مُنتدى مستقبل أشباه الموصلات يؤسس منظومة مُتكاملة لتوطين الرقائق الإلكترونية بالمملكة ويفتح الباب أمام المبتكرين السعوديين عالميًّا
كتبت - عبير العربيالفُرص في السنوات المقبلة لدعم الابتكار، هذا ما أكده معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية "كاكست" الدكتور منير بن محمود الدسوقي، خلال كلمته ، حيث قال "استمتعنا خلال المنتدى بمناقشات عميقة وأفكار مُبتكرة، وتعاون قوي يعكس مُستقبل أشباه الموصلات في المملكة، لافتًا النظر إلى أن من أهم مُخرجات المُنتدى الإعلان عن العديد من المُبادرات التي سترسم مُستقبل أشباه الموصلات في المملكة خلال السنوات المقبلة.
ويؤكد الإعلان عن 4 مبادرات وطنية جديدة خلال المُنتدى رغبة المملكة في المُضي قدمًا لتطوير هذه الصناعة وتوطينها، حيث أعلن رئيس "كاكست" إطلاق مركز القدرات الوطنية لأشباه الموصلات؛ بهدف تطوير وتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية في المملكة، من خلال استثمار الخبرات والموارد المُشتركة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وتعزيز ثقافة الابتكار وتبادل المعرفة وتطوير المواهب والشراكات، وهو ما يُسهم في حل تحدّيات هذه الصناعة الإستراتيجية في المملكة ويدعم خططها في البحث والتطوير في مجال الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، في إطار سعيها إلى تقليل التكاليف وتحقيق التميز البحثي تحت مظلة التعاون المُشترك.
وفي إطار تحالف أكاديمي سعودي ـ أمريكي، تم الإعلان عن برنامج الماجستير في أشباه الموصلات بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة كاليفورنيا - لوس أنجلوس، للإسهام في توطين صناعة أشباه الموصلات، من خلال تأهيل الطلاب والطالبات عبر برنامج تعليمي مدمج، سواءًا داخل الفصول الدراسية بجامعة الأميرة نورة أو عبر الدراسة عن بعد مع أساتذة جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، بينما تستضيف مُختبرات الغرف النقية في "كاكست" 35% من فترة التدريب العملي، وتنتظر المملكة من هذا البرنامج توفير أساس قوي وموارد بشرية مؤهلة تدعم تصنيع أشباه الموصلات وتعبئتها واختيارها وتوصيفها، ويُسهم في تحقيق مُستهدفات برامج رؤية السعودية 2030، في خلق وظائف عالية الجودة وتخصصات مُبتكرة تخدم تنافسية سوق العمل.
وشهد المُنتدى الإعلان أيضًا عن بدء تسجيل الدفعة الأولى من برنامج حاضنة أشباه الموصلات "Ignition"، الذي يُقدم حزمة تدريبية مُكثفة، وإرشادًا من قادة الصناعة والخبراء الأكاديميين، ويزود المشاركين بالمهارات والمعارف اللازمة لتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس، وإكساب الدارسين الخبرة لمواجهة تحدّيات صناعة أشباه الموصلات وإمكانية إحداث تحول فيها.
ويهدف التجمع الوطني لأشباه الموصلات، الذي أطلقه المشرف العام على هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، الدكتور محمد العتيبي، بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وشركة آلات، والبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات، والكراج، إلى توطين 50 شركة في التقنيات العالية، وتدريب 5 آلاف مهندس سعودي على تصميم الدوائر المتكاملة، وتوفير أكثر من 150 مليون ريال سعودي كإجمالي منتجات دعم متنوعة، وجذب ما يفوق مليار ريال سعودي من الاستثمار في التقنيات العميقة بحلول عام 2030م.
والخضراء وثنائيات الليزر البنفسجية، بكلمة مهمة خلال أعمال المنتدى، بيّن فيها استخدامات "تقنية الليزر السطحي VCSEL "، وتحدث عن أحدث ما توصل إليه العلماء في ابتكارات أشباه الموصلات، ودورها في توفير أداء عالٍ وكفاءة وموثوقية لمجموعة واسعة من التطبيقات، في إشارة إلى التطلعات الطموحة للمملكة في هذا المجال.
لاستكشاف الفُرص وتشكيل المستقبل"، واستعرض المشاركون في الجلسة الأولى سلسلة القيمة والبُنى التحتية اللازمة لصناعة أشباه الموصلات، وسبل تطوير الكوادر البشرية، والعقبات التقنية المحتملة، والحلول المُمكنة للتغلب عليها، فيما جاءت الجلسة الثانية تحت عنوان "الريادة في التميز في مجال أشباه الموصلات في المملكة "، وناقشت الشركات الناشئة في مجال أشباه الموصلات والفُرص المتاحة لتوطين هذه التقنية.
لاعبًا رئيسًا في صناعة الرقائق الإلكترونية للسيارات، في ظل الجهود التي تبذلها المملكة لتوطين ابتكارات السيليكون.
وواكب الجلسات العلمية معرضٌ مصاحب لأعمال المنتدى، انضمت إليه 20 شركة محلية وعالمية، وقدمت خلاله أحدث الابتكارات في مجال أشباه الموصلات، كما شارك في المعرض طلاب وطالبات مُبتكرون من الجامعات السعودية، بتقديم 30 ملصقًا بحثيًّا في مجال أشباه الموصلات، وجرى تكريمهم على هامش أعمال المنتدى.
وكان مُنتدى مُستقبل أشباه الموصلات قد شهد في نسخته الأولى إطلاق البرنامج السعودي لأشباه الموصلات (SSP)، الذي يُعد الأول من نوعه في المنطقة لدعم البحث والتطوير وتأهيل الكوادر البشرية في مجال تصميم الرقائق الإلكترونية وتوطينها، كما أسهمت النسخة الثانية في تعزيز طموح المملكة في تطوير صناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، وبناء سلسلة توريد مُستدامة لأشباه الموصلات لتحقيق الأولويات والتطلعات الوطنية، مما يؤكد أن المملكة ماضية قدمًا في طريقها لتكون قوة بهذا المجال الإستراتيجي.