الإثنين 16 سبتمبر 2024 10:22 مـ 12 ربيع أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    المفكر الاستراتيجي فتحي العفيفي يكتب

    الدكتور فتحي العفيفي

    التقارب المصري القطري البحث عن الخروج من المتاهة في غزة

    تأتي زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد أل ثاني إلى مصر في العاشر من نوفمبر ٢٠٢٣م بعد شهر كامل من اندلاع حرب طوفان الأقصى، التي شنتها الفصائل الفلسطينية بقيادة حركة حماس ، وردة الفعل الإسرائيلية بالسيوف الحديدية الباطشه، حيث توسعت في إستخدام القوه المفرطة بحق المدنيين العزل في قطاع غزه ، وارتكاب جرائم حرب مؤثمة بعرف وأحكام وتقاليد القانون الدولي، وبالتالي يأتي تحرك الدوله التي تحتضن القضيه الفلسطينية تاريخيا وهي مصر، لتستضيف زعيم الدوله التي تتبنى صندوق دعم القدس بموجب تفويض اممي عربي سابق صادر عن جامعة الدول العربيه للبحث والتشاور في سبل الخروج من هذا النفق المظلم ، ولذلك يمكن للباحث المدقق قراءة التحولات في المشهد الإقليمي والدولي على النحو التالي:-

    أولا:- تأتي الزياره لتنهي حالة الصخب والجدل الإعلامي والملاسنات الكلاميه التي حاولت تقديم تفسيرات خاطئة لمغادرة أمير قطر لقمة السلام في العاصمة الإدارية الجديده بتاريخ السبت ٢١ أكتوبر٢٠٢٣م، وأن الأمر لا علاقة له بخلافات أو غير ذلك من الهجومات البغيضه من الذئاب المنفردة أو الجيوش السيبرانيه والتي تتغذى على الكيد والوقيعة والمناكفه السياسيه بين الدول.

    ثانيا :- أن حالة الارتباك في المشهد العربي، ما بين قمة عربية ، أو قمة إسلاميه، أم قمه عربيه أفريقية( للبحث عن شراكة مثمره) ، تعقد في الرياض العاصمه السعوديه بحلول الجمعه العاشر من نوفمبر ، ثم قبل ذلك إلغاء القمة الرباعيه في المملكه الأردنية الهاشمية منتصف أكتوبر الماضي بين زعماء مصر والأردن وفلسطين وأميركا، لتعني جميعها أن الدوحه والقاهره يبحثان عن جهود ثنائية مضافة وتكون أكثر فاعلية وإنجاز على صعيد الاسراع في المساعي الهادفه إلى وقف المجازر في قطاع غزه وإنقاذ الشعب الفلسطيني هناك من إستمرار معاناته.

    ثالثا:- أن مصر وقطر لكل منهما علاقات متميزه وتنسيق استراتيجي واسع النطاق مع قطاع غزه لارتباطه الجغرافي والديموجرافي بالحدود مع مصر والمساعدات اللوجيستيه التي لا تأتي إلا من خلال التنسيق مع القيادة المصريه، وأيضا بسبب من علاقات قطر السياسيه المتميزه مع القيادة في حركة حماس لأسباب تتعلق بالدعم المادي وقناعات الدوحه الأيديولوجيه بما تقدمه الحركة من جهود للقضيه الفلسطينيه ، ومن ثم فللدولتان صوت مسموع على صعيد صناعة القرار السياسي الفلسطيني في قطاع غزه.

    رابعا :- أن القاهره والدوحه يتمتعان باتصالات رفيعة المستوى والتأثير لدى القياده الإسرائيلية فإذا كانت القاهره عاصمة أول دولة عربيه توقع معاهدة سلام مع إسرائيل منذ إتفاق كامب ديفيد عام ١٩٧٩م فإن الدوحه كانت أول عاصمه خليجيه تسقط حاجز الصمت و الممانعه ، والمقاطعه باستضافة مكتبا للتمثيل التجاري ورعاية المصالح الإسرائيلية منذ العام ١٩٩٦م حيث أعلن عن ذلك في القمه العربيه بالقاهره الشيخ عبد الله بن خليفه أل ثاني رئيس الوزراء القطري في ذلك الوقت فضلا عن التنسيق الأمني والشراكات الاقتصاديه المعلنه وغير المعلنه.

    خامسا :- أن دولة قطر تعد هي عاصمة صناعة القرار الإستراتيجي الأمريكي في الشرق الأوسط بوصفها الدولة التي تستضيف القيادة المركزيه الأمريكية الوسطى في قاعدتي السيليه وخور العديد، وتستضيف معها مؤسسات التفكير الأمريكيه think tanks مثل : (راند - كارنيجي- foreign policy )

    وهذه جميعها تشبه إلى حد بعيد المقيميه السياسيه البريطانية في مطلع التاريخ الحديث، فيما القاهره هي عاصمة الدوله المركزيه في الشرق الأوسط التي يمكن أن تقبل أو ترفض القرارات الصادرة عن هذه المؤسسات الأمريكيه وأن لهذا القبول أو الرفض تداعياته المؤكده ، الأمر الذي جعل الرئيس الأمريكي بايدن يتقدم بالشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي مرتان في أقل من شهر منذ اندلاع حرب طوفان الأقصى في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣م .

    سادسا :- أن تحرك أكبر حاملتي طائرات أمريكية ثم غواصه نوويه إلى الشرق الأوسط ليعني ان الحرب والمواجهة قد تتجاوز قطاع غزه والمعارك الفلسطينيه- الإسرائيلية هناك ، وإنما ثمة مهمات استراتيجيه بعيدة المدى ، وأن حروب الجيل الرابع والخامس حتى التاسع لم تفلح بعد في تفكيك بنى الدول عن بعد كما كان مخططا لها ، وأن الحرب التقليدية بالقوات والعتاد والأجهزة الدقيقه والجيوش لا غنى عنها.

    سابعا :- يرتبط بالتحليل الثقافي للزيارة المفاجئة لأمير دولة قطر ما يشاع بين الرأي العام و النخب السياسيه بل حتى ما صرح به الرئيس عبد الفتاح السيسي في غير مناسبه بأن مسألة البحث عن وطن بديل لفلسطينيوا قطاع غزه في سيناء ، والضفه عبر شرق الأردن ، ومن ثم يتم بذلك تصفية القضيه الفلسطينية ، وهو ماتم رفضه على كافة المستويات الرسميه والشعبيه ، ليثور السؤال المنهجي الأكاديمي بإمتياز :( هل لدى الدوحه تصور أميركي جديد في هذا الإتجاه؟ )

    ثامنا :- ترتبط الزيارة أيضا في جانب منها بالتفكير فيما بعد الحرب إذا ما تم التوصل إلى اتفاق ينهي هذه المعارك، وهذا الجانب يخاطب وجدان العولمه الجشعه والخبيثه، ومؤسساتها التي تتغذى على أوجاع الشعوب وألامها ، ومايعرف عن فيوداليات حكومة العالم السرية :(القوة القاهره من فوق كل السلطات الظاهره ) حيث تدخل في تفاوض مع الدول الأساسيه والفاعله وهما مصر وقطر (بحسب التفكير الصادر عن مؤسسة foreign policy ) لكل الأسباب المذكوره أنفا لتدخل أليات العولمه :(البحوث.. الإعلام...الشركات..المؤسسات) حيث يعد ثالوث الاقتصاد العالمي (البنك الدولي - صندوق النقد الدولي- منظمة التجاره العالميه ) برنامجا ضخما يتجاوز إعادة إعمار غزه وينصرف إلى الإدعاء بتعويضات لإسرائيل عن الأضرار الناجمه عن هجمات حماس على عسقلان وباقي المستوطنات الإسرائيلية.

    تاسعا :- ترتبط زيارة أمير قطر كذلك بمحاولات الحلحله في ملف الرهائن المحتجزين لدى حماس من جنسيات مختلفة حيث تستضيف قطر بإقامة شبه دائمه قيادات من المكتب السياسي لحركة حماس ،وتتطلع الدول التي تحاول تحرير محتجزيها إلى القاهره للعب دور أكثر فاعليه فيما الرأي السائد لدى حركة حماس هو معادلة : (أن الرهائن مقابل الأسرى) ومن ثم تحتاج قطر إلى المعلومات الدقيقه وتقدير الموقف الإستراتيجي المصري لإنهاء جزء كبير من هذا الملف الذي عجزت عن حلحلته كلا من أميركا وروسيا ،وإيران ، وحتى تركيا.

    عاشرا :- لدى القاهره والدوحه قناعه بأنه يمكن أن تتوقف الحرب تعويلا على ما تم خلال الأسبوعين الماضيين من المرحله الأولى للهجوم البري الكاسح ويبذلان محاولة جديده لعدم اتساع آماد ونطاق الحرب لأكثر من هذه الخسائر، حيث نجحت هذه المرحله في عزل قوات حماس عن محيطها السكاني، وأنه على الرغم من أن استدعاء الاحتياطي في الجيش الإسرائيلي يكلف ميزانية العمليه لتقديرات تفوق المسموح به في حرب هي في النهايه ضد فصيل وليس مجموعة دول، فإنه يمكن إستثمار حالة التذمر في المشهد الإسرائيلي ، ومن ثم تحاول كلا من القاهره والدوحه الوصول إلى تفاهمات تكتيكيه لإقناع الإسرائيليين والأمريكان، بأن الهجوم البري الكاسح إلى هذا الحد قد حقق أهدافه وأن التمادي لأكثر من هذا ليعد أمرا مقلقا ويسبب حرجا للقيادات العربيه أمام شعوبها ،وأن المجتمع الدولي أصبح مطالبا بوقف هذه الكارثه الانسانيه في غزه.

    حادي عشر:- "حروب الخنق" أو ما يعرف في الأدبيات السياسيه والإستراتيجية ب( الحصار-العزل - شد الأطراف- وخذ الإبر- عض الأصبع ) والتي جعلت من التخطيط لمغامرات حركة حماس، ،وحبك المؤامره عليها أمرا سهلا ، هي ماجعلت الإدراك المصري -القطري يحاول كسر هذا الطوق بالنظر إلى خبرات الدولتان المتراكمه مع هذا النوع من الحروب ، إذ فيما يتعلق بدولة قطر لم يفلح الحصار المضروب عليها في البر والبحر من بعض دول مجلس التعاون الخليجي منذ العام ٢٠١٤م، ٢٠١٧م حتى إتفاق العلا في ٥ يناير ٢٠٢١م و( تصفير الخلافات ) في كسر إرادتها، كما لم يمنعها ذلك من أن تخرج للعالم أفضل نسخه من كأس العالم في قطر ٢٠٢٢م.

    ثاني عشر:- تدرك القيادة السياسيه في مصر أيضا أن المشكلات التي تستهدف الأمن القومي من خلال ، النزاع السوداني بين الجيش وقوات الدعم السريع ،وقوات فجر ليبيا في طرابلس، وأزمة سد النهضة الأثيوبي الذي تم بنائه باستثمارات( بعضها عربيه )،، ومشكلات الغاز في شرق المتوسط،حيث قبرص واليونان وتركيا، والحرب في غزه وماتمثله من تحديات ومخاطر، كل ذلك لايمكن فهمه إلا على أنه( حروب خنق ) منظمه وممنهجه من أسفل، فضلا عن حروب الخنق من أعلى عن طريق منظمات وهيئات الاقتصاد العالمي (صندوق النقد الدولي- البنك الدولي- منظمة التجاره العالميه ) ،التي تصر جميعها على سلاسل وبرامج التعويم للعمله(الجنيه) بهدف إحداث ( الفوضى الاقتصاديه) وهو ما تقاومه الدوله بشراسه لتعلقه بحياة الناس والأمن القومي ، ( السيوف الحديديه ) هي إذا حروب خنق مصغره يتم تجربتها لما يمكن أن تكون عليه الأوضاع في الدول الكبرى في الشرق الأوسط.

    هذه هي ملامح التحولات في المشهد الإقليمي والدولي والذي يمكن قراءته من زيارة الشيخ تميم بن حمد أل ثاني إلى مصر ، وهي في الواقع لتعد تحليلا ثقافيا لملفات شائكة ، و كلمات مفتاحية لدراسات أعمق تأثيرا في المنظور العلمي الأكاديمي القريب.

    غزة. مصر. قطر

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الإثنين 10:22 مـ
    12 ربيع أول 1446 هـ 16 سبتمبر 2024 م
    مصر
    الفجر 04:13
    الشروق 05:40
    الظهر 11:50
    العصر 15:20
    المغرب 18:00
    العشاء 19:18