رانيا إبراهيم تكتب : أكثر من ثلاثين دقيقة صمت !
قررت أن تستمع لبعض الأغنيات و للأسف كانت مجموعة حزينه .. ما هذا الحظ السيء؟؟
أريد بعض البهجة و لكن لم يوجد بالسيارة غير هذه .. علي كل حال هي موسيقي .. و الموسيقي جميله دائما .
لثوان كانت تدندن مع الألحان ثم بدأت تشرد بعيدا.. ربما عمق الكلمات أثار كل موجات حزنها التي دائما تتظاهر أنها تغلبت عليها .. و كانت هذه اللحظات الصامتة قبل الثلاثون دقيقه الماضية مثال من امثله وجعها !.
ايؤلم الصمت ؟؟ نعم كثيرا حدثت نفسها .. عندما تقضي الأنثى عمرها تنقضي بها الثوان .. الدقائق .. الساعات .. الأيام .. السنوات .. العقود ؟؟؟!!!
في صمت !! فهذا ألم عميق اصبح أكبر من ان يداوي بدواء أو علاج .. بل أصبح الحل هو نسيان هذا العمر الذي تبخر في الصمت .
فتحت نافذتها قليلا اشتاقت للإحساس بالهواء يداعب شعرها بقوه .. لم تعد تلك الفتاه المتمرده المظهر .. بل صارت إمرأه مرتبه المحيا !! و لكن علي كل الأحوال هي لازالت نفس الانسانه .
مئات المرات جلست تنتظر و تحاول أن تكسر حاجز الصمت و لكن هيهات دايما ما تقف الكلمات في حنجرتها بعد الجمل الأولي !!! فالتعقيب او الرد بعيدا تماما عن ما ترمي له او تتكلم فيه .. فينبهها قلبها المعتصر ألما بأنه لم يعد قادرا علي تحمل المزيد من الضغط .. و يأمر مخها فمها الجميل بالسكوت !!!!
تتذكر و تسال نفسها ..أين ذهبت الضحكات العاليه و لمسات الأصابع المشتاقة ؟.
هي تعر ف الإجابة و لكنها تخفيها عن نفسها .. و علي الجانب الآخر من الذكريات تذكر أن هناك دائما من هو مستعدا للركوع علي ركبتيه راجيًا لمسه او نظره او ربما يكتفي بمجرد الاستماع لصوت انفاثها الهادئه و نظم الشعر بلغات عتيقه واصفا تاثير نبره صوتها علي عالمه .
ابتسمت و هي تمسح دموعها بعد أن نظرت الي السائق الذي انشغل بكل شيء في الطريق عدا الإحساس بوجع صدرها عندما قررت ان تكسر الصمت و تعلق ان الجو ازداد سحرا بقدوم الشتاء .. ولم تسمع الا كلمه واحده " وصلنا " .