ورثت مهنة الفسخانى من والدى «روان محى» تركت كلية التربية لممارسة مهنة صناعة الفسيخ بكفر الشيخ
محمد هشامتعددت الصور المشرفة للفتيات بمحافظة كفر الشيخ، واللاتي ضحين بتعليمهن، لتتحمل المسئولية من أسرهن، وتتعلم مهنة، لتحافظ على مهنة الأجداد والآباد، من بينهم فتاة 33 سنة، تركت كلية التربية، للتفرغ لممارسة مهنة أجدادها ووالدها لبيع الفسيخ، وتساهم في نفقات والدتها المريضة، إضافة لمرض والدها، فمارست المهنة وكان عمرها 17 سنة، وطوال 16 سنة ممارسة المهنة، وزادت شهرتها ليس في مدينة الرياض فقط بل في محافظة كفر الشيخ، وامتد شهرتها بمحافظات القاهرة والإسكندرية ومحافظات الدلتا.
قالت مروة محيي لجريدة « الميدان » إن أسرتها مكونة من 6 أفراد: والدها ووالدتها، و3 شقيقات، وشقيق، تحملت هي المسئولية عندما كان عمرها 17 سنة، وقررت ممارسة مهنة أجداده ووالدها، لتحافظ على تلك المهنة، والتحقت بعد دراستها الثانوية بكلية التربية، وبكن لم تستطع أن توفق بين الدراسة وممارسة مهنة صناعة الفسيخ، فقررت التضحية بتعليمها ودراستها، لتساعد في توفير نفقات والدتها المريضة شفاها الله، ولتساعد، ففي البداية بدأ تتعلم كيفية اختيار الاسماك، من والدها، وترافقه في توجهه لمزارع السمك، لشراء السمك البوري والطوبار.
وأضافت مروة، الفسخاني المتميز لابد أن يعرف أنه لابد أن يختار المزرعة السمكية الطينية وليست الرملية، لأن التربة الطينية، تخرج أسماك مميزة، وتصلح أن تأكل فسيخ بعد صناعته متميز متماسك، خاصة أن سمك المزارع الطينية لا يطرد الملح الذي يضعه الفسخاني على السمك عند صناعته بعكس السمك الذي تم تربيته في مزارع أرضيتها رملية.
وقالت مروة محي، بعد شرائها للأسماك البوري وخاصة في الصيف، تغسل السمك وتنظيفه وخاصة منطقة الخياشيم، وبعدا تضعه في البوسكات ليتم تصفيته من الدم، وبعدها ترص السمك طبقات في البرميل الخشبي ، وليس البرميل البلاستيكي، وبيت كل طبقه نضع الملح الخشن وليس الملح الناعم، وبعد 10 أيام، يستوى السمك، ليكون فسيخ متميز، أما في فصل الشتاء، فتختار السمك الطوبار والبوري معا، ومدة بقاء السمك في البرميل الخشبي 35 يوما، وبعدها يتم إخراج الفسيخ وبيعه.
وأكدت مروة محي أنها عشقت تلك المهنة، وتتميز بتقديم فسيخ ثمين في قيمته الغذائية، ورخيص فالكيلو بـ150 جنيها، وغيرها يبيعه بسعر يصل لـ250 جنيها، لأنها سارت على نهج والدها، في جلب مكسب قليل، لتكسب الزبائن وهذا ما تحقق له، فأصبحت توزيع الأسماك في محافظات متعددة منها القاهرة والإسكندرية ومحافظات الدلتا، إضافة لقرى ومدن محافظة كفر الشيخ، وتحرص على شراء السمك المبطرخ كبير الحجم، ونظراً لتميز الفسيخ، وجدت اقبلا كبيراً لأنه يشبه الزبدة في طعمه ومنظره.
وقالت مروة محيي، الفضل يعود لله سبحان وتعالى ووالدها الذي علمها تلك المهنة، التي ضحت بمستقبلها العلمي والدراسي، لتتعلمها، ويكفيها رضا والدها والدتها عليها، وتتمنى أن تتبنى مشروع بيع سندوتشات الفسيخ مثل عربات الفول المنتشرة في الشوارع، لتكون أو صاحبة عربية بيه سندوتشات الفسيخ، وتلك الفكرة، تحاول تنفيذها بمدينة الرياض ومدينة كفر الشيخ.
وأضافت محيي، نحرص على جودة إنتاج الفسيخ لذا نختار السمكة التى تتغذى على العليقة وليست الأسماك التى تتغذى على السبلة، ولابد من غسلها جيدا وتمليحها من نخاشيشها، بنوع معين من الملح يسمى “السكري” أبيض اللون من أجود أنواع الأملاح، وهناك طريقتين لصناعة الفسيح إما وضعه في بوكسات لتصفية الدم بعد غسله، وبعدا يتم وضعه في البراميل الخشبية، بعد رصع طبقات بين كل طبقة وأخرى نضع الملح الخشن، أو ويتم تبخير الأسماك ثم وضعها أمام التكييف لضمان قتل الميكروبات، مؤكده أنها ترفض استخدام الطريقة القديمة بوضع الأسماك فى الشمس لضمان عدم إصابته بالميكروبات.
وقالت مروة محي، لابد من الحفاظ على الأسماك أثناء صناعته، ومن السهل التفرقة بين الفسيخ المغشوش وغير صالح للاستهلاك الآدمى وبين الجيد وغير الصالح من حيث لون السمكة يميل إلى اللون البنى، أما إذا كان لون السمكة وردي مائل إلى الحمرة، فهي جيدة وطازجة وسليمة التخزين، بالإضافة للملمس فلابد أن تكون السمكة متماسكة.
وأكد محيي محمد، والد مروة، الحمد لله رزقني بـ4 أبناء، منهم 3 بنات، وولد، أكثرهم شقاء وتضحية مروة، فقد تحملت المسئولية منذ صغرها، فلم تكمل الـ17 سنة، وقررت مشاركته في عمله، رغم رفضه لعملها في هذه المهنة، ولكن مع إصراره المتكررة، اضطر للموافقة، وأثبتت أنها بـ100 رجال، شربت المهنة، بطريقة متميزة، وأصبحت هي الكل في الكل، تذهب للمزارع لشراء السمك، وتقوم بتصنيعه، وتوزيع الفسيخ على الزبائن، ولها صفحة خاصة به تروج للفسيخ، مشيراً إلى أنه علمها المكسب القليل فيه بركة، ولابد من حسن تعاملها مع زبائنها، ومن يطلب أكلة فسيخ، وليس لديه ثمنها، فليطلبها بدون مقابل.