«دراسة» تكشف: الخضروات ملوثة بمياه الصرف الصحي.. 96% من المزارعين يرون محاصيلهم بمياه الصرف.. والخضروات مصابة بالإى كولاى.. وأستاذ كبد: أدت لارتفاع حالات الفشل الكلوي وأمراض الجهاز الهضمي

مخاطر جمة تتزايد باستمرار نتيجة لغياب الحكومة في توفير مياه الرى الصالحة للمزارعين لاستخدامها في ري محاصيلهم الزراعية الأمر الذي اضطرهم للجوء إلي استخدام مياه الصرف الصحى غير المعالج في الزراعة, بالإضافة إلي غيابة الرقابة عن الأسواق الأمر الذي أحدث أضرارًا لا حصر لها ومن بينها تلوث الخضروات بالعناصر الثقيلة وغيرها من الملوثات، تلك العناصر التي لاتقف أضرارها ومخاطرها وما يصاحبها من أضرار صحية تلحق بالإنسان.

 

"الميدان" تكشف عن إحدى الدراسات التي أجرتها الدكتورة نجلاء عبد الفتاح عبد الحليم مدرس تغذية الإنسان  بزراعة الإسكندرية، استهدفت التعرف علي تأثير استخدام مياه الصرف الصحي على القيمة الغذائية والصحية للخضروات، وتم إجراء دراسة ميدانية على عينة صدفية عمديه قوامها 100 مزارع وزوجاتهم و100 سيدة من المدن وأيضا معلومات المزارعين الزراعية والصحية الخاصة بأضرارها بالإضافة إلى التعرف علي كيفية تداول الخضروات.

 

ونصت الدراسة علي ارتفاع نسبة المكونات الكيميائية وفيتامين (ج) في الخضروات المروية بمياه الصرف الصحي حيث تبين ارتفاع العناصر المعدنية بالسبانخ وارتفاع كميات الكالسيوم والصوديوم بالجرجير العضوي في حين ارتفعت نسبة الحديد بالجرجير.

وأشارت إلي أن نسب العناصر الثقيلة (الكادميوم، الرصاص، النيكل) بالخضروات المروية بمياه الصرف الصحي تجاوزت الحدود القصوى المسموح بها، وتلوثها بالميكروبات وبويضات الطفيليات وتبين أن عمليات الإعداد والطهي والنقع في الخل أدت إلى انخفاض المكونات الكيميائية والعناصر المعدنية وفيتامين ج بالخضروات الورقية باستثناء السبانخ المطهية والبطاطس بالفرن فشهدت ارتفاع المكونات الكيميائية.

وأظهرت النتائج احتواء الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير المروية بمياه الصرف الصحي شهدت ارتفاع نسب (الكربوهيدرات، الدهن، البروتين، الرماد، الألياف، فيتامين ج) كما أظهرت تراجع نسبة عناصر (الكالسيوم، المغنسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم) نتيجة لعملية الطهي.

 

كما تضمنت النتائج ارتفاع تركيز (الرصاص والكادميوم والنيكل) بالخضروات الورقية المروية بمياه الصرف الصحي لأكثر من النسب المسموح بها، كما أن غسلها ونقعها في حامض الخليك والطهي أدت إلي إزالة نسبة كبيرة من المعادن الثقيلة إلا أن عنصر الرصاص ظل متواجدًا بتركيز أعلي من النسب المسموح بها في الجرجير.

 

ونصت الدراسة علي ارتفاع تركيز الكادميوم بالبطاطس المروية بمياه الصرف الصحي بنسب أعلي من المروية بمياه النيل تجاوزت النسب العليا المسموح بها، بالإضافة إلي احتوائها على كميات من الرصاص والنيكل أعلى من الحدود المسموح بها كما أدت عملية التقشير قبل الغسيل وعملية الغسيل قبل وبعد التقشير إلى الانخفاض الملحوظ في كميات الكادميوم للحدود المسموح بها مع بقاء كمية الرصاص أعلى من القيم المرجعية.

 

كما أظهرت النتائج وجود بكتيريا E. coli  في الخضروات الورقية والبطاطس وكذلك بكتريا شيجلا والسلمونيلا وأدت عملية التقشير قبل الغسيل والغسيل قبل وبعد التقشير لدرنات البطاطس إلى انخفاض نسبة بكتريا E.coli لأقل من الحدود المسموح بها ولوحظ أن الانخفاض في عملية الغسيل قبل وبعد التقشير حدث بنسبة كبيرة وملحوظة، مع بقاء بكتيريا الـسلمونيلا بعد إجراء عملية التقشير قبل الغسيل،  واختفائها عند إجراء عملية الغسيل قبل وبعد التقشير، وكذلك الحال في الخضروات الورقية عند غسلها ونقعها في الخل وأظهرت النتائج أن عمليات الطهي لها تأثير كبير وفعال في التأثير على الميكروبات.

 

وأشارت النتائج إلى وجود بويضات (الإسكارس، الإنكليستوما، والبلهارسيا، الجيارديا) بالخضروات الورقية المروية بمياه الصرف الصحي وأتضح أن الغسيل والنقع في محلول الخل أدي إلي التخلص من جميع بويضات الطفيليات، أما بالنسبة للبطاطس أشارت الدراسة إلى تلوثها ببويضات وحويصلات كلا من (الإسكارس والجيارديا و الإنكليستوما والإنتاميبا هستولوتيكا) وتبين أن إجراء عملية الغسيل قبل وبعد التقشير أدى إلى التخلص من بويضات الطفيليات الملوثة بها.

 

عبد الفتاح: 96% من المزارعين يرون محاصيلهم بمياه الصرف.. والخضروات مصابة بالإى كولاى

 

قالت الدكتورة نجلاء عبد الفتاح عبد الحليم، مدرس تغذية الإنسان بزراعة الإسكندرية، إن اعتماد المزارعين علي مياه الصرف الصحي في ري المحاصيل الزراعية يعد كارثة محدقة تحيط بالمصريين، مؤكدة إن الدراسات التي أجرتها علي المحاصيل المروية بمياه الصرف الصحي كشفت عن وجود العديد من الملوثات الخطرة والتي تسبب أضرار شديدة الخطورة علي صحة الإنسان.

ونبهت إلي أن المزارعين يتخلصون من مخلفات البيارات بإلقائها في الأراضي الزراعية رغم علمهم بتسبب تلك المياه في زيادة الأمراض بالقرية بعد استخدامها في الري، مشددة علي أهمية الغسل الجيد للخضروات وتركها لفترة في مياه بالخل حيث يساعد ذلك علي تقليل نسبة الفيروسات فيها.

 

ونوهت إن التحاليل انتهت إلي احتواء الخضروات التي تم ريها بمياه النيل علي ذات الميكروبات والفيروسات التي تحتويها المروية بمياه الصرف الصحي، لافتة إلي أن الفارق يكمن في نسب تلك الفيروسات والتي تتراجع نسبتها بصورة كبيرة عن الموجودة في الخضروات التي تم ريها بمياه الصرف.

 

وذهبت إلى أن المزارعين يتعمدون إلقاء الصرف الصحي في المصارف مثل مصرف بلبيس ثم الاعتماد عليها في ري زراعاتهم نتيجة لعدم وجود مياه نيلية للرى وأن غالبية المزارعين لا يقومون بعملية النزح اعتمادا علي تصريفها في المياه الجوفية، مشيرة إلي أن الدراسة كشفت أن 96% من المزارعين يستخدمونها في الري فيما يعتقد 47% منهم أن مياه الصرف الصحي تفيد النبات عند استخدامها في الري.

وفي سياق متصل قالت مصادر مطلعة بوزارة الزراعة إن المساحة المزروعة بمياه الصرف الصحي غير المعالج قد تصل إلى مليون و 200 ألف فدان حيث تصل إجمالي كمية مياه الصرف الصحي غير المعالج الذي تتخلص منه مصر سنويا إلى 6 مليار متر مكعب في حين يصل متوسط احتياج الفدان سنويا 5 آلاف متر مكعب يتم التخلص منها في الترع والبحيرات والمصارف.

 

وتشير المصادر إلى أن ما يقرب من 40% من الخضروات والفاكهة التي يتناولها المصريون مسممه ببعض العناصر التي تحتويها مياه الصرف غير المعالج وهو ما يمثل تهديدا واضحا لصحة المواطنين، مؤكدة فشل المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية في القيام بدوره المنوط به والمتعلق بتحليل عينات الخضر والفاكهة المتداولة في الأسواق المصرية بهدف التأكد من سلامة المنتجات الزراعية مما تسبب في انعدام السيطرة على الأسواق وتدمير صحة المواطنين.

 

أستاذ كبد: أدت لارتفاع حالات الفشل الكلوي وأمراض الجهاز الهضمي

 

وطالب الدكتور محمد الجندي، الأستاذ بالمعهد القومى للكبد بالمنوفية، بضرورة إجراء تحاليل لكافة الخضروات والفاكهة المتداولة في الأسواق المصرية للتأكد من سلامتها وعدم احتوائها على أية فيروسات تتسبب في تدمير صحة المصريين.

 

وأشار إلى احتواء مياه الصرف الصحي على عناصر ثقيلة وفيروسات تنتقل إلى الإنسان بواسطة تناوله الحاصلات الزراعية الملوثة بها تتسبب في الفشل الكبدي وفشل الكلى وأمراض الجهاز الهضمى كما تنتقل تلك الفيروسات للحوم في حال تناول الحيوان للأعلاف المحملة بالفيروسات.