الدكتور باسم المذحجى يكتب... لماذا فشل حزب الإصلاح في اليمن؟
للأسف الجواب بكل بساطة لأنه الوكيل الحصري في اليمن لمؤامرة الربيع العربي، ومؤسس مداميك خريط الدم اليمنية، وبعبارة أكثر دقة "الوصول للسلطة بالدم وليس صندوق الإقتراع" ولكي نلقي الضوء أكثر، فراجعوا معي عدد الأبرياء الذين ضحوا بهم في أحداث ٢٠١١، و ٢٠١٤، ودققوا في قنوات تمويلهم التي تمول كل شيء، من ميلشياتهم على الأرض، وإنتهاءاً بمنابرهم الإعلامية الإليكترونية، أو شبكات التواصل الإجتماعي لدرجة أنهم يتلونون بطيف قوس قزح، فلاتدرك هل هم يسار أم يمين، والعجيب أنهم الان يستعدون لموجة دم جديدة، لكن بنكهة حوثية تحمل شعار "لاتحالف بعد اليوم" أي محاربة السعودية والإمارات.
ماسبق يمثل خلاصات مبكرة، أما التفاصيل فاستحدث عنها بلا خجل، والتي عنوانها العريض ،كيف يسعون لإقتطاع وطن بديل في اليمن على حساب الجغرافيا وحرية ومستقبل اليمنيين؟.
البناء الذهني لحزب التجمع اليمني للإصلاح، قائم على الولاء والبراء، شأنه شأن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وحاليا تم تداول خبر إشهار المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في اليمن، تعد إصدار وحلة مطورة بناء سردية عادل الشجاع، وياسين التميمي، وكذلك عادل الحسني، ومباركة أصوات عديدة لايتسع المجال لذكرها.
هذه حقائق ثابتة لامجال للتشكيك بها، والمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في اليمن تلويح بالعنف، واستخدامه على نطاق واسع ضد المعارضين المدنيين، واستهتار بكل قواعد النظام والقانون، وإشاعة الكراهية، أما ماذهبوا اليه بأنه سيواجه الحوثي ..الخ، فكلها بروباغاندا، فهم يمتلكون السلاح والرجال، وكان الأحرى بهم التوجه صوب خطوط التماس للقتال، وليس إقامة مهرجان تأييد، وإشهار بين أوساط المدنيين العزل، أو المغفلين من أتباعهم في مأرب وتعز.
اقرأ أيضاً
أهدافهم في ٢٠١١ لم تكن تبحث عن شيطنة، وإسقاط نظام علي عبدالله صالح فقط، بل الثابت أنها تتجاوز ذلك الى إغراق اليمن بمزيد من الفوضى، اليوم يشكلون مجلس "مقاومة لايقاوم"، بقدر ماهدفه تقطيع أوصال أي مكون وطني شربف، وكما حدث لرجالات الشهيد الحمادي في تعز، لتخلو لهم ساحة السلطة والاستبداد.
مشكلة هؤلاء يبنون بناء إفتراضي لطغيان الغالبية ودكتاتورية غلبتها، فحتى مع انخداع البعض بشعاراتهم في ٢٠١١، ويعبرون عن رفضهم، فستجدهم اليوم تحت رحمة نيران بنادقهم، وفي أحسن الأحوال زنازينهم، وتعد تعز النموذج الأسوأ على كل حال.
بدايتهم في ٢٠١١ كانت عبارة عن ديمقراطية مقصوصة، حيث اختصروا الوصول للسلطة عبر الدم، وتقديم القرابين من المغفلين، وتعد تعز أكبر معمل لإنتاج المغفلين، بخلاف نظيرتها مأرب التي حل فيها ثاتيا، وفطنت قبيلتها لأجندات هكذا تنظيم دولي عابر للحدود.
اليوم يمارسون استبداد مقنع، فلم يكتفوا بعرقلة القضاء وتميع قضية الشهيد عدنان الحمادي، وغيرها من الجرائم السياسية، بل يتوجهون الى إدخال اليمن بحقبة أسوأمن التي مررنا بها، ثم لم يكتفوا بما آل اليه حال اليمن في ٢٠١١ ، بل استهوتهم السلطة والمناصب في ٢٠٢٣ ،وذاهبون بناء الى ماهو أسوأ.
السلطة ثم السلطة هذا هو دينهم منذ ٢٠١١! يبدلون الجلود كالأفاعي، مع فارق أن انسلاخ الثعابين عن جلودها للتخلص من الطفيليات ،لكن هذا الحزب الدموي يعيد تعطيلة للمسار السياسي في ٢٠١١ تراهم يلجؤون اليوم الى تشكيل مجلس قيادة أعلى للمقاومة الشعبية في اليمن هدفه تعطيل المسار السياسي لمجلس القيادة الرئاسي ٢٠٢٣.
ستتركز أجندات هذا المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في اليمن على الضخ الإعلامي كما في ٢٠١١ ،وتعطيل المسار السياسي، والاستمرار في السلطة بالفعل لايكترثون لأي أخطاء يرتكبونها، وحاليا يتخيلون بأنهم سيتمكنون بالإمساك بكل مفاصل السلطة بعد تشكيل مجلسهم هذا ،ولن يتردوا بالمقايضة والمساومة، والتضحية بكل مكون وطني ،وماحصل للواء ٣٥ مدرع سابقا خير دليل.
من هنا ندرك بأن مليشياتهم لم تندمج في الجيش الوطني سنة ٢٠١٥، أو أن مايسمونه بالجيش الوطني في محور تعز، عبارة عن ميليشيات بقناع جيش وطني ، ولله في خلقه شؤون، وفي تصريحات وزير الدفاع الداعري.
كل ماعليكم تذكر هذا الكلام ، فعندما دخلوا في مواجهة حقيقية مع الحوثيين هربوا، وتركوا البلد، وهذا سيناريو سيتكرر بعد تشكيل مجلس المقاومة المزعوم، وتزايد الرفض لهم لماذا؟ لأنهم عندما يحاربون، فهم بحاربون ويدافعون عن أنفسهم، ومصالحهم، وعن أجندات دولية عابرة للحدود، وليس اليمن كما يروجون ذلك في وسائل إعلامهم.
د.باسم المذحجى
باحث إستراتيجي يمني.
دكتوراه في النوع والتنمية.