”متخصصة”: العالم سليم حسن شخصية معرض الكتاب أثري علم المصريات
أكدت الدكتورة فاطمة نصار، المتخصصة في الحضارة المصرية القديمة، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 55 هذا العام، قد إختار إسم العالم الجليل الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض مع الكاتب يعقوب الشاروني، يعكس إلى جانب التكريم لهذه الرموز أن هناك تقدير كبير لمشوار من العطاء لرواد أثروا الحياة الفكرية والعلمية.
وأضافت نصار، لقد أسهم مشوار العالم الجليل الدكتور سليم حسن، في مجال الآثار المصرية أن يكون هناك أجيال متعاقبة من الدارسين والأساتذة والعاملين في قطاع الآثار المصرية، على قدر كبير من العلم والكفاءة، بل إن إسهامات الدكتور سليم حسن، تخطت حدود مصر الجغرافية لتكون بمثابة مرجعية هامة على المستوى العالمي لكل الباحثين في علم المصريات، لما كان له من مصداقية وتفاني في العمل، وهو يعد بمثابة نموذج يحتذى به وقدوة تؤهل الأجيال للعلم والعمل بصورة تجعل منهم قيمة حقيقة مضافة لرصيد الوطن والإنسانية.
وأشارت، إن هذا الإختيار يعد في حد ذاته بارقة نور لتسليط الضوء على النماذج الحقيقية الناجحة والتي سيتعرف عليها رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام من خلال الندوات والفعاليات التي سيشهدها المعرض على مدار أيامه، وهو ما سيترك أثراً في فكر ووجدان أجيال جديدة وهو يعزز روح العلم والمعرفة والفخر بنماذج مصرية ناجحة.
جدير بالذكر أن اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام قررت إختيار إسم عالم المصريات الدكتور سليم حسن شخصية الدورة الـ 55، لما له من دور كبير في ترسيخ الهُويَة المصرية؛ من خلال تناوله تاريخ مصر وحضارتها من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والرعامسة والعهد الفارسي، وانتهاءً بأواخر العصر البطلمي.
نبذة عن الدكتور سليم حسن شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 55
سليم حسن، انتسب مبكرًا إلى قسم التاريخ الفرعوني بمدرسة المعلمين، الذي أنشأه أحمد كمال باشا، الأثري الجليل. سافر حسن إلى فرنسا أربع سنوات ونصف ليحصل على ثلاث دبلومات تخصصية في التاريخ الفرعوني. ولدى عودته ألحقه الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، بالسلك الجامعي ليصبح أستاذًا في التاريخ القديم بجامعة فؤاد الأول، لكنه لم يقنع بالمنصب الذي لا يُرضي طموحه الكبير إلى مزاحمة الأجانب فيما احتكروه من علم المصريات بحثًا ودراسة وتنقيبًا، فقرر التوجه إلى النمسا ليحصل على شهادة الدكتوراه، وبموجب ذلك الطموح العلمي، كافح لنيل موافقة رسمية من إدارة الجامعة لكي يكون أول مكتشف مصري في بعثة جامعية رسمية لدراسة مصر القديمة؛ حيث بدأ الحفر بمنطقة الأهرامات، واكتشف مقبرة لرجل من النبلاء من حاشية أحد ملوك الأسرة الخامسة، وفى باطنها استقرت عشرات التماثيل، بخلاف مصاطبها الكثيرة. وتوالت اكتشافات الأثري المكافح، فاكتشف 19 مصطبة أخرى في موسم عام 1930، وجدران فناء الملك تحتمس الرابع عند سفح أبي الهول. ثم في الموسم الثالث عام 1931، كان أهم اكتشافاته، هرم الملكة خنتكاوس و8 مقابر أخرى، بخلاف 32 مصطبة جديدة، ونشر حفائره باللغة الإنجليزية. واستمرت مواسم الحفر لعشرة مواسم كاملة، انتهت عام 1939، عندما اكتشف 159 مصطبة من الدولة القديمة في الجبانة الشرقية بالجيزة. ومنذ عام 1940 حتى وفاته عام 1961، عكف على إخراج أعظم إنجازاته الفكرية، موسوعته الشهيرة «مصر القديمة» في 16 جزءًا، فضلًا عن كتابه «الأدب في مصر القديمة»، في جزءين. ومن مؤلفاته أيضًا: كتابه بالإنجليزية «أبو الهول» ترجمة جمال الدين سالم، و«أقسام مصر الجغرافية في العهد الفرعوني»، وترجمته لكتاب «فجر الضمير» لـ جيمس هنري برستد وغيرها من أعمال كتبها باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وبهذا جمع الدكتور سليم حسن بين الاكتشافات الأثرية والتأليف، والترجمة، ليصبح واحدًا من أهم علماء المصريات القلائل في مجاله.