الاقتصاد العالمي واستمرار الحرب في قطاع غزة وقمة الرياض
د. منال خيري
كشف مقال تحليلي لصحيفة "The New York Times" الأميركية، أن المخاوف من احتمال تحول الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة، إلى صراع إقليمي، أمر يلقي بظلاله على آفاق الاقتصاد العالمي، ويهدد بإضعاف النمو الاقتصادي، وإعادة إشعال أسعار الطاقة والغذاء.
وكانت الدول العالم، الغنية منها والفقيرة، قد بدأت للتو في التقاط أنفاسها بعد سلسلة من الصدمات الاقتصادية استمرت ثلاث سنوات، بما في ذلك جائحة كوفيد 19 والحرب في أوكرانيا، والتضخم المرتفع، ليتراجع التضخم، ولتتمكن بعض الاقتصادات الرئيسية من تجنب الركود.
ان التعافي الهش للاقتصاديات العالمية وفى ظل تلك الظروف قد يتحول الأمر الى الأسوأ
هذه هي المرة الأولى التي نتعرض فيها لصدمتين للطاقة في نفس الوقت"، وهما تأثير الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط على أسعار النفط والغاز.
ولا تؤدي هذه الزيادات في الأسعار إلى تقليص القوة الشرائية للأسر والشركات فحسب، بل تؤدي أيضا إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الغذاء، مما يزيد من مستويات انعدام الأمن الغذائي المرتفعة، لا سيما في البلدان النامية.
وفي الوقت الحالي، تعاني الدول وخاصة النامية بالفعل من مستويات مرتفعة بشكل غير عادي من الديون، والاستثمارات الخاصة المتعثرة، وأبطأ انتعاش في التجارة منذ خمسة عقود، مما يجعل من الصعب عليها أن تسلك طريقها للخروج من الأزمة.
إن ارتفاع أسعار الفائدة، نتيجة لجهود البنوك المركزية لعلاج التضخم، جعل من الصعب على الحكومات والشركات الخاصة الحصول على الائتمان وتجنب التخلف عن السداد.
ويشير العديد من المحللين الاقتصادين على المستوى الدولي إن "هذا قد يكون أخطر وقت شهده العالم منذ عقود من الزمن"، ووصفوا الصراع في غزة بأنه "الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للعالم الغربي".
أن الانشغالات السياسية بالقضايا الكبيرة حاليا، سيؤدي إلى أن ادوات السياسة النقدية والمالية الحالية، مثل تعديل أسعار الفائدة أو الإنفاق الحكومي، قد تكون أقل فعالية.
ان هناك "اعتراف بين معظم الأطراف، الولايات المتحدة وأوروبا وإيران ودول الخليج، بأنه ليس من مصلحة أحد أن يتوسع هذا الصراع بشكل كبير خارج إسرائيل وغزة"
وتشير التحليلات الاقتصادية ، إن السيناريو الأسوأ الذي يتسع فيه نطاق الحرب قد يتسبب في ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولارًا للبرميل، من حوالي 85 دولارًا حاليًا.
أن "العواقب الاقتصادية العالمية لهذا السيناريو وخيمة"، وخاصة في حالة الركود المعتدل وانخفاض أسعار الأسهم وخسارة الاقتصاد العالمي بقيمة 2 تريليون دولار.
ان الحالة السائدة الان هي حالة من عدم اليقين والذي يؤثر على قرارات الاستثمار ويمكن أن يثني الشركات عن التوسع في الأسواق الناشئة وخاصة اسواق الشرق الأوسط الامر الذي يهدد بالمزيد من الركود وارتفاع معدلات التضخم وتعثر جهود التنمية .
لذلك، فإن خطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط يهدد الاقتصاد العالمي "الهش". الأمر الذي يتطلب تضافر كافة الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانطلاق انطلاق القمة العربية الإسلامية المشتركة الغير عادية بالرياض
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت، فجر السبت الحادي عشر من نوفمبر 2023 في بيان لها ، إنه تقرر عقد (قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية) بشكلٍ استثنائي في الرياض، عوضًا عن "القمة العربية غير العادية" و"القمة الإسلامية".
وأوضحت الوزارة أن هذا القرار جاء استجابةً للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة وبعد تشاور المملكة مع جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي؛ واهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد يعبر عن الإرادة العربية الإسلامية المُشتركة بشأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة وغير مسبوقة تستوجب وحدة الصف العربي في مواجهتها.