طارق رمضان يكتب:فلسطين في عقل وقلب كل مصري
فلسطين، أرض الرسالات السماوية، مهد الديانات الثلاث، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومهد المسيح عليه السلام، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. فلسطين مهما طال الزمان صامدة وأبية، تحدث العالم وبكل اعتزاز أنا أرض الجمال والتاريخ، أرض الزيتون، أرض الكرم والضيافة، أرض الشهداء والأسرى والجرحى الذين سطروا سطورًا من نور ضد ظلام العدوان. ليست فلسطين كأي دولة عربية، فهي ملتقى الأديان السماوية، وتعد أكثر دولة تضم مقدسات إسلامية جامعة لكل الأديان على أرض واحدة، ففيها المسجد الأقصى أولى القبلتين لدى المسلمين، وكنيسة القيامة التي يحج إليها المسيحيون، وأوجد فيها اليهود لأنفسهم ما يسمى بـ حائط المبكى، واعتادوا على التعبد فيه، فهي أرض مقدسة لجميع الأديان السماوية. لم تذق فلسطين دعم الحرية منذ 1917، مرورًا بـ 1984، وحتى الآن، مازال الفلسطينيون يضحون بأنفسهم ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي أقام له دولة على الأراضي المحتلة ويرغب في احتلال باقي الأرض وتهجير سكانها الأصليين مرتكبًا من أجل ذلك أبشع الجرائم بحق المدنيين والأطفال والنساء. والآن أصبحت فلسطين، قضية العرب والمسلمين الأولى، فلقد تعرض الشعب الفلسطيني على مر التاريخ لشتى أنواع الظلم والاضطهاد، إلا أنه ظل صامدًا متمسكًا بأرضه وحقوقه المشروعة. في عام 1948، قامت الحركة الصهيونية بدعم من القوى الاستعمارية باحتلال فلسطين وطرد شعبها من دياره، وما زال هذا الشعب حتى يومنا هذا يناضل من أجل استعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني. لم تتوقف معاناة الشعب الفلسطيني عند هذا الحد، بل إنه يتعرض يوميًا للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، والتي تهدف إلى إرهاب الشعب الفلسطيني وإرغامه على التخلي عن حقوقه المشروعة إلا أن الشعب الفلسطيني مصمم على مواصلة نضاله حتى تحقيق أهدافه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.