السبت 6 يوليو 2024 03:18 مـ 29 ذو الحجة 1445هـ

رئيس التحرير محمد يوسف

رئيس التحرير محمد يوسف

    آراء وكتاب

    هناء شلتوت تكتب: ”حج مغشوش”

    الحج رحلة إيمانية فريدة تجذب ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم، حاملين معهم آمالهم وأدعيتهم وأفراحهم وأتراحهم، ويعد الحج فرصة فريدة من نوعها للتعارف بين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، وتبادل الخبرات والثقافات، وتكوين صداقات جديدة، كما يساعد الحج على تعزيزِ الوحدة والتضامن بين عامة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، فضلا عن كونه فرصة للتواصل بين الأجيال، ونقل القيم والمبادئِ الإسلامية من الأجيال الكبيرة إلى الأجيال الصاعدة.

    ولأن هذه الرحلة محفوفة بالمزيد من الروحانيات الإيمانية فمن الواجب علينا أن نسعى جاهدين للحفاظ على قدسيتها خاصة في عصر الانفتاح على "السوشيال ميديا"، وذلك من خلال استخدام هذه الوسائل بمسؤولية وحكمة تمكننا من مشاركة تجاربنا مع الآخرين ونشر المعرفة الإسلامية ورسائل الإيمان والتقوى من أجل إلهام البعض لأداء هذه الفريضة العظيمة، وكذلك نشر رسائل إيجابية تعزز شعور الإخاء والمساواة بين الغني والفقير حول العالم، لا التفاخر أو التباهي بأداء الفريضة، أو استغلال المشاعر المقدسة بقصد الدعاية والتسويق وتحقيق بعض المكاسب المادية.

    فبين الواقع والافتراضي نجد أن هناك محاولات لتفريغ هذه الرحلة المقدسة من مضمونها الروحي بعدما حفها المزيد من الأزمات والظواهر السلبية، حيث طفت لدينا ظاهرة جديدة إن جاز التعبير يمكننا أن نسميها "حج بلوجر" وهي الظاهرة التي أثارت جدلًا واسعا حول أخلاقيات الحج والتحديات المتزايدة التي تواجه هذه الفريضة العظيمة.

    ولو تطرقنا لهذه الممارسات فحدث ولا حرج، فقد رأينا مجموعة متنوعة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة إعلاميو البرامج الدينية يحاولون استغلال الركن الأعظم من أجل اللحاق بسباق "الترند والريتش" وحصد المزيد "اللايكات" و"الكومنتات"، فهذه مذيعة لأحد البرامج الدينية تُسَوق من أمام الكعبة لإحدى شركات السياحة، وغيرها تركت روحانيات البقعة المقدسة لتنشغل بمقاطع البث المباشر، وأخري لم تكف عن صناعة مقاطع الفيديو من أجل الدعاية لإحدى شركات ملابس الإحرام، وآخر ينشد المزيد من المشاهدات عبر خاصية "استوري"، حتى تحولت قدسية المشاعر المقدسة إلى ما يطلق عليه بالمعنى الدارج "سبوبة" وتجارة باسم الدين، وتحول التركيز من أداء المناسك والتوحد مع روحانيات المكان المبارك إلى التقاط الصور ومشاركة اللحظات على المنصات الافتراضية وبات الأمر مُشتتًا للانتباه عن جوهر الحج، وهو التعبد والتواصل مع الله تعالى ، ليصبح الهدف هو كسب إعجاب الآخرين بدلاً من إرضاء الله تعالى.

    وهنا نقف عند خصوصية الحج، والذي يعد رحلة شخصية للغاية، فمن الواجب مراعاة خصوصية الحجاج في مشاركة تجاربهم على الملأ، ومن المهم أيضا احترام مشاعرهم وعدم نشر أي محتوى قد يُسبب لهم الإحراج أو الضيق، فضلا عن أهمية التحلي بالتوازن فلا شك في أن "السوشيال ميديا" أداة قوية يمكن استخدامها لنشر رسائل إيجابية، لكن من المهم استخدامها بمسؤولية وحكمة، خاصة فيما يتعلق بالحج.

    ومن الرياء من أجل "اللايك والشير" إلى التحايل والنصب بشأن إجراءات أداء الفريضة فلم يختلف الأمر كثيرا، فلا شك في أن التلاعب بالمشاعرِ الدينية كان له الغلبة وراء عمليات النصب والاحتيال التي تعرض لها حجاج بيت الله الحرام من قبل شركات السياحة، الأمر الذى جعل موسم الحج هذا العام يشهد أزمة إنسانية مأساوية تتمثل في ارتفاع معدلات وفيات الحجاج غير النظاميين، نتيجة استغلال بعض شركات السياحة التي قدمت لهم عروضًا وهمية للحج بأسعار زهيدة، دون توفير الخدمات الضرورية للحجاج، على الرغم من أن سلامة الحجاج وحفظ كرامتهم واجبا دينيا وإنسانيا لا يجب التهاون فيه.

    وهذا النهج الغير أخلاقي يضع القادة الدينيين أمام مسؤولية جديدة تستدعى تجديد الوعى الديني لدى العوام بما لهم وما عليهم من أجل أداء فريضة الحج التي اختصها الله بقدسية المكان والزمان، والابتعاد عن كل ما من شأنه الرياء في هذه الفريضة أو استغلالها لربح مادى، والسعي لتحقيق التوازن بين مشاركة تجاربنا مع الآخرين والحفاظ على جوهر هذه الرحلة المقدسة، ومن ثم يبقى التركيز على الجانب الروحي للحج أولوية بدلاً من التركيز على التقاط الصور ومشاركة اللحظات على المنصات الافتراضية من أجل الربح المادي، وذلك على خلاف ما دعي له الله عز وجل ورسوله من أجل حجا خالصاً لوجههِ الكريم حتى يصبح حجا مبرورا لا مغشوشا.

    فالحج رحلة إيمانية، لا حسبة تجارية، ومن ثم وجب علينا الحرص على جعلها رحلةً تُثري إيماننا، وتُغسل قلوبنا، وتُقربنا من الله تعالى، وتعزز الوحدة بين المسلمين حول العالم، ومن ثم على كل مسلم قصد هذا البيت أن يخلص العبادة لله وحده، وأن يجتهد في أن تكون أعماله كلها لله وحده: في صلاته ودعائه، في طوافه وسعيه، وفي جميع عباداته؛ ولهذا قال الله تعالى: "وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ"، و قَوْلُهُ تعالي: "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ".

    الحج حج مغشوش نصب تحايل سوشيال ميديا تواصل اجتماعي دعاية لايك كومنت ريتش شركات السياحة الحجاج موسم الحج هناء شلتوت الميدان

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    السبت 03:18 مـ
    29 ذو الحجة 1445 هـ 06 يوليو 2024 م
    مصر
    الفجر 03:15
    الشروق 05:00
    الظهر 11:60
    العصر 15:36
    المغرب 19:00
    العشاء 20:32