والدة المحامي ضحية بلطجي كفر الشيخ : ”إبنى اشتغل القضية ببلاش و حرم عياله من أبوهم
محمد هشامسيطرت حالة من الحزن على أسرة محامي بيلا في كفر الشيخ ضحية بلطجي أنهى حياته بعيار ناري خلال عودته من عمله بتحرير محضر شرطة.
"ابني كان محترم والناس كلها بتحبه وكانوا بيسموه محامي الغلابة.. أبوه كان فرحان به وبيقوله كل شوية يا أستاذ محمود.. القاتل حرم أطفاله الأربعة منه"، بتلك الكلمات تحدثت والدة محمود محمد أحمد الجريدي، محام في نهاية العقد الثالث من العمر ضحية البلطجي لـ"الميدان"، لترصد حالة الحزن على فقدانها فلذة كبدها الضحية.
أكدت والدة المحامي الضحية أن ابنها كان محبوبًا بين جميع فئات مسقط رأسهم قرية روس الفرخ التابعة لمركز بيلا في كفر الشيخ، ودائم فعل الخير مع الناس بما فيهم موكليه فعندما يوجد موكل يخبره بعدم احتوائه على أي مبالغ مالية نظير أتعابه كان يرفض تحصيلها منه ويصر على استكمال القضية ولو كلفه الأمر سداد تكاليف القضية على نفقته الخاصة ولذلك كانوا يطلقون عليه محامي الغلابة.
ولفتت إلى أنها شاهدت الجميع يهرول ناحية طريق عام بمدخل القرية فتواصلت مع ابنها الآخر "أحمد" هاتفيًا "فيه إيه أحمد" فأجابها بأن شقيقه محمود تشاجر مع أحد البلطجية ومصاب فتوجهت مسرعة ناحية الطريق فقابلها بعض الأهالي وطالبوها بالعودة للمنزل بعد نقل ابنها إلى أحد المستشفيات في المنصورة، مؤكدة أن قلبها حدثها بوفاة ابنها وقتها.
وكشفت عن ابنها الضحية كان آخر لقاء بينهما عندما تناول معهم وجبة الإفطار يوم الخميس وأصر على تجهيز الشاي لأفراد الأسرة، وبعدها احتضن أطفاله وظل يقبلهم وكأنه يشعر بأنها نهايته وأعقب ذلك اتصل عليه أشخاصًا من أجل قضاء عملهم بعد انتهاء من الوضوء تجهيزًا لأداء فريضة العشاء وبعد ذلك تركته لترقد في فراشها حصولا على قيلولة ما بعد الإفطار.
وأوضحت الأم المكلومة أن ابنها الضحية توفي تاركًا 4 أطفال 3 فتيات وطفل واحد الكبرى هاجر، في الصف الأول الإعدادي، ومريم في الصف السادس الإبتدائي، وكارما عمرها 3 أعوام، ومحمد عمره عامًا ونصف ولم يستوعب أبيه بينما طفلته كارما تتذكر حتى تلك اللحظات مداعبة أبيها لها عندما كان يقول لها :"كارما خط أحمر".
واختتمت الأم حديثها لـ"الميدان" قائلة:"ابني محمود جاب لي هدية مصحف كبير بحامله وقاللي: "أنا جبت لك أغلى هدية يا ماما..كنت باقوله عايزة اطلع عمرة فقاللي: "أنتي طلعتي قبل كدة انتي هتطمعي" ولما حس ان زعلت فقاللي: "باهزر معاكي يا ماما"..حسبي الله ونعم الوكيل في اللي حرمني منه..هو اللي قتله ما صعبش عليه ومش عارف انه فيه أب وأم هينقهروا عليه و4 أطفال هيتحرموا منه.. نفسي اجيب القاتل وأكله بأسناني عشان ناري تبرد".
وكان محام ثلاثيني لقى مصرعه الجمعة الماضية، بعيار ناري في طريق عام أطلقه بلطجي عليه خلال عودته من تحرير محضر بمركز شرطة بلقاس بمحافظة الدقهلية رفقة أثنين من الموكلين بقرية روس الفرخ التابعة لمركز بيلا في كفر الشيخ.
التفاصيل عندما تلقي اللواء إيهاب عطية، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من مأمور مركز شرطة بيلا يفيد بتلقي المركز إشارة من مستشفى بلقاس المركزي بمحافظة الدقهلية بوصول محمود محمد أحمد الجريدي، محام، في نهاية العقد الثالث من العمر، ويقيم بقرية روس الفرخ التابعة لمركز بيلا، مصابًا بطلق ناري في الرقبة، وتوفي متأثرًا بإصابته.
وانتقل ضباط مباحث مركز شرطة بيلا إلى مستشفى بلقاس المركزي، وبالفحص المبدئي تبين أن المحامي المجني عليه توجه مع أحد موكليه إلى مركز شرطة بلقاس لتحرير محضر ضد البلطجي القاتل، وخلال عودته في الطريق مستقلا سيارته مع أثنين من الموكلين استوقفه البلطجي عند مدخل قرية روس الفرخ وأطلق تجاه المحامي عيارًا ناريًا من سلاحه استقر في الرقبة، وفر هاربًا مع اثنين آخرين.
و حُرر بذلك المحضر اللازم بالواقعة، وجرى إخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.