بوتين: روسيا تُكافح ”من أجل بقائها” والحفاظ على استقرارها
أ ش أأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء 14 مارس، أن الخصوم الغربيين لديهم هدف واحد هو نزع الاستقرار من موسكو، مؤكدًا أن روسيا تناضل من أجل مواطنيها ومن أجل وجود الدولة، وتلك مهمة البقاء التي تواجهها.
وجاء ذلك في تصريحات صحفية للرئيس الروسي، خلال زيارته لأولان أودي عاصمة جمهورية بورياتيا الروسية بحسب قناة "روسيا اليوم" الإخبارية.
اقرأ أيضًا: الكرملين: بوتين ورئيس وزراء أرمينيا يبحثان «سير تنفيذ الاتفاقات»
واشار الرئيس الروسي، إلي أن المشكلات الدولية التي تواجه روسيا ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي حيث تبين أن المصالح الجيوسياسية للغرب أهم بكثير بالنسبة لهم حتى من التناقضات الأيديولوجية مع الاتحاد السوفيتي.
اقرأ أيضاً
- تفكيك جماعة ”نظمتها موسكو” لزعزعة استقرار مولدوفا
- لجنة التحقيق الروسية تتحرى في دور واشنطن بتطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا
- بوريل: موسكو ارتكبت انتهاكاً للأمن النووي في محطة زابوريجيا
- ألمانيا: بوتين ليس مستعدا للتفاوض بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا
- تركيا تعلن عن حوار مرتقب في روسيا يضم سوريا وإيران
- تشيلسي يخطف بطاقة التأهل ويضرب بوروسيا دورتموند بهدفين نظيفين
- تشيلسي بالهجوم الناري أمام بوروسيا دورتموند في إياب دور ال16
- «مجدى عفيفى» : يجب الدفع فى اتجاه تنمية العلاقات الثنائية بين مصر و بيلاروسيا الفترة المقبلة
- روسيا تعلن استعادة 90 أسيرًا من قبضة أوكرانيا
- شكوك حول لحاق عثمان ديمبيلى بمباراة الكلاسيكو
- المخابرات الأوكرانية تعلن موعد حسم الحرب مع روسيا..تفاصيل
- بوتين يمنح الممثل الأمريكي ستيفن سيجال وسام الصداقة الروسي
وأضاف بوتين، أنه بعد عام 2014 تمت ممارسة الإبادة ضد أولئك الذين أرادوا تطبيع العلاقات مع روسيا في أوكرانيا والذين ينتمون إلى الثقافة والحضارة الروسية ويعيشون في جنوب شرق أوكرانيا، في حين حاولت روسيا بصبر على مدى عقود تحسين العلاقات مع أوكرانيا لكن الوضع تغير بعد الانقلاب.
وأوضح المسئول الروسي، أن روسيا حاولت حل مشكلة دونباس سلميا على مدار 8 سنوات ومحاولة إقناعهم بتطبيع العلاقات إلا أن الاتحاد الأوروبي خدعها، مشددا على ضرورة تضافر المجتمع وتوحيده لتحقيق جميع الأهداف والانتصار والتوصل إلى السلام والاستقرار.
ولفت بوتين، إلى أن الغرب توقع أن تنهار روسيا في غضون أسبوعين أو 3 أو ربما شهر بعد فرض العقوبات، إلا أن تعزيز السيادة الاقتصادية لروسيا يعد من أهم نتائج عام 2022، حيث تبين أن الأسس الاقتصادية لروسيا أقوى بكثير مما كان يعتقده أي أحد في السابق.
وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.
واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.
وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".
ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".
وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.
وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.
ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".
إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.
وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".
وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.
وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.
وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.
وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.
إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".
لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.
ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.