لماذا يتمتع تعاون بريكس بغاية الجاذبية
- نور يانغ
نور يانغيواجه العالم اليوم تغيرات كبيرة لم يشهدها منذ قرن، فعلى الرغم من أن السلام والتنمية لا يزالان يُعَدَّان موضوعين رئيسَيْن للعصر، إلّا أنّه قد ازداد عدم الاستقرار وكذلك انعدمَ اليقين بشكل واضح، لا تزال دول البريكس بصفتها ممثّلة لدول الأسواق الناشئة والبلدان النامية تحافظ على قوة دفع جيدة للتعاون في المجال الاقتصادي والتجاري، وتعمل معًا لبناء شراكة عالية الجودة، وتقديم إسهامات مهمة لتحسين الحوكمة الاقتصادية العالمية وتعزيز التنمية عالية الجودة للاقتصاد العالمي
ومنذ إنشاء آلية تعاون بريكس، ضخّ نموذج الممارسة الناجحة لها ثقةً في تلك البلدان النامية التي ترغب في تسريع تنميتها مع الحفاظ على استقلاليتها وحازت على اعترافها، حيث أعرب عدد كبير من دول الأسواق الناشئة والدول النامية عن إرادتهم القوية لزيادة تعزيز التعاون مع دول البريكس. في قمة وزراء خارجية دول البريكس الأخيرة التي عقدت في جنوب إفريقيا، أصبحَ موضوع توسيع العضوية محور الاهتمام، وقالت وسائل إعلام جنوب أفريقية إن 17 دولة أعربت بوضوح عن رغبتها في الانضمام إلى آلية بريكس.
ويرجع سببُ إظهار الجاذبية المتزايدة لتعاون البريكس إلى أنه قد اقترح مفهومًا جديدًا للتعاون وعمِل على ممارسته، كما أنّه أدّى إلى خلقِ بناء نمط جديد وتعزيزهِ بغرض النهوض الجماعي للقوى الناشئة.
تتمسك دول البريكس بالانفتاح والشمولية، وتستمر في تعزيز التعاون المربح للجانبين، ظلت دول البريكس تحافظ على آلية الحوار مع قادة الدول الإقليمية على مرّ السنين، خاصة خلال قمة شيامن المنعقدة في عام 2017، وقد اقترحت الصين بصفتها رئاسة دورية، آلية تعاون "بريكس +" لأول مرة مما وفّر مسارًا فعالًا لدول الأسواق الناشئة والبلدان النامية للاندماج في تعاون البريكس، وقد دعا اجتماع وزراء خارجية بريكس الذي عُقد في عامي 2022 و2023 وزراء خارجية الضيوف الآخرين لحضوره، مما بنى منصة تعاون جديدة لدول الأسواق الناشئة والدول النامية. وظلت دول البريكس تلتزم بالتعددية الحقيقية، وتبنّت مبادئ المساواة والتوافق لاتخاذ القرارات، وعززت إصلاح النظام الدولي الحالي بطريقة بناءة. في مواجهة التطور المعقّد للأوضاع الدولية، أقامت دول البريكس شراكة شاملةً ووثيقة وعملية كما أنّها مُسامحة وعالية الجودة، وشكلت شراكة بدلاً من تحالف، كما تدعم دول البريكس بعضها بعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية لبعضها بعض، وأنشأت الحوار بدلاً من المواجهة استجابةً للتهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية والمستمرة.
تلتزم دول البريكس بالتركيز على التعزيز المشترك للتنمية والسعي إلى متابعة الابتكار. بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية في عام 2008، تضامنت دول البريكس معًا وعزّزت باستمرار التعاون في مجالات العملة والتمويل والتجارة والاستثمار والطاقة والموارد من أجل تقديم إسهامات كبيرة في النمو الاقتصادي العالمي. وفي السنوات الأخيرة، ركّزت دول البريكس على التنمية العالمية، ودافعت بحزم عن مصالح البلدان النامية في إطار أُطر عالمية متعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين ومنظّمة التجارة العالمية، وبذلت جهودًا حثيثة لتعزيز تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030. أما في الوقت الحاضر، فقد أصبح تطوير العلوم والتكنولوجيا والمعلوماتية الاجتماعية اتجاها سائدا في العصر، فاتّبعت دول البريكس اتجاه التنمية للاقتصاد الرقمي وصاغت "استراتيجية الشراكة الاقتصادية للبريكس" مرّتين، خاصة في ظلّ جلب جولة جديدة من الثورة التكنولوجية التي يمثلها الذكاء الاصطناعي فرصًا وتحديات تطوير جديدة للمجتمع البشري، تتمسك دول البريكس ببناء شراكة ثورة صناعية جديدة وتواصل تعزيز تعاونها في مجالات الإنترنت الصناعي ورقمنةالتصنيع، وتستمر في فتح مساحة جديدة للتنمية الاقتصادية الدولية والتعاون بروح رائدة ومبتكرة.
يتوقع صندوق النقد الدولي أنه في عام 2023، ستوفّر دول البريكس معدل نمو يبلغ 32.1٪ للاقتصاد العالمي وستصبح محرّكًا جديدًا يدفع نمو التجارة العالمية. مع زيادة مشاركة دول الأسواق الناشئة والدول النامية في تعاون البريكس بشكل أعمق، ستظهر دول البريكس أيضًا سحرًا أكبر مع نتائج تعاون أكثر إثمارًا وستكون قوّة أقوى لتعزيز التغييرات البناءة في نظام الحوكمة العالمي.