العمل معًا لبناء مجتمع المصير المشترك الصيني المصري في العصر الجديد
- نور يانغ
لقد أصبحت التنمية الخضراء قضية مهمة وذلك بالاهتمام المشترك للبلدان في ظل التحديات التي جلبها تغير المناخ إلى الحياة البشرية والتنمية. في الـ 28 من سبتمبر عام 2015، أشارالرئيس الصيني شي جين بينغ في الخطاب الذي طرحه أثناء حضوره اجتماعات الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يعمل معًا للبحث عن طريق بناء الحضارة البيئية العالمية، ويؤسس بحزم مفهوم احترام الطبيعة والتكيف معها وحمايتها، ويلتزم بسلك الطريق الأخضر منخفض الكربون والتنمية المتداولة للتنمية المستدامة.
ظلت مصر والصين تدعوّان إلى بناء الحضارة البيئية في إطار بناء مجتمع المصير المشترك في العصر الجديد. في نوفمبر عام 2018، عقد "الاجتماع الـ 14 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي" التابع للأمم المتحدة في مدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية، وفي أكتوبر عام 2021، عقدت المرحلة الأولى من الاجتماع الـ 15 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في مدينة كونمينغ بالصين، وفي نوفمبر 2022، عقد المؤتمر الـ 27 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في شامهايه، حيث ألقى الرئيس المصري السيسي كلمة مهمة في حفل افتتاحه، وفي الوقت نفسه تقريبًا، حضر الرئيس شي جين بينغ عبر فيديو حفل الدورة الـ 14 من مؤتمر دول الأطراف في اتفاقية الأراضي الرطبة التي عقدت في مدينة ووهان الصينية، إن المواقف الإيجابية والإجراءات الفعلية للبلدين جعلت العالم يرى عزمهما على تعزيز الحوكمة البيئية العالمية وبناء ديار متناغمة للبشرية والطبيعة.
تعمل مصر على تعزيز التحول الصناعي بنشاط وتنفيذ مشاريع التنمية الخضراء مع التركيز على تحسين هيكل الطاقة وتحسين كفاءة الطاقة، حيث يلقى عدد كبير من المشاريع الخضراء دعم الاستثمار والتمويل الوطني. يعد مشروع "سكة حديد مدينة العاشر من رمضان" مشروعًا أخضر يتمتع بمبلغ كبير من الاستثمار والتمويل في مصر في السنوات الأخيرة، والذي يعدُّ أول مشروع للسكك الحديدية المكهربة في مصر ويتم تنفيذه بالكامل من قبل المؤسسات الصينية، ويتم تشغيل مرحلتيه الأولى والثانية رسميًا في نهاية عام 2022. ويعد مشروع "سكة حديد مدينة العاشر من رمضان" أحد المشاريع المميزة لتعاون مبادرة "الحزام والطريق" بين البلدين ونتيجة مهمة لتطوير شراكة استراتيجية شاملة بينهما، حيث أنشأت نموذجا جيدا يُحتذى به للتعاون في بناء الحضارة الإيكولوجية ومجال التصنيع الأخضر بين البلدان النامية.
مع الالتحام العميق لمبادرة "الحزام والطريق" مع "رؤية 2030" في مصر، سعت مصر والصين بشكل مستمر إلى التعاون في مجالات الطاقة النظيفة والاقتصاد المنخفض الكربون من أجل تعزيز الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة. منذ عام 2019 ، قد وقعت شركات السيارات الصينية مثل فوتون ودونغ فونغ اتفاقيات تعاون حول مشاريع عربات الطاقة الجديدة مع الشركات المصرية، حيث جمعت بين تجربة الصين الغنية في مجال تصميم السيارات الكهربائية وإنتاجها ومبيعاتها مع الاحتياجات المحلية المصرية، مما يعزز تطوير صناعة الطاقة الجديدة في مصر. في أكتوبر 2022، تم التوقيع رسميًا على مشروع لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرة 500 ميجاوات والذي تتعاون فيه الصين ومصر، وهو المشروع الذي سيكون الأكبر من نوعه في أفريقيا، حيث من المتوقع أن يولد طاقة نظيفة بحوالي 2.7 مليار كيلو واط في الساعة بعد انتهائه، كما سيساعد على تقليل حوالي طن سنويا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وبعد اكتامله سيعزز بشكل كبير تحول هيكل الطاقة المحلي ويساعد الحكومة المصرية على تحقيق خطط "استراتيجية الطاقة الشاملة 2035" و"الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050".
يعد بناء ديار خضراء حلما مشتركا لشعوب جميع البلدان. لقد أنشأت الصين ومصر بالعمل الفعلي العلاقات الشراكية الوثيقة في مجال التعاون الأخضر وتنمية المساعدة المتبادلة، مما عزّز إنشاء نظام عالمي لحوكمة المناخ، والانضمام إلى الطريق الأخضر والمنخفض الكربون والتحول والابتكار والتنمية المستدامة، مما يسهم في بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية في العصر الجديد.