الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:23 مـ 12 ربيع أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    أخبار مصر

    وزير الأوقاف يُوجه كلمة إلى السودان: الوطن لكم جميعًا وبكم جميعًا.. والاقتتال يدمر الأوطان

    في كلمته التي ألقاها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الإفريقي للسلم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط تحت عنوان: "وأصلحوا ذات بينكم" خلال الفترة من 19 : 20 يونيو 2023م، بحضور كل من محمد ولد بلال الوزير الأول بدولة موريتانيا، والشيخ العلامة عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس منتدى أبو ظبي للسلم، وجمع واسع من العلماء والمفتين من دول قارة إفريقيا، أكد وزير الأوقاف أن الإسلام لم يشدد على شيء مثل ما شدد على حرمة الدماء، فجعل قتل النفس الواحدة كقتل الناس جميعًا؛ حيث يقول سبحانه: "أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، ولا شك أن إنقاذ النفس من الهلكة هو إحياء لها، وأن السعي من استنقاذها من الهلاك هو سعي في إحيائها يؤجر صاحبه على قدر نيته فيه، نسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا جميعًا صدق النية في ذلك، وهو ما نسعى إليه في مؤتمرنا هذا.

    ويؤكد القرآن الكريم في أكثر من موضع أن قتل النفس جريمة شنعاء إثمها عظيم؛ حيث يقول الحق سبحانه: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، ويقول سبحانه: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا"، ويقول سبحانه في صفات عباد الرحمن: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"، وعدَّ نبينا (صلى الله عليه وسلم) قتل النفس من الموبقات المهلكات ومن أكبر الكبائر وهو إجماع أهل العلم قديمًا وحديثًا؛ حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "اجتَنِبوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ" وذكر (صلى الله عليه وسلم) في مقدمتها بعد الإشراك بالله وعقوق الوالدين قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
    ويقول (صلى الله عليه وسلم): "لا يَزَالُ العبدُ في فَسْحَةٍ من دِينِه ما لم يُصِبْ دَمًا حرامًا"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إذا الْتقى المسلمان بسيفَيهما، فالقاتلُ والمقتولُ في النَّارِ قيل: يا رسولَ اللهِ هذا القاتلُ فما بالُ المقتولِ؟ قال: إنه كان حريصًا على قتلِ صاحبِه"، وهذا رسولنا وسيدنا وقدوتنا سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع يسأل أصحابه سؤال تقرير: في أي يوم هذا فيجيبونه: في يوم حرام، أي يحرم فيه سفك الدماء، وفي بلد حرام مكة المكرمة، فيقول (صلى الله عليه وسلم): "فإنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، وأَبْشَارَكُمْ، علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، ألَا هلْ بَلَّغْتُ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ"، والبلاغ والبيان هنا لأمته وللإنسانية جمعاء إلى يوم الدين.
    ومن ثمة نقول لكل الفرقاء والمتقاتلين في كل أنحاء المعمورة بصفة عامة وفي عالمنا العربي والإسلامي بصفة خاصة اتقوا الله في الدماء، اتقوا الله في الضعفاء، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في الأرامل، اتقوا الله في الأطفال، اتقوا الله في العمران، اتقوا الله في الأوطان، اتقوا الله في الأشهر الحرم وأوقفوا القتال، استشعارًا لحرمة هذه الأيام، الأيام الحرم في الأشهر الحرم، وأعطوا متنفسًا لأبنائكم ونسائكم أن يستقبلوا العيد في أمن وأمان.
    تعالوا إلى كلمة سواء لإصلاح ذات البين فالصلح خير كله، ولنا في صلح سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحقنه الدماء في الحديبية معتبر كبير، فالوطن لكم جميعًا وهو بكم جميعًا، والحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان، ولا شك أن الاقتتال بين أبناء الوطن الواحد يدمر الأوطان ويعرضها لمخاطر السقوط أو الإنهاك والفرقة والتقسيم، بما يحقق أهداف أعدائها بأيدي بعض أبنائها، دون أن يراق لهؤلاء الأعداء قطرة دم واحدة، وهذا أمير الشعراء أحمد شوقي عندما رأى حربًا كلامية لا طائل منها وخلافًا حادًا بين بعض الأحزاب يقول:
    إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
    وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
    وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
    وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
    شَبَبتُم بَينَكُم في القُطرِ ناراً
    عَلى مُحتَلِّهِ كانَت سَلاما
    وها نحن نستدعي بيت شوقي الأخير من هذه الأبيات ونستسمحه في تعديل لفظة واحدة منه بما يناسب الحال والمقام ويحافظ على اللفظ والوزن فنقول:
    شَبَبتُم بَينَكُم في القُطرِ ناراً
    عَلى أعدائه كانَت سَلاما
    بل بردًا وسلامًا
    وهذا زهير بن أبي سلمى يقول:
    وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ
    وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ
    متى تبعثوها تبعثوها ذميمةً
    وتَضرَ إذا ضريتموها فتضرمِ
    فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها
    وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ
    فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
    كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
    ويقول الشاعر العربي الحصيف الحكيم الحارث بن وَعْلة الشيباني:
    قومِي هم قتلوا أُمَيمَ أخي
    فَإِذا رميتُ يُصِيبنِي سهمي
    فلئن عَفَوْت لأعفونْ جَللا
    وَلَئِن سطوتُ لأوهِننْ عظمي
    ممتنعًا عن الدخول في حرب مع قومه الذين قتلوا أخاه، وهو ما يذكرنا بالموقف العظيم النبيل الذي حكاه لنا القرآن الكريم عن أحد ابني آدم حين قال لأخيه: "لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ".
    ما أحوجنا اليوم إلى من يتخذ هذه الخطوة الإيمانية العظيمة: "مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ"، ويتحلى بهذه الروح العربية الأصيلة: "فَإِذا رميتُ يُصِيبنِي سهمي".
    وتابع وزير الأوقاف، من هنا من هذا المؤتمر نقول لكل حكماء العالم ولكل محبي السلام ولأشقائنا في دولة السودان الشقيقة تعالوا إلى كلمة سواء، وإلى إعلاء صوت الحكمة والعقل، واضربوا أنموذجًا راقيًا للعالم كله في قدرتنا على التعايش والتسامح وحمل لواء السلام، مشددًا على دور العلماء فيجب أن نكثف جهودنا أكثر من ذلك، فعلينا معشر العلماء والكتاب والمفكرين والإعلاميين أن نكثف جهودنا في نشر سماحة الإسلام وبيان المآسي التي تترتب على الحروب من تشريد وتدمير، والدول التي وقعت في آتون الفوضى والاقتتال الداخلي كل هذا يحتاج أن يُبرز لنعرف أهمية الحفاظ على الأوطان، فيجب على وسائل الإعلام العمل على هذا الجانب وإبراز المآسي الناتجة عن الحروب؛ لنذكر أن الحفاظ على الأوطان قوية موحدة متماسكة من صميم مقاصد الأديان، وأن نجعل من ذلك مسلكًا استباقيًّا فنكون فاعلين في صنع السلام ليس في دولنا فقط بل في العالم كله؛ يدفعنا في ذلك إيماننا العميق بالسلام لأنه رسالة نبينا (صلى الله عليه وسلم) وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، فنكون فاعلين في صنع السلام أكثر من رد الفعل الذي لا غنى عنه.
    أسأل الله العلي العظيم في هذه الأيام الطيبة المباركة أن يصلح ذات بيننا وأن يوفقنا جميعًا في إصلاح ذات البين، وأن يجعلنا دائمًا دعاة سلام.

    وزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلموزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلم

    وزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلموزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلم

    وزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلموزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلم

    وزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلموزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلم

    وزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلموزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلم

    وزير الأوقاف خلال اللقاء التشاوري لعلماء الساحل والسودان الذي يعقده المؤتمر الأفريقي للسلم

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الإثنين 10:23 مـ
    12 ربيع أول 1446 هـ 16 سبتمبر 2024 م
    مصر
    الفجر 04:13
    الشروق 05:40
    الظهر 11:50
    العصر 15:20
    المغرب 18:00
    العشاء 19:18