مستشارة بالسفارة الصينية لدي القاهرة: نأمل أن تكون أفكار شي وتطبيقاتها مفيدة لكل دول العالم
كتب :د.احمد عبداللاه فارس
عقدت مجلة ((الصين اليوم))، صباح اليوم ندوة بعنوان "فكر شي جين بينغ بين النظرية والتطبيق.. مناقشة كتاب ((شي جين بينغ حول الحكم والإدارة))"، وذلك في "صالون القاهرة" للمجلة الصينية الوحيدة التي تصدر باللغة العربية.
وفي حضور كوكبة من الكتاب والمفكرين والصحفيين وأساتذة وطلاب الجامعات، افتتح الندوة حسين إسماعيل، الرئيس التنفيذي لفرع ((الصين اليوم)) في الشرق الأوسط بكلمة قال فيها إنه في هذا العام، 2024، يكون قد مضى عشر سنوات على نشر المجلد الأول لكتاب شي جين بينغ "حول الحكم والإدارة"، الذي صدرت منه حتى الآن أربعة مجلدات. عقد من الزمان جرت خلاله في النهر مياه كثيرة؛ فقد شهدت الصين تغيرات تهز الأرض والسماء والبحر، وشهد العالم تحولات لم يسبق لها مثيل منذ قرن. يعرض كتاب "حول الحكم والإدارة"، أفكار ورؤى الزعيم الصيني شي جين بينغ، الذي استلهم من التجارب الثرية والأفكار الخصبة والنظرة الثاقبة والرؤى التقدمية، مقولات وأفكارا تنطلق نحو آفاق رحبة لتحقق طموحات البشر وأحلامهم، وتبلور معطيات الحاضر وتستشرف المستقبل. يكشف كتاب "شي جين بينغ.. حول الحكم والإدارة" في مجلداته الأربعة عن قدرة الرئيس شي على التحليل ونفاذ البصيرة والحكمة والتنظيم السليم، وتأكيده وتمسكه منذ بداية توليه منصبه بمفهوم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وأهميتها في تحقيق تنمية الصين، نظرا لارتباط تلك المفاهيم بمسيرة جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949، وكونها جزءا لا يتجزأ من تطور الأمة الصينية. إن تأمل مسيرة شي جين بينغ في مختلف مراحل حياته توفر مرجعية مهمة لدراسة أفكار الزعيم الصيني التي أضحت مكونا محوريا للفكر الصيني الحديث. ولعل الملمح الأبرز لفكر شي جين بينغ هو ارتباطه بماضي الصين وواقعها ومحيطها الإقليمي والدولي ورؤيته لمستقبل بلاده في عالم شديد التغير. ويتميز فكر شي جين بينغ بالتماسك والاستمرارية والابتكار، واستنباط الحل من المشكلة، ومقاربة الواقع استنادا إلى الخبرات التاريخية وتجارب الآخرين، مع قدرة كبيرة على التكيف والتعديل.
من جانبها قدمت الدكتورة خديجة عرفة، الباحثة في العلاقات الدولية، ورقة بعنوان "الحلم الصيني من منظور إستراتيجي.. تأثير المجلد الرابع لكتاب الرئيس شي جين بينغ على الحوكمة العالمية"، تناولت فيها الرؤية الصينية للحوكمة العالمية، موضحة أنها رؤية شاملة لا تقتصر على المجال الاقتصادي أو السياسي فحسب، وهي ليست فكرة نظرية فهي رؤية ذات جانب تطبيقي نابعة من جملة من التحديات المتزايدة التي واجهها العالم خلال العقود الأخيرة والتي أوضحت كم المشكلات التي يُعانيها النظام العالمي القائم بشقيه المالي والسياسي، على مستوى السياسات والمؤسسات، والتي دفعت الصين لطرح رؤية أكثر تعبيرا عن مصالح الجنوب العالمي.
وعرض عماد الأزرق، رئيس مركز التحرير للدراسات والبحوث بالقاهرة، ورقة بعنوان "بريكس.. نحو نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة وإنصافا"، تناول فيها
وقدمت د. هند سلطان، المدرسة بالجامعة المصرية الصينية وجامعة حلون وأكاديمية ناصر العسكرية، ورقة بعنوان "حقبة جديدة لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية مع دول الجنوب العالمي.. فلسفة الحياد ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية"، أشارت فيها إلى أنه في عالم اليوم الذي يمر بتغيرات كبيرة لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، يشكل الجنوب العالمي قوة سياسية واقتصادية ذات تأثير عالمي مهم، وتعتبر الصين شريكا طبيعيا لدول الجنوب العالمي في الحقبة الجديدة لدبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الدبلوماسية.
وعرض عادل علي، الإعلامي والباحث في الشؤون الصينية، ورقة بعنوان "الإعلام والحوكمة.. تطبيق أفكار شي جين بينغ حول الحوكمة في الممارسات الإعلامية"، قال فيها إن سعي الصين لتوظيف إعلامها الرسمي ودبلوماسييها في الخارج، بما يصب في سياق تنفيذ أهداف سياستها الخارجية، فإنها تتبنى استراتيجية إعلامية ودعائية خارجية، ترتكز على مجموعة متنوعة من الآليات والوسائل، ومنها: مشاركة المحتوى مع وسائل إعلام دولية، الاستثمارات المالية في وسائل الإعلام المحلية والدولية، تنظيم اللقاءات والمنتديات الإعلامية الكبرى، توظيف التكنولوجيات المتقدمة، طرح مبادرات دولية في مجال حوكمة الإعلام.
وفي ختام الندوة أعربت وانغ تسي جيوان، المستشارة بسفارة الصين لدى مصر عن تقديرها للجهود التي يبذلها الباحثون المصريون في دراسة أفكار الرئيس شي جين بينغ، آملة أن تكون تلك الأفكار وتطبيقاتها مفيدة لكل دول العالم، ومنها مصر.