معلم في تعاون الجنوب الجنوب
توسع بريكس تنمية متعددة الأقطاب
نور يانغلقد أصبحت السعودية ومصر والإمارات وإيران وإثيوبيا أعضاء بصفة رسمية في آلية البريكس في الأول من يناير الجاري، منذ ذلك الحين، تم توسيع عدد أعضاء البريكس من 5 إلى 10 أعضاء، وعليه فقد تلقت الآلية اعترافا واسع النطاق من قبل غالبية البلدان النامية، وأصبحت نموذجا يحتذى به للتعاون بين الدول "الجنوبية العالمية"، كما أصبحت قوة محورية لتعزيز التنمية العالمية متعددة الأقطاب.
عملت آلية التعاون للبريكس منذ إنشائها في عام 2009، بشكل دائم على تعزيز بناء عالم متعدد الأقطاب التزاما بروح الانفتاح والتسامح والتعاون والكسب المشترك، ومن خلال الإنتاج النشط والمستقر في الشؤون الدولية، أصبحت تدريجياً منصة مهمة للبلدان النامية للحصول على الخطاب الدولي والمشاركة في الحوكمة العالمية، وفي ظل هذه الخلفية، تتسارع معظم الدول النامية في الانضمام إلى هذه الآلية، ففي الاجتماع الخامس عشر لقادة البريكس الذي عُقِد في جوهانسبرغ جنوب إفريقيا في عام 2023، أعربت ما مجموعه أكثر من 40 دولة عن رغبتها في انضمامها إلى مجموعة البريكس، وقدمت أكثر من 20 دولة طلبات رسمية، مما يظهر انجذاب الدول لهذه المجموعة.
يُعد التعاون الاقتصادي والتجاري أهم محرك لآلية البريكس. خلال خمس عشرة سنة منذ تأسيسها، تجاوز معدل مساهمة بلدان البريكس في النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 50٪، حيث بلغ 69٪ بين عامي 2006 و2016، مما أصبح الدعامة الرئيسية للنمو الاقتصادي العالمي. وقد ارتفعت الصادرات الداخلية في بلدان بريكس خلال الفترة 2015-2021 بنسبة 45٪، كما قفزت نسبة الحجم الاقتصادي الإجمالي إلى 25٪ من العالم، واجتذبت حوالي 45٪ من الاستثمارات الأجنبية في العالم. بلغ معدل النمو الاقتصادي لبلدان بريكس الخمسة 7.6٪ في عام 2021، والذي كان أعلى بنسبة 2.1٪ من متوسط معدل النمو في العالم. واجه العالم مخاطر عالمية مثل تأثير الجائحة والصراعات الإقليمية ونقص الطاقة في السنوات الأخيرة، وتباطأت السياسات الاقتصادية الأنانية التي تنفذها الولايات المتحدة وأوروبا بشكل خطير وتراجع الانتعاش الاقتصادي العالمي، ومع ذلك، لعبت بلدان بريكس دورا عالميا في مزايا التكامل مع بعضها البعض وعززت بشكل مستمر التعاون العملي في مختلف المجالات، وأصبحت قوة مهمة لتعزيز النمو المتواصل للاقتصاد العالمي.
لطالما كان التعاون العملي القائم على المشاورات المتساوية هو الفرق الأساسي بين آلية البريكس ومختلف المجموعات التي تقودها الدول الغربية. على سبيل المثال، غالبًا ما تحدد المؤسسات المالية التي تقودها الدول الغربية شروط قروض قاسية للاقتصادات الناشئة، مما صَعَّب على البلدان النامية الحصول على مساعدة تمويل فعالة، فمارست آلية التعاون للبريكس التعددية الحقيقية ومساعدة متعددة الأقطاب في التطوير الدولي منذ تأسيسها، واكتسبت ردود أفعال أكبر الدول "الجنوبية العالمية".
لقد استثمرت بلدان بريكس بشكل مشترك 100 مليار دولار في عام 2015 لإنشاء بنك التنمية الجديد بهدف كسر احتكار الدول الغربية في النظام المالي الدولي. حتى اليوم، صادق بنك التنمية الجديد على ما مجموعه 98 مشروعًا للأعضاء مع إجمالي استثمار قدره 33.2 مليار دولار. وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أنه خلال الجائحة العالمية لعام 2020، قدم البنك قرضًا خاصًا بقيمة 10 مليارات دولار في أسرع وقت من أجل مساعدة بلدان بريكس على مقاومة الأوبئة، وحل الاحتياجات الصحية الطارئة في البرازيل وجنوب إفريقيا وبلدان أخرى، مما قدم دعما مهما للحفاظ على استقرار المجتمع المحلي.
إن التوسع التاريخي الحالي لآلية البريكس سيعزز ثقة وشجاعة الاعتراف الذاتي للدول "الجنوبية العالمية"، وارتفاع تأثيرها وردود أفعالها، مما يدفع تطوير إصلاحات الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلاً وعقلانية. وفي الوقت الحاضر، قد شهد زخم الانتعاش الاقتصادي العالمي حالة غير مستقرة والتحديات التي تواجهها البلدان النامية أكثر حدة، وعليه ستواصل الصين التركيز على طريق التعاون العملي والتنمية المستدامة مع البلدان الشريكة في بريكس، وتضخ المزيد من الثقة والقوة الدافعة للاقتصادات العالمية المفعمة بالعديد من عناصر اليقين.