عمرها 50 عام .. أقدم ورشة لصناعة القبعات بـ الإسكندرية و صاحبها «مهنة أجدادى و لو بطلتها هتنقرض»
محرر بيشوي كامل الإسكندريةتحضن محافظة الإسكندرية حتي يومنا الكثير من المهن التي اقترب على الإنقراض وعلي رغم من وجود التكنولوجيا التي أثرت علي العديد من تلك مهن ولكن أصحابها مازالوا يتحدون الظروف المحيطة بهم و فى منطقة بحرى بوسط المدينة و عند مرورك هناك و بالتحديد بشارع مساكن سوق الترك بنطاق حي الجمرك تجد ورشة صغيرة لا تتجاوز مساحتها مترين فى متر ونصف المتر تجد بداخله رجلا في الستينات يدعى «سيد الخطيب» الذي يستقبلك بروحه الجميلة وابتسامة عريضة فى ورشته المتواضعة و تجده أمام ماكينة القديمة جالسا يعمل بكل حب و فرح و الذى يعتمد فى حرفته حتى الأن على مجموعة من الأدوات البدائية مثل المكبس الحرارى والقالب وماكينة الخياطة ومكبس الكبسولات و خيوط ليصنع بها جميع أنواع القبعات بأشكال مختلفة و الألوان متميزة ليصبح أقدم صانعي القبعات فى محافظة الإسكندرية التى ربما كنت أحد زبائنه فى يوم من الأيام دون أن تدرى فبالتاكيد أنك اشتريت لابنك أو بنتك او لنفسك قبعة تحميك من حرارة الشمس فى الصيف على شواطئ الإسكندرية أو وربما أحد جدودك قد أرتدى طربوش أو قبعة من صناعته في يوم من الأيام.
يقول «سيد الخطيب» أقدم صناعى قبعات بـ الإسكندرية انه من مواليد الخمسينيات أب لولد وبنت تخرجا فى جامعة الاسكندرية و هو أيضا درس بكلية التجارة جامعة الاسكندرية ولكنه لم يستكمل سوى ثلاثة أعوام فقط حيث اختاره القدر من بين أخوته الثمانية لكى يرث مهنة الأب والجد وهى صناعة وحياكة البرانيط والطواقى والقبعات والطرابيش من الألف إلى الياء لافتا أن والده كان بداخله إصرار أن يعلمه الصنعة منذ صغره وهو فى الحضانة ليكون له الوريث فى تلك المهنة التى لم يعرفها أحد.
وأضاف «الخطيب»، إنه الابن الوحيد الذى اختاره الوالد ليرث مهنته فقد أنجب والده ثمانية من الأشقاء، ست بنات وولدين كان هو الأصغر والأكثر قربا من الأب اختاره الأب «عبد السلام» وهو فى سن صغيرة قبل أن يلتحق بالكتاب ليجلس بجواره ويساعده فى مهنته لساعات طويلة وكان والدي يتميز بعمل تصميمات للقبعات بأشكال
وأشار «الخطيب» أن أجمل موسم عمل به تقريبا كان فى منتصف التسعينيات حيث كان موعد عرض «أوبرا عايدة» فى مدينة الأقصر، فقد تلقى طلبية للصناعة مجموعة كبيرة من القبعات مطبوع عليها دعاية للأوبرا وقتها قرر هو مع نفسه صنع لوجو خاص بالاوبرا مع دمجه بالثقافة المصرية القديمة فيقول: "عملت عدة رسومات منها صورة عايدة الحبشية وحولها فريق من العازفين» لافتا أنه له أصدقاء أجانب يأتون إليه مخصوص لطلب قبعات لمراكبهم ولرحلاتهم الخاصة منهم صديق بشرط صنعها من القطن المصرى مكتوب عليها اسماء بعض المدن السويسرية، وكذلك يفعل عدد من الطلاينة واليونانيين. مشيرا أن كثيرين من الأجانب يحرصون على ارتداء قبعة مصنوعة من القطن المصرى الخالص، ويأتى بعضهم اليه ليشتريها لنفسه وأيضا يشترى منها هدايا تذكارية لأسرته ولأصدقائه".
أما عن مراحل صناعة القبعات الخاصة بالبحر يقول «عم سيد» قال أنه في البداية تكون علي هيئة استطبات يتم إعطاء علامات علي القماش لعمل الشكل حزام علي الرأس ثم تأتي مرحلة المكمبس لكبسه ثم مرحلة الخياطة علي الماكينة لتقفيله ليكون في النهاية شكل للقبعة لافتا أنه طور الاشكال حيث تم طباعة روسومات عليها لتعطي شكل جذاب كاشكل الاهرامات و علم مصر و الاشكال الفرعونية و الاشكال الزخرفية و الجمال مضيفا أنه أيضا يقوم بصناعة قبعات التخرج للاطفال و الكبار قائلا: «أن القبعات التى تحمل علم مصر والتى تأخذ كلها ألوان العلم، من أكثر الأعمال المحببة له»
واختتم «عم السيد» حديثه أنه يعشق هذه المهنة بشكل كبير وأنه يشعر دائما أنه يقدم لوطنه شيئا جميلا، وأنه يحرص دائما على وضع كلمة «صنع فى مصر» على كل منتج له لياكد لكل زواره و المترددين عليه أنه مصر قادرة علي الصناعة علي يد أبنائها.