد واكد...
كان الأداء مختلف...والتعامل مختلف...والصورة الذهنية التي تركوها أيضا مختلفة.

تحية عطرة لأرواح ذهبت عن بارئها حية ترزق في الجنات النعيم في منازل الشهداء وكتبت بأحرف من نور ونضال ..وتحية لكل من هو باق يدافع بشرف وعقيدة وانتماء..