الست نجيبة ”85عاما جلست في الصف الأول تستمع لندوة القومي للمرأة حول الإرشاد الأسري

تظل السيدة المصرية تضرب أروع الأمثال في وعيها ونضوجها وحرصها على هذا الوطن ، ولاتزال تؤكد إنها حريصة على سلامة بلادها والمشاركة في حمايته بكل الوسائل المشروعة ،دون شرط، حتى وإن تقدم بها العمر.

ولعل ما فعلته السيدة نجيبة عبدالله سليمان ،85عاما أكبر دليل على صدق ووعي المرأة المصرية واحساسها بالمسئولية الوطنية تجاه وطنها.

بدأت الست نجيبة تلفت أنظار الحضور لها عندما اخترقت جمع الحضور لندوة أعدها المجلس القومي للمرأة بالإسماعيلية برئاسة لبنى زكي مقرر الفرع بحضور عدد من عضواته ،والذي أقيم ببيت ثقافة مركز ومدينة فايد ،والتي استهدفت الحديث عن الإرشاد الأسري ،وجودة العلاقات الأسرية ،وخطورة الزواج المبكر ،وختان الإناث ، ولم تستسلم للجلوس بالمقاعد الأخيرة ،بل اخترقت اصطفاف مقاعد الحضور إلي أن جلست في مقدمة الصف الأمامي.

لم تحدث حراك ،ولم تتحدث بكلمة واحدة،ولكنها جلست تستمع إلي كلمات العضوات المحاضرات في تركيز شديد، واضعة يدها على خدها،محدقة العينين ،في تركيز لا يمكن التشكيك فيه، إلى أن بدأت تناقش الحضور من خلال طرح عدد من الأسئلة ،وتستمع إلي الإجابات.

كانت الست نجيبة هي أكبر الحضور سنا ،لكنها كانت الأكثر تفاعلا و تجاوبا، الأمر الذي أثار فضولي الصحفي للاقتراب منها والتعرف عليها من قرب

بعد تقديم نفسها وعمرها،سألتها عن سبب حضورها للندوة ،واستمرارها للنهاية في الوقت الذي غادر البعض القاعة ،وكيف علمت بتوقيت إقامة الندوة فأجابت بقوة وهدوء وثبات.
أولا حضرت كى أعلم ما الهدف منها،وماذا يقال،وما حجم الإستفادة الذي يمكن أن اتعلمه ثم أعلمه ، ماهو إحنا عشنا نستمد الخبرة من وسائل الإعلام ،والندوات مثل تلك

واكملت عرفت بالصدفة ،كنت نازلة أجيب عيش من الفرن ،وعديت من أمام بيت الثقافة وجدت الباب مفتوح ،والعاملة جالسة بالخارج ،سألتها في إيه؟أجابت ندوة للمجلس القومي للمرأة ،على طول أرسلت العيش للبيت،ودخلت أشوف وأفهم إيه بيحصل?

تمام وماذا رأيتي؟
رأيت مجموعة من الفتيات والسيدات بقولوا كلام مهم وموزون ،يمكن لو كنت سمعته من بدري كنت اتعلمت القراءة والكتابة ،كنت حاربت، لكن إللي حصل،وأنا عجبني الكلام جدا ،وهقولوا للناس في طابور العيش والتموين، مادمت سمعت وفهمت يبقى لازم أفهم الناس وأوعيها.

إيه أكتر حاجة عجبتك في الندوة ؟
شوفي إن السيدات والفتيات تتحرك وتأتي إلي هنا ،يبقى بيحبوا البلد ،ونحن جميعاً لابد وأن نبقى شركاء في هذا الحب، وفعلا الموضوعات مهمة وكلنا لازم نفهم ونتحرك.

كلميني عن حياتك ماشية إزاي ؟

أنا ساكنة في مساكن عبد الناصر الأولى بالرعاية، لدي ولد و بنتان، واحدة معاقة ذهنيا والأخرى مطلقة ولديها أطفال ،وأنا من اتولى أمرهم.

يعني إيه تتولي أمرهم ،بتشتغلي مثلا؟

هو كده بشتغل أي حاجة، بتحرك وربنا هو الرزاق.