التعاون بين الصين وآسيا الوسطى يرفد السلام والتنمية العالميين بطاقة إيجابية
- نور يانغ
أقيمت قمة الصين - آسيا الوسطى الأولى في مدينة "شيآن" بمقاطعة "شنشي" الصينية خلال الفترة بين 18 و19 من مايو الحالي. وتعد هذه القمة الأولى من نوعها التي تجتمع خلالها الصين والدول الخمس في آسيا الوسطى بشكل كياني منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينها قبل 31 عاما، حيث ترأّس الرئيس الصيني "شي جين بينغ" القمة، وحضرها رئيس كازاخستان "قاسم جومارت توكاييف"، ورئيس قرغيزستان "صدير جاباروف"، ورئيس طاجيكستان "إمام علي رحمن"، ورئيس تركمانستان "سيردار بيردي محمدوف"، ورئيس أوزبكستان "شوكت ميرزيوييف". وعلى ضوء التغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ مائة عام، اجتمع رؤساء الدول الست في نقطة انطلاق طريق الحرير القديم، ويتمتع بمغزى مهم للغاية، ويضخ هذا التعاون بين الصين وآسيا الوسطى طاقة إيجابية في السلام والتنمية العالميين
" جيران جيدون، أصدقاء جيدون، شركاء جيدون، إخوة جيدون" هذه هي الصورة الحقيقية للعلاقات بين الصين والدول الخمس في آسيا الوسطى. فمنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينها في عام 1992، ظل الجانبان يتمسكان بالاحترام المتبادل وحسن الجوار والتضامن أمام المشقات والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، فأنشأا نموذجا جديدا للعلاقات الدولية.، وحققا قفزات تنموية كبيرة من جوار جيد إلى الشراكة الاستراتيجية حتى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، يسير قطار التعاون بين الجانبين في جميع المجالات في المسار السريع.
لقد رأس الرئيس الصيني "شي جين بينغ" اجتماع طاولة مستديرة حضره قادة الدول الست، وألقى خطابا رئيسيا للتأكيد على توثيق العلاقات وتعميق التعاون مع هذه الدول، وشرح كيفية بناء مجتمع مستقبل مشترك بين الصين وآسيا الوسطى، كما طرح اقتراحاً من ثماني نقاط تتراوح ما بين توسيع الروابط الاقتصادية إلى تقوية التبادلات الثقافية وحماية السلام الإقليمي.
وفي معرض تأكيده على الحاجة إلى الدعم المتبادل، قال "شي" إنه يتعين على الصين ودول آسيا الوسطى تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وتقديم دعم واضح وقوي لبعضها بعضا دائماً في القضايا ذات المصالح الجوهرية، مثل تلك المتعلقة بالسيادة، والاستقلال، والكرامة الوطنية والتنمية طويلة الأجل. كما دعا "شي" أيضاً إلى بذل الجهود لإطلاق العنان بشكل كامل أمام إمكانات التعاون في المجالات التقليدية؛ مثل التجارة، والقدرة الصناعية، والطاقة والنقل، وتعزيز محركات النمو الجديدة في مجالات" مثل التمويل، والزراعة والحد من الفقر، والكربون المنخفض، والصحة، والابتكار الرقمي. وأشار "شي" إلى أن الصين مستعدة لاغتنام القمة كفرصة والعمل عن كثب مع دول آسيا الوسطى لضمان التخطيط الجيد للتعاون بين الصين وآسيا الوسطى، وتنفيذه بفعالية، والمُضي به قُدماً بشكل ثابت.
ظلت الصين الشريك التجاري الأكبر لآسيا الوسطى؛ إذ تشير الإحصاءات إلى أنه في عام 2022، وصل حجم التجارة بين الصين ودول آسيا الوسطى الخمس إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 70 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 40٪ على أساس سنوي، وبنهاية عام 2022، وصل رصيد الاستثمار المباشر الصيني في دول آسيا الوسطى الخمس إلى ما يقرب من 15 مليار دولار أمريكي.
وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، أقامت الصين وآسيا الوسطى روابط بنية تحتية واسعة النطاق مع شبكة نقل متعددة الأبعاد تتكون من خطوط الطرق والسكك الحديدية والطيران وخطوط أنابيب النفط والغاز؛ كما قدم خط أنابيب الغاز بين الصين وآسيا الوسطى، أكثر من 423 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى الصين منذ أن بدأ الخدمة في عام 2009، كما يوفر ما يقرب من 10 آلاف فرصة عمل في الدول التي يمر بها
تعد قمة الصين - آسيا الوسطى أول فعالية دبلوماسية رئيسية في الصين هذا العام، حيث لخّص كل رؤساء البلدان خبرات ناجحة وتوصلوا إلى توافق جديد، مما قدّم نموذجا إيجابيا يحتذى به في العالم.
إن مصر باعتبارها أقدم البلدان العربية والإفريقية التي أنشأت علاقات دبلوماسية مع الصين، وأقدم البلدان التي انضمت إلى مبادرة الحزام والطريق، تعد واحدة من الشركاء السياسيين والاقتصاديين المهمين في الصين كدول آسيا الوسطى الخمس. وفي ظل البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق، أجرت مصر والصين التعاون العميق والعملي في مجالات الأمن السياسي والبنية التحتية والزراعة والتمويل والتبادل الثقافي والتنمية المستدامة، مما حقق نتائج مثمرة.
يصادف عام 2023 الذكرى الـ67 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الصين ومصر، على الرغم من أن المسافة الطويلة تفصل بينهما جغرافيا، إلا أن الجانبين ظلّا يساعدان بعضهما البعض ويقومان بالدعم المتبادل على مر السنين، واستمرت العلاقات الثنائية في التحرك نحو أعلى مستوياتها. في الوقت الحاضر، تعمق الصين سياسة الإصلاح والانفتاح بشكل ثابت وتعزز التحديث الصيني النمطي، وتصر على مشاركة الفرص مع البلدان في جميع أنحاء العالم والبحث عن التنمية، وخلق مستقبلا أفضل. ستعمل الصين مع شركاء منهم مصر وآسيا الوسطى على حماية المصالح المشتركة للبلدان النامية، وتضخ المزيد من الاستقرار واليقين للعالم المتغير.