الثروة الحيوانية في خطر.. وحملات مقاطعة اللحوم فشنك!!
- صفوت عمران
القاهرةخلال الأيام الماضية بدأ البعض إطلاق دعوات لمقاطعة اللحوم الحمراء بسبب غلاء أسعارها بشكل كبير وصل إلى 220 جنيه للكيلو في المناطق الشعبية و270 في المناطق الراقية، متصورين أن تلك الطريقة سوف تساهم في تخفيض أسعار اللحوم .. وانا بقول لهم تلك الحملات فشنك ولن يكون لها نتيجة، فهذه المرة غلاء أسعار اللحوم ليس نتيجة شجع التجار والجزارين .. غلاء أسعار اللحوم بسبب...
1- ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل مبالغ فيه هو سبب ارتفاع أسعار الماشية ولن تنخفض أسعار الماشية الا بانخفاض أسعار الأعلاف مهما عملتوا من حملات مقاطعة "المعروض أقل من الطلب".
2- ربما لأول مرة لا يكون سبب غلاء أسعار اللحوم شجع التجار والجزارين بل أن غلاء أسعار الماشية طبيعي وناتج عن غلاء أسعار الأعلاف.
3- غلاء أسعار الأعلاف نتيجة ممارسات احتكارية ساهمت الحكومة في تعزيزها دون مواجهة للأسف حتى الآن...
4- الكارثة أنه رغم غلاء أسعار الأعلاف إلا أن جودتها أصبحت أقل وبالتالي استفادة الحيوان منها أقل مما يؤثر على مدة الدورة الإنتاجية، وزيادتها أكثر من 50% عن المتعارف عليه.
5- غلاء أسعار الأعلاف تسبب في خروج الفلاح البسيط وصغار المربين من السوق، واضطر كبار المربين إلى تخفيض الاعداد التي يقومون بتربيتها، مما يعني استمرار الأزمة بل سوف تستمر أسعار اللحوم في ارتفاع مستمر، وباتت الثروة الحيوانية المصرية نفسها في خطر.
6- غلاء الأسعار سوف يتصاعد بلا توقف خاصة مع قدوم شهر رمضان.
ومع احجام الفلاحين وصغار المربين عن التربية، يتسأل بعض المهتمين: هل هناك مخطط للقضاء على سلالة الماشية المصرية لصالح نوعيات أخرى مستورده؟!، على غرار ما حدث مع القطن المصري، ويحدث مع البصل والرز وغيره من المحاصيل.
الحل يبدأ بالقضاء على مافيا الأعلاف وتخفيض أسعارها، ثم دعم مربي الثروة الحيوانية على مختلف الأصعدة.. وهذه مسئولية الحكومة، وبدون ذلك فأن أي حملات لمقاطعة اللحوم وحديث عن خفض أسعارها مجرد كلام فشنك وضحك على الدقون.
هذه الأزمة لن تحلها استيراد كميات كبيرة من اللحوم، حتى لو تسببت في خفض أسعار اللحوم فهذا سيكون انخفاضاً مؤقتاً، لكنه قد يتسبب في اختفاء الثروة الحيوانية المصرية لعدم قدرة المصريين على تربية الماشية بسبب غلاء الأعلاف وارتفاع أسعار الأدوية وغياب دعم الدولة، وبالتالي سوف تعاود الأسعار الصعود مجدداً، باختصار: «نحن أمام أزمة تهدد الثروة الحيوانية المصرية بالكامل ونحتاج إلى علاج الأزمة بشفافية ووضوح بدون البحث عن المصالح الضيقة».